تضمنت الوثائق المسربة لشركة “موساك فونسيكا”، التي تتخذ من بنما مقرا لها للتهرب من الضرائب، أسماء لأشخاص تربطهم صلة قرابة بكلّ من الرئيس السوري، بشار الأسد، والروسي، فلاديمير بوتين.
وبحسب تلك الوثائق، فإنّ ابني خال بشار الاسد، “رامي وحافظ مخلوف”، تمكنوا من تكوين ثروة كبيرة، عن طريق استغلال صلة القرابة التي تربطهم بالأسد.
وأوضحت الوثائق أنّ شركات نفط واتصالات أجنبية، راغبة في الاستثمار في سوريا، أُرغمت على الحصول على موافقة رامي مخلوف، من أجل إقامة استثماراتها في هذا البلد، على اعتبار أنّ الأخير كان قد أحكم قبضته على هذين القطاعين.
وفيما يخص حافظ مخلوف، فقد أوضحت الوثائق المسربة، أنه استغل منصبه في إدارة الاستخبارات، لإخضاع منافسي أخيه رامي لما يطلبه الأخير.
وفرض المجتمع الدولي عقوبات على الاثنين، بداعي مساندتهما ودعمهما للرئيس الأسد، في قمع الشعب السوري، إلّا أنّ حافظ مخلوف، استطاع تخليص مبلغ 4 مليون دولار له، من البنوك السويسرية.
وعقب تضارب مصالح حافظ مخلوف مع النظام السوري، تمّ عزله عن منصبه، وفرّ إلى روسيا البيضاء في عام 2014، بحسب التوقعات المدونة في الوثائق المسربة.
من جانب آخر، سلطت الوثائق الضوء على الثروة الكبيرة التي حققها، سيرجي رولداجين، أقرب أصدقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والذي كان السبب الرئيسي في تعرفه على زوجته، لودميلا بوتينا، وكان الأب الروحي لابنة الرئيس الروسي ماريا.
وكشفت الوثائق أن صديق بوتين الحميم، رولداجين، لديه حصة تصل إلى حوالي 12.5 بالمئة من أسهم واحدة من أكبر شركات الدعاية والإعلان الروسية، والتي تحقق عوائد سنوية تتجاوز 800 مليون يورو.
بدوره رفض الناطق باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، التعليق على هذه التسريبات قائلا:” إنّ استخبارات غربية تقف وراء هذه التسريبات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار السياسي لروسيا، لا سيما مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية، والانتخابات الرئاسية بعد سنتين”.
وأضاف بيسكوف أنّ الوثائق المسربة تهدف إلى تغييب النجاحات الروسية التي حققتها في الساحة السورية، مشيراً أنّ عناصر من الاستخبارات الأمريكية، وأجهزة أخرى، عملت على إعداد هذه الوثائق.
من جهة أخرى، اهتزت إسبانيا على صدى ورد أسماء شخصيات ملكية ورياضية في “وثائق بنما” لشركة “موساك فونيسكا”.
ووفق الوثائق المسربة، فإن “بيلار بوربون” شقيقة ملك إسبانيا السابق “خوان كارلوس”، والمخرج السينمائي “بيدرو ألمودوفار”، لاعب كرة قدم فريق برشلونة الأرجنتيني “ليونال ميسي”، أشارت إلى تورطهم في التهرب من الضرائب.
وبحسب الوثائق فإن المفوض الأوروبي للطاقة والمناخ، “أرياس كانيت”، والمتزوج من بيلاد بورون” عمّة الملك الإسباني فيليب السادس، ترأس رئاسة مجلس إدراة شركة، “ديلانتيرا فينانسييرا”، في بنما بين 1974-2014، تورط من خلاله تبييض أموال، وتهرب من الضرائب.
وادعت الوثائق أن اللاعب الأرجنتيني الشهير، “ليونيل ميسي” لم يكشف عن وارداته من الإعلانات وهرّب 4.1 مليون يورو، ضرائب من المالية الإسبانية، مشيرةً أن ميسي اشترى شركة عقب يوم يواحد من تاريخ 13 يونيو 2013 في بنما، في حين أن الشركة مازالت تزاول أعمالها باسم والد “ميسي”، غير أن عائلة ميسي نفت ذلك وفق وسائل إعلام إسبانية.
من جانبه أفاد وزير العدل الإسباني، رافائيل كاطالا، في تصريح صحفي، على خلفية الوثائق المسربة، اليوم الاثنين، أن امتلاك شركة خارج البلاد ليس جريمة، إن كانت وفق الأصول القانونية.
وشدد الوزير الإسباني، أنه “لا يمكن البت في أن الأسماء الواردة في الوثائق أنها قامت بأنشطة غير قانونية”، مؤكدًا أن المالية الإسبانية ستتحقق من الحسابات الموجودة في الوثائق.
تجدر الإشارة إلى أن الائتلاف الدولي للصحفيين الاستقصائيين تمكن من الوصول إلى قرابة 11.5 مليون وثيقة عائدة لشركة “موساك فونسيكا” للمحاماة، ووزعها على وسائل إعلامية في 80 بلداً مختلفاً، حيث أشارت الوثائق التي نشرتها صحف عالمية منها ” الغارديان” البريطانية، و”سودوتش زايتونغ” الألمانية، إلى تورط عدد كبير من الشخصيات العالمية بينها 12 رئيس دولة، و143 سياسي بأعمال غير قانونية مثل التهرب الضريبي، وتبييض أموال عبر شركات “أوفشور”. وأطلق اسم ” وثائق بنما” على تلك التسريبات التي تعد الأكبر حتى اليوم.
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية، ذكرت أن الموسيقي “سيرغي رولدوغين” الصديق المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعدد كبير آخر تهربوا من الضرائب عبر حسابات “أوفشور”.
وشركات أو مصارف “أوفشور” هي مؤسسات واقعة خارج بلد إقامة المُودع، وتكون غالبًا في بلدان ذات ضرائب منخفضة أو مؤسسات مالية لا تخضع للرقابة الدولية، وفقا للأناضول.