هيثم طلعت يشيد بالدكتور لحلو ويوجه نصيحة بليغة لعصيد

29 يوليو 2025 00:08

هوية بريس – علي حنين

في منشور على صفحته الرسمية على فيسبوك، وصف الدكتور هيثم طلعت، الباحث المصري المتخصص في نقد الإلحاد، المناظرة الأخيرة التي جمعت بين الناشط الأمازيغي المثير للجدل أحمد عصيد والبروفيسور طلال لحلو، بأنها مواجهة غير متكافئة، كشفت عن “عجز الخطاب العلماني التقليدي أمام أطروحات علمية دقيقة وحديثة”.



وقال الدكتور طلعت، في تعليق مطول على المناظرة، إن ما عرضه عصيد لم يكن سوى “مقولات صفراء قديمة مهترئة”، معتبرا أنه “يحرس معبد العلمانية بخطاب تجاوزه الزمن”.

وأضاف:

“يا عصيد! زمنك ولى وانتهى، أنت تخاطب عجائز العلمانية بمقولات قاسم أمين وهدى شعراوي”.

وانتقد طلعت ما اعتبره حججًا واهية لا تليق بمناظرة فكرية معاصرة، من بينها الحديث عن تفوق الطالبات في الدراسة كدليل على المساواة، قائلاً: “لم يعد أحد يتحدث عن المساواة بين الرجل والمرأة بحجة أن الطالبات يدرسن باهتمام زائد”.

وسخر الباحث المصري من مقولات عصيد حول الفن، قائلاً: “لا يُسلِّم لك الفنانون أنفسهم بما تقول، فتجعله متحررًا من القيم والمعنى والأخلاق”.

كما أشار ذات المتحدث إلى أن خطاب عصيد “لم يعد يصلح مع الأجيال الجديدة”، التي أصبحت تناقش قضايا المساواة والهوية بناءً على الأبحاث العلمية في علوم المخ والأعصاب.

وفي المقابل، أثنى الدكتور طلعت على أداء البروفيسور طلال لحلو في المناظرة، واصفًا إياه بـ”القارئ النهم لمخرجات الحداثة”، مشيرًا إلى أنه “يطوف بين الأوراق العلمية لجامعات العالم ليضبط أطروحته”، وتمكن من تسديد “الضربات تلو الضربات للعلمانية”، بينما اكتفى عصيد بردود وصفها بـ”الشعبوية العاطفية القديمة”.

وختم منشوره باقتباس من خاتمة المناظرة قال فيه لحلو: “الحداثيون سمّموا كل شيء لمسوه”، موجهًا شكره للبروفيسور المغربي على ما قدمه من حجج علمية رصينة في مواجهة خطاب “متهالك”، على حد تعبيره.


تعكس مداخلة الدكتور هيثم طلعت في هذا السياق رفضًا واضحًا لما يعتبره خطابًا علمانيًا سطحيًا وغير مواكب للتحولات الفكرية والعلمية المعاصرة.

كما تسلط الضوء على الحاجة إلى تجديد أدوات النقاش والجدل، خاصة في مواجهة تحديات الإلحاد والحداثة في شقها العقدي.


وقد خلّفت مناظرة البروفيسور طلال لحلو تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد آلاف النشطاء والمثقفين والباحثين بمنطقه الرصين وحججه العلمية الدقيقة، التي عرّت – بحسبهم – هشاشة الخطاب العلماني الذي يمثله أحمد عصيد، أحد أبرز الوجوه المروّجة للحداثة في المغرب.

وسلطت المناظرة الضوء على التناقضات العميقة في أطروحات عصيد، المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل وهجومه المتكرر على ثوابت الإسلام، بل وتجاوزه – كما هو موثق بالصوت والصورة – إلى التطاول على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين وصف رسائله إلى ملوك عصره لدعوتهم إلى الإسلام بأنها “إرهابية”، في تجاسر ووقاحة لم تعد غريبة عمن تلوث بهذه الأفكار المستوردة والغريبة عن المجتمع المغربي المشود له بتعلقه ومحبته الشديدة للنبي صلى الله عليه وسلم.

ويبدو أن هذه المناظرة قد أعادت رسم ملامح النقاش حول الحداثة والدين في المغرب، وطرحت بجدية سؤال التجديد الفكري والاحتكام إلى سلطان الحجة والدليل في مقابل الشعارات الأيديولوجية البالية التي عفى عليها الزمن.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
18°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة