وجوب “استبراء الدِّينِ” و”تنزيه الشريعة” من “بول العقل المخرجي”
هوية بريس – د.ميمون نكاز
[وجوب “استبراء الدِّينِ” و”تنزيه الشريعة” من “بول العقل المخرجي”]
أطلعني على مقطع- قد سبق أن رأيته من قبل- يتحدث فيه مخلوط من مخاليط “المخارجة” عن الاهتمام بالصراع الإسرائيلي- الإسلامي، يذكر فيه أن حرص الإنسان على الاستبراء من البول أهم من الاشتغال بقضية الصراع بين الحق والباطل، والاستكبار والاستضعاف في فلسطين، في لَغْوٍ من القولٍ جاهلٍ مُضلِّلٍ سَموم، لأن الإنسان في فهمه المنحوس المنكوس لن يُسألَ يوم القيامة عن مظالم الأمة في فلسطين، لكنه سيسأل عن عدم الاستبراء من بوله، متجاهلا قول الله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمۡ لَا تُقَـٰتِلُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِینَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَاۤءِ وَٱلۡوِلۡدَ ٰنِ ٱلَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَاۤ أَخۡرِجۡنَا مِنۡ هَـٰذِهِ ٱلۡقَرۡیَةِ ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِیًّا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِیرًا، ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ یُقَـٰتِلُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ یُقَـٰتِلُونَ فِی سَبِیلِ ٱلطَّـٰغُوتِ فَقَـٰتِلُوۤا۟ أَوۡلِیَاۤءَ ٱلشَّیۡطَـٰنِۖ إِنَّ كَیۡدَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ كَانَ ضَعِیفًا﴾ [النساء 75-76]…
قلت لصاحبي: هذا العقل هو البائل الذي ينبغي التنزه من بوله، ويقضي الدِّينُ على الأمة بوجوب “الاستبراء” منه، إذ هو من أسباب عذابها في هذه الدنيا، قبل عذاب بعض أفرادها ممن لم يستبرىء من بوله في قبره، أولائك الذين يجادل فيهم هذا الجاهل الذي لا يعقل أثقالَ التكاليف ولا يميز بين أقدارها في موازين الشارع الحكيم سبحانه…
كم من “بَوْلاَتِ العقل” و”بَعْرَاتِ النفس” قد نجستِ الدينَ القويم وخَبَّثَتِ الشرعَ الطاهر الحكيم، هي أشد تنجيسا للدين وتخبيثا للشرع من ولوغ الكلاب في الأواني، إن كان يُغني غسلُ هذه سبعَ مرات مع حفنة من تراب كما جاء في الحديث الشريف، فإن الأبحر السبع والأرض لو طُحِنت ترابا جميعا ما أظنها كافية في تطهير هذه “العقول البائلة” و”النفوس الباعرة”، لأني أحسبها وأظنها عقولا ونفوسا “مستنكحة”، لا أقصد “الاستنكاح بالشك”، بل أقصد “الاستنكاح بالجهل أو بالتوظيف والاستخدام”…
هؤلاء الطَّاشَة؛ طاشَةُ العقل والنفس والدين، هم عندي أشد ضررا وإذاية للأمة من نيل العدو وفتك الجيوش…
طاشَة: جمع طائش وتجمع على طُيَّاش…
المخارجة: في استخدامي أقصد بهم المنعوتين بالمداخلة…
