كشف والد منفذ عملية التفجير في محيط المسجد النبوي تفاصيل حياة ابنه الذي قال عنه “إنني لست متحسفاً على موته وإنني متبرئ منه ومن تصرفاته التي لم يقدر فيها حرمة المكان والزمان والوطن والمسلمين، وإنني متألم جداً على ما وقع لرجال الأمن الذين استشهدوا وأصيبوا.
وقال مسلم البلوي المتقاعد من حرس الحدود لموقع “سبق” السعودي: خدمت الدولة في قطاع حرس الحدود ولا زلت أفتخر في هذه المرحلة من حياتي التي خدمت فيها ديني ثم مليكي ووطني، مبيناً أنه في الوقت الذي فجر فيه “نائر” نفسه في محيط المسجد النبوي كان ابنه “فائز” يقوم بحماية المصلين في توسعة الملك عبد الله في المسجد الحرام.
وأضاف البلوي: لم تظهر على “نائر” علامات يمكنني من خلالها كشفه، فهو إنسان غامض جداً كما أنه كان مدخنا وقد عمل عسكريا سابقا في حرس الحدود ثم فصل من حرس الحدود، وبعد مرور خمس سنوات التحق في دورة في سلاح المظلات وبعد أن أكمل دورة الـ45 يوم زارنا في قريتنا “السديد” شرق محافظة الوجه وقد لاحظت عليه طول شعره، واتضح لي من مظهره بأنه ليس رجلا عسكريا، وأخبرني بعد ملاحظتي بأنه قد تم فصله بعد اكتشاف أنه عسكري سابق وهذا حسب روايته.
وتابع: التحق بوظيفة في إحدى شركات الاتصالات بمدينة تبوك، وقد أبلغني بذلك في آخر لقاء بيننا في منزل شقيقي في تبوك، وكان ذلك في اليوم الثالث أو الرابع من شهر رمضان، وقال: إن الشركة طلبوا منه دورة حاسب آلي حتى يتم ترسيمه على وظيفة أعلى وأن هذه الدورة في محافظة جدة ثم اختفى بعد هذا اللقاء.
وأضاف “تمكنت والدته من الاتصال به في يوم 21 رمضان وأثناء محاولتها الاطمئنان عليه في يوم 25 رمضان كانت هواتفه مغلقة رغم تكرارها الاتصال به أكثر من مرة، مبيناً أننا اعتدنا على إغلاق هواتفه، وفي لحظة التفجير الذي وقع في المدينة المنورة أخبر أحد أبنائي والدته بالتفجير، ولم نكن نعلم من المتسبب فتوجهت لحظة الإفطار إلى القبلة ودعت على من فجر ومن حرض ولم يتغير موقفها بعد أن علمت أنه “نائر”، ولفت “أنه في يوم 30 رمضان وصلني الخبر بأنه هو منفذ التفجير في محيط المسجد النبوي وأنني أتبرأ منه ومن عمله”، مشيراً أنه عليه سابقة قضية مخدرات.
وكان المتحدث الأمني لوزارة الداخلية صرح في بيان إلحاقي بأن رجال الأمن اشتبهوا في أحد الأشخاص أثناء توجهه إلى المسجد النبوي الشّريف عبر أرض فضاء تستخدم كمواقف لسيارات الزوار، وقيامه عند اعتراضهم له بتفجير نفسه بحزام ناسف كان يرتديه، مما نتج عنه استشهاد كل من: الجندي / محمد بن معتاد هلال المولد، والجندي / هاني بن سالم سليم الصبحي، والجندي / عبد المجيد بن عبدالله عوده الحربي، والجندي / عبدالرحمن بن ناجي سليم الجهني تغمدهم الله بواسع رحمته وتقبلهم في الشهداء، مبيناً أن التحقيقات في هذا العمل الآثم اتضح منها بعد إجراءات التثبت من هوية منفذ الجريمة الإرهابية عند المسجد النبوي بأنه / نائر مسلم حماد النجيدي البلوي سعودي، يبلغ من العُمر 26 عاماً ولديه سابقة تعاطي مخدرات.