وثيقة للمخابرات الأمريكية تكشف رفض الجزائر القاطع إعادة أراضي مغربية أخذت خلال حرب التحرير (وثيقة)
هوية بريس-متابعة
كشفت وثيقة كشفت عنها المخابرات الأمريكية (CIA) أن الحكومة الجزائرية ما بعد استقلالها عن فرنسا عام 1962، رفضت كليا إعادة أراضي مغربية الأصل في الحدود الشرقية للمملكة مع الجزائر إبان سيطرة فرنسا عليها.
وذكرت الوثيقة الاستخباراتية الأميركية أن الحدود الجنوبية الشرقية للمغرب مع الجزائر (فرنسا آنذاك) لم يتم ترسيمها أبدا، ابتداء من منطقة فكيك إلى الصحراء المغربية التي كانت محتلة من إسبانيا. وأشارت الوثيقة ذاتها إلى أن فرنسا، كونها كانت تسيطر على المغرب والجزائر قبل استقلالهما، مالت إلى اقتطاع أراضي مغربية شرقية لصالحها (للجزائر) باعتبار الجزائر اعتبرت من الناحية القانونية أرضا فرنسية، في حين أن المغرب كان تحت الحماية فقط، وفق وثيقة “السي أي إي”.
وأوضح ذات المصدر أنه ومنذ استقلال المغرب عام 1956، طالب المغاربة، وخاصة الصحافة القومية، باسترجاع الأراضي الشرقية المغربية.
بيد أنه وفي عام 1958، عندما كان المقاومون الجزائريون ينشطون في هذه المنطقة الصحراوية (الحدود الشرقية للمغرب) اتفقت الحكومتان المغربية والفرنسية، بشكل غير رسمي، على جعل تلك المناطق منطقة عازلة لتجنب الصراع بين القوات المغربية والفرنسية.
وسمح هذا الاتفاق، وفق الوثيقة الأميركية، من توسيع فرنسا لمنطقة احتلالها “بحكم الأمر الواقع” إلى حد ما شمالًا وغربًا، وهو الأمر الذي لم ترضى به المغرب ولم تتقبله قانونيا، واعتبر أن الحدود الحقيقية هي التي تجعل من منطقتي حاسي بيضا وتينجوب منطقتان مغربيتان.
وأبرزت الوثيقة أنه وبعد أن أصبحت الجزائر مستقلة في منتصف عام 1962، تطورت الصعوبات الحدودية بين المغرب والجزائر، حاول معها الملك الحسن الثاني، حسب الوثيقة في عام 1961 مع فرحات عباس، رئيس وزراء الحكومة الجزائرية المؤقتة آنذاك، عبثًا إقناع الرئيس بن بلة بالتفاوض بشأن أرض المغرب.
وأضافت أن بن بلة رفض كليا التفاوض، متذرعا ومعززا موقفه بموقف منظمة الوحدة الأفريقية، التي دعت في اجتماعها الدوري في مايو 1962 إلى التقيد بالحدود الأفريقية التي حددتها القوى الاستعمارية السابقة.