واشنطن تدين حكما مؤبدا أصدرته الصين بحق عالمة أويغورية
هوية بريس – وكالات
أدانت الولايات المتحدة، الجمعة، الحكم بالمؤبد الذي أصدرته الصين بحق عالمة بارزة من أقلية الإيغور متخصصة في دراسة الفولكلور والتقاليد الخاصة بشعبها، وفقا لمؤسسة مقرها الولايات المتحدة تعمل في قضايا حقوق الإنسان.
وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في بيان بالحكم الصادر “بعد إجراءات المحكمة السرية للبروفيسورة راحيل داووت أدينت، عالمة الأنثروبولوجيا والخبيرة في الفولكلور والتقاليد الأويغورية”.
وذكر ميلر في بيانه أنه “تم سجن البروفيسورة داووت وغيرها من المثقفين الأويغور، بما في ذلك إلهام توهتي، ظلما بسبب عملهم في حماية ثقافة وتقاليد الأويغور والحفاظ عليها”.
وقال المتحدث إن الحكم المؤبد بحق البروفيسورة داووت يعد “جزءا من جهد أوسع واضح تبذله جمهورية الصين الشعبية للقضاء على هوية وثقافة الإيغور وتقويض الحرية الأكاديمية، بما في ذلك من خلال استخدام الاعتقالات والاختفاء”.
ودعت الخارجية الأميركية السلطات الصينية إلى “الإنهاء الفوري للإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية بحق الإيغور وأفراد الأقليات العرقية والدينية الأخرى في شينجيانغ والالتزام بالتزاماتها الدولية باحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية”.
وأضاف “نواصل دعوة حكومة جمهورية الصين الشعبية إلى إطلاق سراح البروفيسورة داووت وجميع الأفراد المحتجزين ظلما على الفور”.
وقالت مؤسسة Dui Hua “دوي هوا” ومقرها سان فرانسيسكو الأميركية، في بيان، إن راحيل داووت أدينت بتهمة تعريض أمن الدولة للخطر في ديسمبر 2018 في محاكمة سرية. وقالت المؤسسة إن العالمة استأنفت الحكم ولكن تم تأييد إدانتها.
وقال جون كام، المدير التنفيذي لمؤسسة “دوي هوا” في بيان “إن الحكم على البروفيسورة داووت بالسجن مدى الحياة هو مأساة قاسية، وخسارة كبيرة لشعب الأويغور، ولجميع الذين يقدرون الحرية الأكاديمية”.
كانت داووت أستاذة في جامعة شينجيانغ، ساهمت في تأسيس مركز أبحاث الفولكلور للأقليات العرقية بالمدرسة.
واختفت في أواخر عام 2017 وسط حملة قمع حكومية وحشية استهدفت الأويغور، وهم شعب تركي ذو أغلبية مسلمة، موطنهم الأصلي تركستان الشرقية التي تسميها الصين ب “شينجيانغ” ومعناها المستعمرة الجديدة.
ولسنوات، ظل وضعها غير معروف، إذ لم تكشف السلطات الصينية عن مكان وجودها أو طبيعة التهم الموجهة إليها، لكن ذلك تغير هذا الشهر عندما اطلعت مؤسسة “دوي هوا” على وثيقة حكومية صينية تكشف أن راحيل داووت حُكم عليها بالسجن مدى الحياة.
والجمعة، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ إنها ليس لديها “معلومات” عن قضية داووت في مؤتمر صحفي دوري، لكنها أضافت أن الصين “ستتعامل مع القضايا وفقًا للقانون”.
واشتهرت داووت عالميا بعملها في دراسة المواقع الإسلامية المقدسة والممارسات الثقافية الأويغورية في تركستان الشرقية وعبر آسيا الوسطى، حيث قامت بتأليف العديد من المقالات والكتب وإلقاء المحاضرات كباحثة زائرة في الخارج، بما في ذلك في كامبريدج وجامعة بنسلفانيا.
وتقول جماعات المناصرة إنها واحدة من أكثر من 400 أكاديمي وكاتب وفنان بارز محتجزين في شينجيانغ (تركستان الشرقية).
ويقول معارضو السلطة في الصين إن الحكومة استهدفت المثقفين كوسيلة لتخفيف، أو حتى محو، ثقافة ولغة وهوية الأويغور.
وقال جوشوا فريمان، الباحث في أكاديميا سينيكا والذي كان يعمل مترجماً لدى داووت :”لقد تم القبض على أبرز المثقفين الأويغور بطريقة عشوائية “لا أعتقد أن أي شيء يتعلق بعملها هو الذي أوقعها في المشاكل، أعتقد أن ما أوقعها في المشاكل هو أنها ولدت من الأويغور”.
وصدمت أخبار الحكم على داووت بالسجن مدى الحياة فريمان وغيره من الأكاديميين المتخصصين في دراسات الأويغور، حيث لم تشارك داووت في أنشطة معارضة للحكومة الصينية.
وكانت راحيل داووت عضوًا في الحزب الشيوعي الصيني وحصلت على منح وجوائز من وزارة الثقافة الصينية قبل اعتقالها.
وقالت أكيدا بولاتي، ابنة داووت، إنها صدمت عند سماعها الخبر ودعت السلطات الصينية إلى إطلاق سراح والدتها.
وقالت لوكالة أسوشيتد برس “أعلم أن الحكومة الصينية تعذب وتضطهد الأويغور، لكنني لم أتوقع أن يكونوا بهذه القسوة، وأن يحكموا على والدتي البريئة بالسجن مدى الحياة”.
ووصفت والدتها بأنها “أكثر شخص مجتهد قابلته على الإطلاق”، قائلة إنها منذ أن كانت طفلة، كانت تستوحي دائما من تفاني والدتها في حياتها المهنية.
وقالت إنها شخص بسيط للغاية، كل ما تريده في حياتها هو فقط أن تجد المتعة في عملها ومسيرتها المهنية وأن تفعل شيئًا جيدًا للمجتمع وللأشخاص من حولها.
الحرة – واشنطن