وأخيرا؛ ظهر عيب مسلسل “المكتوب”.. أين الخصوصية المغربية؟!
هوية بريس- محمد زاوي
لن نخوض في نقاش “الشيخة”، الذي راج على هامش بث مسلسل “المكتوب”، على القناة الثانية. فهذا نقاش خضناه، وفق ما نراه، في موضع آخر.
السؤال الذي أود طرحه هنا، هو: ما القيمة المضافة لمسلسل “المكتوب”؟ لا من الناحية القيمية فحسب، بل من الناحية التفسيرية والتحليلية، أي البعد المعرفي للمسلسل أيضا؟
المسلسل يسلط الضوء على شخصية تكاد تفقد معها الشخصية المغربية أبعادها الأساسية، تكاد تتحول البورجوازية المغربية إلى أخرى أجنبية، الروحانية المغربية إلى مادية دخيلة متحكمة، الأحياء الشعبية إلى فضاءات للتنابز والتآمر والحقد لا التآزر والتضامن، التنوع في الشخصية إلى شخصية واحدية لا عزاء فيها على طريقة المغاربة، المرأة المقيدة بميزان اجتماعي إلى أخرى منفلتة تكاد تكون هي “نيفرتيتي” الفرعونية بتلقيح من روايات “العشق السائل”… الخ.
الأبعاد التفسيرية، في المسلسل، نفسُها مضطربة ملتبسة وغير واضحة بما يكفي، حيث ضبابية تأثير الموقع الاجتماعي، الانتقال السهل في الفرد الواحد بين نفسانية وأخرى (الانتقال من التوازن إلى الجنون، من الاعتداد إلى الاعتداء، من الحب إلى الكره)، المبالغة في العلاقة بين نفوذ رجل الأعمال ومجال القانون، التجسيد اللاوقعي لبعض القيم من قبيل التضحية والإيثار والعداوة والغدر… الخ.
بدا المسلسل محكوما بالمتابعة، بعدد المشاهدات. لكل حلقة عقدة، وكل يوم بقصة، وكل قصة بإثارة جديدة. جزر من المواقف والحكايات، يكاد الرابط بينها ينفصم. إنه وضع لمشاعر المغاربة في “كفي عفريت من الخيال”، ينفعلون عوض أن تنمى فيهم ملكتا “التأطير” و”التفسير”، كما سبق الادعاء.
كان على معارضي “الشيخة” أن ينتظروا نهاية المسلسل! فقد جعلت منها هذه النهاية “شيخة” على وزن راقصة في بلد آخر غير المغرب. “الشيخة” المغربية نفسها، وقد اختلف حول قيمتها المختلفون، غابت في نهاية هذا المسلسل بين طيات مواقف ومشاهد لا تعبر عن “التقليد المغربي”.