هوس التكفير في الفكر الشيعي
إبراهيم الصغير
هوية بريس – الثلاثاء 10 ماي 2016
هذا المقال نشرته قبل سنتين تقريبا، وأعيد نشره اليوم ردا على الشيعة المغاربة الذين يريدون التغطية على أجندتهم ومشروعهم التبشيري بالمغرب، باتهام غيرهم بما هو من ضروريات مذهبهم، لعبا بورقة المظلومية التي هي من صميم اعتقاداتهم.
فالشيعة المغاربة يريدون تعليق النفور الذي يعانوه، وفشل مخططاتهم في المغرب على شماعة السلفيين، واتهامهم بالتكفير، الذي هو من السمات المميزة لهم، ويحاولون ممارسة التقية عليه.
و بما أن الدّعاوى ما لم تقم عليها بيّنات أصحابها أدعياء، وحتى لا نكون أدعياء فقد تكلفت بجمع البيات وتركت لك أيها القارئ الكريم مهمة التمييز والتصنيف، لتشاهد بعينك وتحكم بنفسك:
وإليك بيانها:
في “بحار الأنوار” للمجلسي: « إن من لم يقل بكفر المخالف، فهو كافر أو قريب من الكافر» (65/281).
وفي”الحدائق الناضرة” ليوسف البحراني:« إن الأخبار المستفيضة بل المتواترة دالة على كفر المخالف غير المستضعف ونصبه ونجاسته» (ج5 ص177).
روايات تنبعث منها رائحة الكراهية والحقد التي وصلت إلى حد التكفير لجميع المخالفين لدين الإمامية، وإخراجهم من دائرة الإسلام، وبالتالي الحكم عليهم بالخلود في النيران.
إن فتنة التكفير من الفتن العظيمة، والخطوب الجسيمة التي حلت بالأمة الإسلامية، ظهرت مع الخوارج، وتطورت بعدهم مع باقي فرق الضلال، ممن تنكب عن الطريق المستقيم، وركب عقله وهواه، مقتفيًا أثر سفهاء الأحلام حُدثاء الأسنان الذين آثروا الحماس والاندفاع عن ركوب مركب العلم الأصيل.
ولما كانت مسألة التكفير بهذه الأهمية، لم تتركها شريعتنا المطهرة هكذا بلا حدود ولا قيود، بل قعدت لها قواعد ووضعت لها ضوابط، ولعل أهمَّها أن الحكم بالتكفير حكم شرعي مرده إلى الله ورسوله، وأن من ثبت إسلامه بيقين لا يزول عنه بالشك، فلا بد من إقامة الحجة وتبيان المحجة شريعة الإسلام.
ولكن عند الشيعة الحكم بالتكفير مرده للأهواء ملالي إيران، ويرتبط بمدى خطر أي مخالف لهم على مذهبهم، لا إلى الله ورسوله.
فالشيعة مهووسون بالتكفير، فقد كفروا الصحابة – رضي الله عنهم – ومن لم يكفرهم، وكفروا أهل السنة وجميع المخالفين لعقائدهم الباطلة، حتى كفروا بعضهم البعض؛ كما في بحار الأنوار للمجلسي: «أقول: كتب أخبارنا مشحونة بالأخبار الدالة على كفر الزيدية وأمثالهم من الفطحية والواقفة، وغيرهم من الفرق المضلة المبتدعة… » (37/34).
ويربطون التكفير والخروج من الملة والخلود في النار بمن خالف عقيدتهم المزعومة في حب آل البيت وولايتهم، فكل من خالفهم في ذلك، كافر لا حظ له في الإسلام.
كما يقرر ذلك شيخهم يوسف البحراني في كتابه “الحدائق الناضرة” بقوله: « وأما الأخبار الدالة على كفر المخالفين – عدا المستضعفين – فمنها ما رواه الكليني في الكافي (1/437)، بسنده عن مولانا الباقر عليه السلام قال: « إن الله عز وجل نصَّب عليًّا عليه السلام عَلَمًا بينه وبين خلقه، فمن عرفه كان مؤمنًا، ومن أنكره كان كافرًا، ومن جهِله كان ضالاًّ…».
وغيرها كثير مما صنعه معمموهم من روايات تكفيرية، وجعلوها عقيدة راسخة في المذهب، وألصقوها بالأئمة الأطهار الذين حذَّروا أشد التحذير من الغلو والتنطُّع والتكفير
ومن هنا أحببت أن أجمع بعض الروايات التكفيرية من كتب الشيعة وأنشرها بينكم، بيانًا لمكانة التكفير في فكرهم، وكونه الوسيلة الوحيدة التي يردون بها على مخالفيهم عندما تخونهم الأدلة، ولا تطاوعهم النصوص، فأعطي القوس باريها، وبسم الله مجراها ومرساها.
1 – تكفير الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا:
من النقط الأولى التي زرعها عبد الله بن سبأ مؤسس الفكر الشيعي، أحقية علي -رضي الله عنه- بالخلافة بعد رسول الله، وكون الخلفاء الثلاثة الذين تقدموه غصبوا الخلافة منه؛ لتنطلق حملات العداء والمعاداة التي وصلت إلى حد التكفير والتخليد في النار.
ففي الروضة من الكافي للكليني (8/245):.. رُوِي عن أبي جعفر عليه السلام قال: «كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة، فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي رحمة الله وبركاته عليهم».
فكل ذلك الخلق الذي ترضَّى الحق سبحانه وتعالى عنه من فوق سبع سموات، ارتد عن دين الإسلام في عقلية الشيعة التكفيرية نعوذ بالله من الخِذلان.
يقول المجلسي في “جلاء العيون” (ص45): « لا مجال لعاقل أن يشكَّ في كفر عمر، فلعنة الله ورسوله عليه، وعلى كل من اعتبره مسلمًا، وعلى كل من يكف عن لعنه ».
فهذا الشيعي يكفر عمر الفاروق -رضي الله عنه- ويلعنه ويلعن من لا يلعنه، وكل من يعتبره مسلمًا.
ويضيف في “بحار الأنوار” تأكيدًا لعقيدة التكفير الراسخة في مذهبه: «… عن مولى لعلي بن الحسين عليه السلام قال: كنت معه عليه السلام في بعض خلواته، فقلت: إن لي عليك حقًّا ألا تخبرني عن هذين الرجلين: عن أبي بكر وعمر؟ فقال: كافران كافر مَن أحبهما» (ج29ص137).
لم يعد التكفير ذلك الحكم الشرعي ذي الضوابط والشروط والموانع، بل أصبح تهمة جاهزة عند الشيعة يشهرونه في وجه كل من يغرد خارج سربهم.
وفي كتاب “الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين” لمحمد طاهر القمي الشيرازي: «مما يدل على إمامة أئمتنا الإثني عشر، أن عائشة كافرة مستحقة للنار، وهو مستلزم لحقية مذهبنا وحقية أئمتنا الإثني عشر؛ لأن كل من قال بخلافة الثلاثة اعتقد إيمانها وتعظيمها وتكريمها، وكل من قال بإمامة الإثني عشر قال باستحقاقها اللعن والعذاب» (الدليل الأربعون ص 615).
فكل من خالف أهواء الشيعة يناله التكفير والتفسيق، والحكم بالخلود في النار المحرمة على شيعتهم بزعمهم.
2– لعن الأئمة الأربعة:
الأئمة الأربعة هم أئمة المسلمين الذين اتفق على إمامتهم جميع أهل السنة، وشهد بفضلهم القاصي والداني، وهم الإمام أبو حنيفة النعمان، الإمام مالك بن أنس، الإمام محمد بن إدريس الشافعي، والإمام أحمد بن حنبل رحمهم الله جميعًا.
وما دام هؤلاء الأئمة الكبار العقلاء يعبدون الله بما شرع، ويتبعون النبي صلى الله عليه وسلم على بصيرة، ويعضون على السنة بالنواجذ، ويقدرون الدليل، فلا بد وأن يخالفوا أهواء الشيعة ويصطدموا بحوازهم، لتنهال عليهم سهام النقد واللعن، والسب والتجهيل من كل جانب.
ينشد بعض مشايخهم:
إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهبًا…ينجيك يوم البعث من ألم النارفدَعْ عنك قول الشافعي ومالك…وأحمد والنعمان أو كعب أحبار |