وثيقة نادرة تعرض للبيع.. إرث السلطان مولاي إسماعيل في المزاد
هوية بريس-متابعات
تعرض شركة نمساوية متخصصة في الكتب النادرة والمخطوطات التاريخية، واحدة من الوثائق الدبلوماسية المغربية المهمة للبيع، والتي كتبت بخط يد السلطان المغربي العظيم مولاي إسماعيل، مقابل 30 مليونا.
وأثار إعلان البيع على الانترنت حسب يومية الصباح، جدلا واسعا ، ومطالب كثيرة للسلطات المغربية، بما فيها السفارة المغربية في النمسا، للتحرك لاستعادة هذه الوثيقة المهمة، التي تؤرخ للعلاقات الدبلوماسية المغربية البريطانية بشرائها وإعادتها للأرشيف الوطني.
وحسب موقع شركة Antiquariate Inlibris» النمساوية، وفق إفادة اليومية ذاتها، فإن الوثيقة عبارة عن رسالة دبلوماسية من مولاي إسماعيل إلى السفير الإنجليزي تشارلز ستيوارت، يعترف فيها برغبة الإنجليز في إقامة علاقات دبلوماسية، وعرض معاهدة هدنة وسلام.
ويعود تاريخ الوثيقة إلى دجنبر 1720 وتتضمن مجموعة من الشروط، وهي رسالة خطية باللغة العربية، مكونة من صفحة من 8 أسطر، مؤطرة بأجزاء مسطرة تتضمن زخرفة من أوراق شجر الزيتون، وختم خطي بالحبر الأخضر والأزرق المعزز بالذهب.
وأردف الموقع أن الرسالة بعثها حاكم المغرب مولاي إسماعيل، إلى السفير الإنجليزي تشارلز ستيوارت الذي كان على رأس بعثة أرسلها الملك جورج الأول، للتفاوض على السلام مع المغرب مبرزا أنه في يناير 1721 تم التوقيع على معاهدة سلام بين البلدين في سبتة.
ومن ضمن ما ورد في الرسالة، السماح للسفن البريطانية بحرية الحركة في المياه المغربية وتمكين السفن المغربية من دخول سوق المبادلات التجارية مع بريطانيا دون عوائق. مشيرة، إلى العلاقات الدبلوماسية المتينة التي جمعت البلدين في القرنين 16 و 17 ، إذ ذكر مولاي إسماعيل بتاريخ العلاقات، سيما علاقة الصداقة التي جمعت أحمد المنصور والملكة إليزابيث الأولى.
وبالنظر إلى أهمية هذه الوثيقة فإن عددا كبيرا من المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، دعوا وزارتي الخارجية والثقافة والسفارة المغربية في فيينا ، إلى الإسراع باسترجاع هذه الوثيقة كما فتح هذا الحادث الباب على مصراعيه للنقاش حول أرشيف المملكة، الذي ما يزال مشتتا في مختلف الدول الأوربية، والذي تمت سرقته أو حصل عليه عسكريون وباحثون في الفترة الاستعمارية، ومنه ما تم استرجاعه وجزء كبير ما يزال غائبا عن خزائن الأرشيف الوطني، ما يستدعي الجدية في استعادة هذا الإرث.