واشنطن أمام اختبار مقاتلي “داعش” الذين سلموا أنفسهم (تقرير)
هوية بريس – وكالات
في الوقت الذي ينسحب فيه تنظيم “داعش” الإرهابي من آخر معاقله داخل الأراضي السورية، تتجه الأنظار إلى الولايات المتحدة، وما إذا كانت ستتجاهل أم لا خلال هذه المرحلة، تصرفات تنظيم “ي ب ك / بي كا كا” الذي وجّه فيما مضى مقاتلي “داعش” نحو تركيا والبلدان الأوروبية.
وقام المئات من عناصر “داعش” في محافظة دير الزور شرقي سوريا، بتسليم أنفسهم مؤخراً إلى القوات الأمريكية التي نقلتهم بدورها إلى قاعدتها في حقل عمر النفطي الخاضع لسيطرة تنظيم “ي ب ك / بي كا كا” الإرهابي.
مع هذه الحادثة، بات مصير المئات من إرهابيي “داعش”، موضع نقاش وجدل، لأن “ي ب ك / بي كا كا” يقوم بنقل مقاتلي التنظيم الإرهابي إلى سجونه في محافظتي الرقة والحسكة (شمال وشمال غربي سوريا)، إلا أنه يعقد صفقات فيما بعد لإطلاق سراح هؤلاء.
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، قام “ي ب ك / بي كا كا” بإطلاق سراح جمال فياض الحسين أحد قادة “داعش” والملقّب بـ “أبو خالد السوري”، مقابل 100 مليون ليرة سورية (قرابة 190 ألف دولار).
وفي معرض تعليقه على هذه الحادثة، قال إيريك باهون المتحدث باسم التحالف الدولي لمكافحة “داعش”، لوكالة الأناضول في 14 نوفمبر 2018، إن “التحالف لا يؤيد هذا الفعل بشكل كامل، إلا أننا نحترم قرار شركائنا.”
ويقوم تنظيم “ي ب ك / بي كا كا” الذي يطلق سراح إرهابيي “داعش” مقابل الحصول على الأموال، باستغلال هذا الأمر بين الفينة والأخرى، ويستخدمه كورقة ضغط.
وقام التنظيم الإرهابي بتطويق “داعش” في مركز الرقة السورية، ليتوصل معهم إلى اتفاق حول إخلاء مركز المدينة منهم، فيما توجه جزء كبير إلى حدود تركيا للتسلل إلى أراضيها.
وعقب قرار الإدارة الأمريكية بالانسحاب من شمالي سوريا، هدد تنظيم “ي ب ك / بي كا كا” الولايات المتحدة، معلنًا في بيان باسم قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، أن “القرار الأمريكي بالانسحاب من سوريا سيؤدي إلى إعادة ظهور الإرهاب في المنطقة، واستئنافه الدعاية لنفسه.”
وعمل “ي ب ك / بي كا كا” للحصول على الدعم الأوروبي أمام قرار الانسحاب الأمريكي، وقال إلهام أحمد، أحد قادة التنظيم في تصريح له بصحيفة لوموند الفرنسية: “لن نستطيع بعد الآن السيطرة على سجوننا. وسنضطر للشعور بالخوف باسم البلدان الغربية بما فيها فرنسا، من هروب المئات من مقاتلي داعش من تلك السجون”.
وأكمل أحمد: “على حلفائنا أن يدركوا أننا في حال خسرنا أراضينا بسبب انسحابهم، لن نأخذ معنا (عند تركنا لمناطقنا) الإرهابيين الأجانب”.
وفي السياق، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” يوم 22 ديسمبر/ كانون الثاني الماضي، أن “ي ب ك / بي كا كا” يفكّر في إطلاق سراح ألف و100 من عناصر “داعش” الذين تحتجزهم لديها، برفقة ذويهم البالغ عددهم ألفين و80 شخص.
وفي حديثه للأناضول، قال أويتون أورهان، منسق دراسات سوريا لدى مركز أبحاث الشرق الأوسط، إن جميع عناصر “داعش” محتجزون حتى الآن في سجون “ي ب ك / بي كا كا” داخل سوريا، وأن 800 من بين هؤلاء هم مقاتلون أجانب.
وأضاف “أورهان” أن هناك جدالاً متبايناً يتواصل حتى الآن حول مصير المقاتلين الأجانب.
وتابع قائلاً: “ترفض أوروبا بشكل قطعي استلام هؤلاء المقاتلين، وأبقت عليهم حتى الآن في مناطق سيطرة ي ب ك، وهناك احتمال أن تستلم واشطن المقاتلين الأجانب وتعدمهم في ولاياتها التي لا تحظر الإعدام.”
وبدأ الانهيار بشكل سريع في صفوف تنظيم “داعش”، عقب خسارته محافظة الرقة والتي كانت تعد إحدى أبرز قلاعها في سوريا، فيما سيطر “ي ب ك / بي كا كا” الإرهابي على جميع المناطق التي خرج منه “داعش” في شمال شرقي سوريا.
والشهر الماضي، سيطر “ي ب ك” على مدينة هجين، المعقل الرئيسي لـ”داعش” في دير الزور، إلى جانب بلدات “البوخاطر”، و”البوحسن”، و”الشعفة” ومنطقة الكشمة.
وبقي تحت سيطرة “داعش” في عموم سوريا، بلدة الباغوز، ومساحات من البادية غير مأهولة بالسكان، في ريفي محافظتي دير الزور وحمص.
وفي 11 سبتمبر 2018، أطلق “ب ي د / بي كا كا” وقوات التحالف الدولي، عملية عسكرية ضد آخر معاقل “داعش” في دير الزور.