هوية بريس تحاور هشام تيفلاتي
حاوره: مصطفى الحسناوي
قبل أسبوعين ظهر الملحد هشام بوليمان أو هشام نوستيك المعروف ب “كافر مغربي”، لأول مرة في برنامج مصور، وكان متخفيا بمكياج خفيف ونظارات سوداء، لكن بعد ظهوره ذاك، كثر الحديث عن صورته الحقيقية، وتداولت منابر إعلامية ومواقع تواصل اجتماعية، صورا قيل أنها لكافر مغربي. كانت تلك الصور للدكتور هشام تيفلاتي المغربي ابن القنيطرة، المقيم بكندا، نفس بلد إقامة كافر مغربي، وجزم الكثيرون ان الدكتور هشام تيفلاتي هو كافر مغربي، وأن أمره افتضح أخيرا، ورغم أن هشام تيفلاتي سبق أن أجرى حوارا مع كافر مغربي قبل أزيد من سنة، بصفته مهتما بقضايا الإلحاد، إلا أن البعض أصر على أن تيفلاتي هو نوستيك.
“هوية بريس” تواصلت مع الدكتور هشام تيفلاتي، وأجرت معه هذا الحوار:
دكتور هشام وقع خلط بينك وبين هشام نوستيك المعروف ب”كافر مغربي”، وأكيد أن هناك من يعرفك جيدا وهناك من لايعرفك ولم يسمع بك، نود بداية أن تعرفوا القراء والمتابعين من هو هشام تيفلاتي؟
هشام تيفلاتي دكتوراه في سوسيولوجيا الأديان، باحث أكاديمي متخصص في قضايا التطرف الفكري، الهويات الإسلامية والأقليات المسلمة في الغرب، باحث في جامعة مگيل وجامعة مونتريال، وعضو في شبكة الخبراء الكنديين للوقاية من الراديكالية والتطرف العنيفين (CPN-PREV).
كيف تلقيت الأخبار التي تم ترويجها على أن هشام تيفلاتي هو كافر مغربي؟
لهشام نوستيك أتباع كثر على شبكة الأنترنت، يتتبعون أخباره وبرامجه ويودون التعرف على هويته الحقيقية، له أيضا أعداء وخصوم يتمنون وضع صورة واسم على هذا الشبح المتخفي وراء هذه الشخصية.
ماهي الأسباب التي كانت وراء هذا الخلط في نظرك؟
تم استدعائي لحضور وتسيير ندوة مونتريال التي استضافت حامد عبد الصمد والأستاذ محمد المسيح، ماغاب عني حينها، أن الكثير من الأتباع حضروا الندوة وكان همهم اللقاء بنوستيك.
أجبت بالنفي عن كل من استفسر عن شخصي مباشرة، لكن علمت بعد ذلك أن وجودي خلف انطباعا بأني هو نفسه هشام نوستيك، خصوصا بعد نشر صور لي (أخذت من الندوة) على الفايسبوك، انتشرت كما تنتشر النار في الهشيم.
القضية أخذت بعدا أكثر عشوائية عندما تم نشر لقاء نوستيك مع حامد عبد الصمد، خصوصا أن هناك بعض التشابهات الشكلية بيني وبين نوستيك (السن، مكان الميلاد، بلد العيش، الخ.)، دفعت العديد من سكان الشبكة العنكبوتية (من أتباع وخصوم نوستيك) لإفراغ مافي جعبتهم في سلة المسنجر الخاصة بي، أغلب الرسائل كانت ذات حمولة قدحية وتجريح سطحي في شخصي، لكنني لم أتلق أي تهديد صريح.
لكن ماغفل عنه الكل هو أني أجريت حوارا مع “نوستيك” السنة الماضية، يعني أن عقول أصحابنا يمكنها تقبل أي خبر دون عناء البحث (لثوان معدودات)، عن مصدر أو صحة هذا الخبر أو ذاك.
ماهي الآثار التي ترتبت على هذه الإشاعة، على المستوى الشخصي والمهني والعائلي؟
لم تكن هناك أية آثار جدية، اللهم إلا بعض المكالمات والرسائل من المقربين الذين تفاجؤوا بالخبر.
على المستوى الشخصي كان الأمر مفاجئا ومضحكا في نفس الوقت. فلي تجربة مع اليمين المتطرف والصحافة الكندية اتهمت فيها بأني إسلامي متطرف أدعم الارهاب، وذلك لعلاقتي الشخصية مع المنظمات والشخصيات الإسلامية في كندا، والآن كان الهجوم من الجهة المقابلة، والتهمة كانت الهجوم على الإسلام وازدراء المقدسات (الإسلامية).
هل تعتقد أن ذلك الخلط يمكن أن يكون متعمدا وان وراءه جهات معينة؟
لا أعتقد أن الخلط كان مقصودا أو متعمدا، فليس هناك أي دليل على أن الهجوم كان موجها ضدي لشخصي، فأعمالي الأكاديمية موجودة، ولي مكانة في المجال العلمي الذي أشتغل فيه.
أنت من المهتمين والمتابعين لقضية الإلحاد و كل مايدخل في حكمه، ماتقييمك لهذه القضية وتطوراتها في المغرب، وهل يمكن الحديث عن ظاهرة؟
لا أعتقد أنه يمكننا الجزم بوجود الإلحاد ك”ظاهرة” لأن الظاهرة تحتاج لشروط وأركان وظروف.
لكن نستطيع أن نقول أن هناك ظاهرة إعادة تقييم للدين، للخطاب الديني، للقائمين به، والمتكلمين باسمه. وتختلف مسمياتها وخلفياتها، فهناك من يسميها تنويرا، أو تجديدا، أو إعادة قراءة، أو حتى علمانية. لايتعلق الأمر بظاهرة إلحاد، لكن أكيد أن الشباب بدأ يحاول فهم الدين بعيدا عن المؤسسة الرسمية وعن العلماء المعتمدين، سواء في هذا الاتجاه أو ذاك.
والمغرب ليس جزيرة منعزلة عن أحداث العالم، حيث أن أعمال وفيديوهات الإلحاد (شريف جابر، حامد، …) تصل الكل في وقت قياسي.
أضف إلى ذلك أن أغلب الشباب يفهم اللغات الأجنبية، ويطلع بشكل مباشر على مايقال، عن وحول الظاهرة الدينية، فهناك خلل واضح في التعامل مع الإلحاد أو أي خطاب مخالف.
الخطاب الديني الآني، لايحاول الإبداع واستباق الأحداث، بل ماهو إلا ردة فعل لدحض، أو الرد على، أو فضح فلان، إلخ…