هل يمكن تسمية “المثلية” باسمها الحقيقي في “مواقع التواصل الاجتماعي”؟!
هوية بريس – د.هيثم طلعت
بعضهم يطلب تسمية المثلية باسمها الحقيقي.
ويظنون أن عندنا أريحية اختيار الألفاظ أو أن عندنا القدرة على النقد بِحرية!
نحن أيها الطيبون! نعيش تحت نظام قمـ عي ديكتاتوري إجـ رامي مرعب يسمى “الحـرية الغربيـة”.
يبطش بكل من ينكر الانحلال الأخلاقي.
يُغلق الحسابات ثم يوجه الخوارزميات وفق فلسفته.
هذا الواقع الافتراضي على مواقع التواصل صار يمثل حياة موازية.
حياة موازية فعلية بل ربما تجلس أمامه أكثر مما تجلس مع أهلك.
وتتلقى منه ما لا تتلقى من المدارس والكتب.
ومع الوقت يكون لك آلاف المتابعين ومئات الأفكار التي تبثها من خلاله.
ثم فجأة يقوم النظام القمـ عي الغربي الذي يتحكم في الواقع الافتراضي بقتل واقعك الافتراضي الذي صنعته عبر سنوات وعبر تعب وقراءة وبحث وكتابة، يقتل كل هذا في لحظة لمجرد منشور أو تغريدة أو مقال تنتقد فيه الانحلال الأخلاقي أو تُسمي الأشياء بأسمائها أو تبين حكم الإسلام الصحيح في هذه الفواحـ ـش، وساعتها ستعلم أن من أكثر الأنظمة قمـ ـعية وفجـ ـورا في العالم هي “الحريـة الغربيـة”.
وأنا أسأل: هل تقبل الليبرالية الغربية التدين المنضبط؟
هل تقبل الحرية الغربية بهذا؟
هل تقبل الليبرالية الغربية نقد جنون الجنـ ـدرة حيث يتم قطع أعضاء كاملة من إنسان حتى يتوافق جسده مع نفسيته، بدلا من إصلاح النفسية بجلسات سريرية؟
هل تقبل الليبرالية الغربية نقد جنون النسـ ـوية التي حطمت بنية الأسرة التقليدية، لتستفرد الليبرالية بالأطفال في مرحلة تالية فيعيش المجتمع حالة من التشظي يسهل معها اقتياده تمامًا إلى حيث أرادت؟
الليبرالية الغربية تريد تحويل كل أفراد المجتمع إلى إنكشارية تربيهم على عينها لا يخضعون لقيم تجعلهم بعيدين عن مرمى الثقافة الليبرالية.
ومَن فَهِم فلسفة الإنكشارية التي يلعبها الغرب اليوم سيفهم لماذا هو يحاول عبر كل الطرق فرض الانحلال الأخلاقي حتى وكأنه دين يجب اتباعه، ولا يجوز التعرض لمنحل بكلمة أو لانحلاله بنقد، وصار أكبر الظلم في أعينهم هو في أن تحرم منحلا من انحلاله، في حين يعاني كثير من أهل الأرض من صور مختلفة من الظلم الحقيقي لكن لا يهم المهم هو عدم التعرض بالنقد للانحلال.
لأن صناعة الانحلال تصنع التشظي المطلوب.
لم يبق على الأرض من دين في وجه هذا الغول المتوحش سوى الإسلام.