واجهات بلا شاشات.. ما بعد الهاتف الذكي بدأ فعليًا!

هوية بريس – متابعات
يرى مستثمرون وخبراء في وادي السيليكون أن الهواتف الذكية، بصيغتها المعروفة اليوم، قد تفقد موقعها كواجهة رئيسية لتفاعل الإنسان مع التكنولوجيا خلال السنوات المقبلة، في ظل التحولات المتسارعة التي يقودها الذكاء الاصطناعي وتغيّر أنماط الاستخدام الرقمي.
تحوّل في فلسفة التفاعل مع التقنية
وبحسب تقرير نشره موقع TechCrunch، اعتبر الشريك المؤسس لشركة الاستثمار True Ventures، جون كالاهان، أن الاعتماد المكثف على الهاتف الذكي كوسيط أساسي للتفاعل مع التقنيات الذكية بات أقل كفاءة.
وأوضح أن هذا النمط يفرض على المستخدم انقطاعًا متكررًا عن سياقه الطبيعي، ما يحدّ من سلاسة التجربة الرقمية ويجعلها أكثر إرهاقًا مع مرور الوقت.
ما بعد الهاتف: واجهات أكثر طبيعية
ويرى التقرير أن الرهان المستقبلي لا يكمن في استبدال الهاتف الذكي بجهاز آخر تقليدي، بل في إعادة تصور العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا عبر تطوير واجهات أكثر طبيعية واندماجًا في الحياة اليومية.
ومن بين أبرز المسارات المطروحة:
-
الأجهزة القابلة للارتداء ذات الوظائف الذكية المتقدمة،
-
التفاعل الصوتي المدعوم بالذكاء الاصطناعي،
-
أنظمة تعمل في الخلفية دون الحاجة إلى شاشات أو إدخال يدوي مستمر.
مؤشرات سوقية تعزز الفرضية
ويأتي هذا الطرح في سياق مؤشرات سوقية تُظهر تباطؤ نمو مبيعات الهواتف الذكية عالميًا، مقابل تصاعد الاهتمام بالحلول الذكية القابلة للارتداء والتقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي.
ويعتبر متابعون أن هذا التحول، وإن كان تدريجيًا، يعكس تغيرًا عميقًا في تصور المستخدم لدور التقنية: من جهاز يُمسك باليد، إلى منظومة ذكية ترافق الإنسان دون أن تفرض حضورها بشكل مباشر.
أفق جديد للعلاقة بين الإنسان والتقنية
ويرجّح خبراء أن السنوات المقبلة ستشهد انتقالًا متدرجًا نحو تجارب رقمية أكثر هدوءًا واندماجًا، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي وسيطًا غير مرئي، يعمل على تيسير الحياة اليومية بدل تشتيت الانتباه، وهو ما قد يعيد رسم ملامح صناعة التكنولوجيا الاستهلاكية برمتها.



