وتستمرّ الحرب على الدعاء.. جريدة إلكترونية تهاجم رئيس الحكومة لأنه نشر دعاء على صفحته بالتويتر!
هوية بريس – عابد عبد المنعم
لازالت دعوات الحقد والكراهية للدين تسمِّم الجسد الإعلامي، حيث عمد موقع معروف بتطرفه ومعاداته للدين، والافتراء على عدد من الدعاة والمفكرين والسياسيين، (عمد) لمهاجمة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، لا لشيء سوى لأنه نشر دعاء على صفحته بموقع للتواصل الاجتماعي.
أكثر من هذا قال الموقع المذكور أنه في الوقت الذي تنشغل فيه كافة حكومات العالم بالبحث عن الدواء واللقاح المضاد لفيروس كورونا، توجه “الطبيب” العثماني لـ”تويتر” للتغريد بالدعوات الدينية.
وأضاف الموقع “وفيما أعلنت عدة حكومات عن الشروع في تحاليل مخبرية لمحاولة إيجاد دواء ولقاحات لفيروس كورونا، فضّل العثماني دغدغة مشاعر المغاربة بالدِّين، بينما لم يأتي على التنويه بمبادرات شباب مغتربة قاموا بإبتكار جهاز التنفس الاصطناعي بسواعد مغربية 100%، وأخرون اخترعوا مقياس حرارة فوري، وممر معقم يتم وضعه بالإدارات”.
فبغض النظر عن الموقف الذي يمكن أن يتخذه أي أحد، مهما كانت مرجعيته وانتماؤه السياسي والفكري، من رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، لا يمكنه أبدا أن ينكر الجهود الكبيرة الذي تبذلها الحكومة، في إطار التعبئة الشاملة لكل القطاعات التي سبق ودعا إليها الملك.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فالعثماني ينشر على صفحتيه بالفيسبوك والتويتر يوميا عشرات التدوينات حول الأنشطة الحكومية المتعلقة بمحاصرة الوباء، ولأنَّ الموقع المذكور لا يتحلى بالمهنية ولا يلتزم بميثاق الشرف الإعلامي، وقع مجددا في الكذب والافتراء على شخصية عمومية.
والنقطة المحورية في هذا النقاش ككل؛ هي العداء للدين ومحاربة كل تمظهر من تمظهراته، فمباشرة بعد نزول بلاء ووباء “كورونا”، شنَّ عدد من المنتمين للتيار اللاديني حربا ضروس على العلماء والدعاء والسياسيين، واعتبروا التوجه إلى الله وسؤاله رفع الضرّ؛ مع الأخذ بالأسباب المادية طبعا، اعتبروا ذلك تخلفا ورجعية!
فكتب المتطرف عصيد مقالا بعنوان “هل واجهت البشرية الأوبئة بالعلم والاختراع أم بالدعاء والاعتكاف؟”، هاجم فيه كل من سأل الله ودعاه، وكتب الصحفي رضوان الرمضاني تدوينة قال فيها “شي كفار تيقلبو على اللقاح ديال كورونا وشي مسلمين كيقلبو فكتب التراث واش يلقاو كلمة “كورونا باش يبان باللي كنا سباقين إلى الاكتشاف”، وها هو موقع ينتمي للفصيل نفسه يهاجم رئيس الحكومة لأنه سأل الله ودعاه في تدوينة!
إنه صراع مرجعيات فقط، مرجعية تحيّد الإله وتلغيه عن التدخل في الكون وما يجري فيه، ومرجعية تؤمن أن الله تعالى خالق الكون ومسيره، ولا يخرج شيء يقع فيه عن إرادته.
والمغرب، والحمد لله بلد مسلم، بنص الدستور، ما يجعل من هذه الفئة والمنتمين إليها، شواذا عن المجتمع.. وتاريخ ومرجعية هذا البلد..
هم ليسوا شواذا عن الشعب المغربي المسلم فحسب بل يستميت هؤلاء الحاقدون في محاولات فرض هرطقتهم و خزعبلاتهم على شعب مسلم. و هذا قمة التطرف و الأصولية (الأصولية بالمفهوم الغربي l’integrisme). الفيلسوف و الكاتب المسلم روجي جارودي كان قيد حياته يعرف الأصولية بأساسين. كان يقول إن الشخص الأصولي هو ذاك الذي (أولا) يعتقد اعتقادا مطلقا بأنه يمتلك الحقيقة و (ثانيا) يستميت في محاولة فرض معتقده على الناس. و هذا ما يفعله هؤلاء المتطرفون.
تبا لهذا الموقع الذي يتدخل في شؤون الناس وعقيدتهم الدينية والإزدراء بها. المغرب بلد إسلامي وأعداء الدين المتطرفين لا مكانة لهم في بلد المغرب المسلم العريق.