واشنطن بوست: معاداة اليهود ازدادت خلال السنوات العشر الأخيرة بنسبة 900%

29 أبريل 2025 17:52

هوية بريس – د.إدريس الكنبوري

نشرت جريدة واشنطن بوست الأمريكية اليوم مقالا تحت عنوان: “لماذا تستمر اللاسامية؟ لأن العالم يريدها أن تبقى”، ذكرت فيه أن معاداة اليهود ازدادت خلال السنوات العشر الأخيرة بنسبة 900 في المائة، بناء على تقرير صادر في الموضوع عن مؤسسة ياهودية أمريكية، وقالت إن أكبر نسبة لمعاداة الياهود تنتشر في الجامعات.

وحسب المقال فإن اليهود ظلوا دائما محط كراهية من العالم، حيث كتبت بأن “الكنيسة الكاثوليكية كانت تنظر إليهم باعتبارهم قتلة المسيح، والنازيين كانوا ينظرون إليهم كبشر قذر، والشيوعيين كانوا ينظرون إليهم كرأسماليين، والرأسماليين كانوا ينظرون إليهم كشيوعيين، فقد كانوا دائما مذمومين وينظر الناس إليهم كآفاقيين بلا جذور”.

ومن خلال المقال يتبين بأن اليهود كانوا ضحايا الأوروبيين والمسيحيين ولبس المسلمين، فالمسيحية التي عاشوا فيها هي المسيحية الأوروبية، والنازية ظهرت في أوروبا، والشيوعية ظهرت في روسيا وأوروبا، والرأسمالية ظهرت في أوروبا، وهذا يعني أن المسلمين أبرياء من معاداة اليهود، لكن الياهود ليسوا أبرياء من معاداة المسلمين.

لقد كره اليهود الأوروبيين لأنهم تعرضوا للاضطهاد على أيديهم، فكراهيتهم للأوروبيين كراهية سياسية واجتماعية، أما كراهيتهم للمسلمين فهي كراهية دينية، فهم يكرهون المسلمين ليس بسبب الاضطهاد كما حصل لهم في أوروبا، بل بسبب دينهم، وهذا مقرر في القرآن الكريم.

وبعد أن يذكر المقال الاضطهاد الذي تعرضوا له في أوروبا يقول بأن طوفان الأقصا تعبير آخر عن معاداة السامية.

وهذا يبين أيضا الصورة المقابلة، وهي أن اليهود وظفوا كل ما حصل لهم من أجل إقناع العالم بعدالة ظلمهم، فقد وجدوا في الاضطهاد الذي تعرضوا له مبررا للظلم الذي يوقعونه بالفلسطينيين، وهو ما يكشف نفسياتهم الخبيثة، حيث يصبح الاضطهاد الذي تعرضوا له مبررا أخلاقيا للقتل الذي يمارسونه، فهذا أول جنس في الكون يجعل الدفاع عن عدالة قضيته وسيلة للإفساد في الأرض، فكأن تحقيق العدالة يمر عبر الظلم، وهذا أسوأ طبع بشري يمكن أن يتميز به جنس من الأجناس.

ولكن المقال يحاول الدفاع عن اليهود بالقول بأنهم لا يمثلون في العالم سوى 0.2 في المائة من عدد سكان العالم، ويتساءل لماذا تتعرض هذه الأقلية الصغيرة جدا للعداء من طرف الشعوب؟

وهو سؤال مغلوط، لأن السؤال الصحيح هو: لماذا تمتلك هذه الأقلية الصغيرة جدا كل هذا النفوذ في العالم؟ ولماذا تكره باقي سكان العالم؟ ولماذا هي الأكثر خبثا بين جميع سكان الأرض؟

تزايد العداء لليهود بنسبة 900 في المائة خلال السنوات العشر الأخيرة مؤشر مهم جدا على بداية تراجع موقعهم لدى الشعوب، وبداية تفكك كيانهم في فلسطين، أما انتشار هذه الكراهية في الجامعات فهو المؤشر الأهم، لأنه يعني أن الفئات الواعية أو النخبة هي التي تنتشر بينها كراهية اليهود، وهذا أمر جديد، لأن اليهود في العصر الحديث ركزوا على النخبة في أوروبا للدعاية لأنفسهم، حيث وظفوا الفلاسفة والمفكرين دعاة التسامح والنزعة الإنسانية والليبرالية، فكانت هذه النخبة هي التي أخرجتهم من العزلة، لكن النخبة الجديدة القادمة هي التي ستعيدهم إلى العزلة من جديد، وكما جعلتهم النخبة السابقة بعد عصر النهضة في أوروبا مواطنين في الدول الأوروبية بالتساوي مع باقي المواطنين، ستسحب منهم النخبة الجديدة هذه المواطنة وتجعلهم فئة خاصة أقل من البشر، كما كانوا في الماضي، ودوام الحال من المحال، فالجميع سيعود إلى أصله.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة