هل يكفي اعتقال مغني “بوسة وتعنيكة.. وأنا نشرب الطاسة”!

هوية بريس – متابعات
بعد ضغط شعبي واستنكار جماهيري لمضامين أغنية مخلة بالحياء ومحرضة على سلوكات يجرمها القانون، تدخلت مصالح الأمن بمدينة طنجة، بحق الشخص الذي أثار الرأي بأدائه للأغنية المثيرة أمام مجموعة من القاصرين، خلال احتفالات عيد الفطر بحي بئر الشفاء.
وبعد انتشار مقطع الفيديو بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، طالب بعض ساكنة طنجة بمحاسبة المتورط في هذا الفعل المشين، مستنكرين غناءه أمام جمهور غالبيته من الأطفال بأغانٍ هابطة تحمل إيحاءات تحرض على السكر العلني والزنا والإخلال بالأخلاق العامة.
وفي إطار الإجراءات القانونية، قررت النيابة العامة متابعة المغني في حالة سراح، مع تحديد موعد لاحق لمثوله أمام وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بطنجة.
لكن ما تم إغفاله في خضم هذه الأحداث أن الشخص المعتقل خلال غنائه بحي بمدينة طنجة، كان القاصرون يرددون معه، وهم يتراقصون ذات اليمين وذات الشمال، كلمات “ولد البينتة”: “بوسة وتعنيقة وطيحة في البحر”.. “أنا نشرب الطاسة أنا نكبر وننسى”..
وذلك لكون الأغنية المثيرة موجودة باليوتيوب؛ وفي قناة واحدة للمدعو “محفوظ لعفر” تجاوزت نسب مشاهدتها 13 مليون مشاهدة. وهي بطبيعة الحال موجودة على قنوات أخرى.
والسلطات المختصة تحركت بعد أن بات استنكارها قضية رأي عام، وهنا يطرح سؤال:
كم من أغنية من هذا القبيل منتشرة ومتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي؟
هل حماية الأخلاق والحرص على سلامة الناشئة والقاصرين من هذه السموم تفعّل فقط إن صار الاستنكار قضية رأي عام؟
هل نعي حقيقة خطورة هذه المواد السامة وما تكلف الدولة على المستوى القيمي والأخلاقي والتعليمي والاجتماعي؟
ولئن كنا سنتساهل مع مثل هكذا مواد ونتسامح مع مرتكبيها، بحجة أنها تصدر عن شباب يتوق بطبعه للحرية ويتمرّد على الواقع ويثور على القيم، فما الحاجة إذن كي تصرف الدولة الملايير على قطاع التربية والتعليم؟! ولماذا تؤطر مواطنيها من خلال المساجد والوعظ والإرشاد؟! وما الحاجة لتجريم هذه المواد أصلا بالقانون الجنائي؟!
إن المس بقيم النشء وتدميرهم بهذه المواد السامة، وتحريضهم على أفعال يحرمها الشرع ويجرمها القانون أمر خطير وخطير جدا، ذلك لكون أعز ما تملكه الأسر هي فلذات أكبادها، وفي سبيل صلاحهم وفلاحهم يبذل أولياء أمورهم الغالي والنفيس، ويتحملون كل شيء بما فيه الإهانة، فهل يعقل أن يسلموا لمنحرف كي يرسم لهم الطريق ويحدد لهم معالم السلوك أمام مرأى ومسمع من الجميع..؟!
هذا ما لا يمكن السماح به أبدا.. ذلك أن حماية الأمن الاجتماعي كحماية الأمن الأخلاقي للمغاربة..



