وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وحقوق العاملين بمؤسسات التعليم العتيق
هوية بريس – عبد الله الفريابي
إن المتتبع للشأن الوظيفي المرتبط بالشغل بمغربنا الحبيب يسجل عددا من المتناقضات المرتبطة بالطبقة الشغيلة والطبقة المشغلة، وقد عرت الظروف الحالية -جائحة فيروس كورونا- واقع الشغل الهش ببلدنا، وأبرزت بما لا يترك مجالا للشك الظلم والحيف الواقع على كثير من العاملين الذين وجدوا أنفسهم إما غير مسجلين بصندوق الضمان الاجتماعي، وإما مسجلين ولكن غير مصرح بأيام عملهم إلا أخيرا بمعنى أن ما مضى من سنوات ذهب أدراج الريح.
وفي هذه الأسطر سأتناول فئة وقع عليها ولا يزال نفس الظلم إن لم يكن أكثر، إنها فئة شغيلة الأوقاف والشؤون الإسلامية، العاملين بقطاع التعليم العتيق، وسأترك لك عزيزي القارئ الحكم والتعليق على هذه النقط التي سنبرز من خلالها معاناة هذه الفئة.
1- توجد بالمغرب حوالي 289 مدرسة للتعليم العتيقـ، منها 30 مدرسة محتضنة من وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية.
2- هذه المؤسسات نظامية وشواهدها معترف بها ومعتمدة وتعادل نظيراتها بوزارة التربية الوطنية، وجلها بها إقامات داخلية للطلبة والطالبات وأغلبها يتوفر على الابتدائي والإعدادي والثانوي والجامعي أيضا.
ادخل الرابط التالي على موقع الوزارة فيه جميع المعلومات.
3- يدرس بها أساتذة أكفاء، ويشترط في الأستاذ أن يكون مجازا للتدريس بالابتدائي والإعدادي والثانوي، والماجستر أو الدكتوراه للتدريس بالنهائي…الخ
4- أطر المدرسة التربويين والإداريين والأعوان وجميع العاملين بالمدرسة يعملون بعقدة تجدد كل سنة -انظر المرفق- ويمكن للوزارة فسخها في أي وقت شاءت. الشيء الذي يجعل العامل واضعا يده على خافقه خوفا من إنهاء عمله، ولما تفقد الطمأنينة تفقد المردودية في العمل هذا بالنسبة للعامل عينه.
وعلى مستوى التأثير السلبي لهذه العقدة فالمعادلة كالتالي: عامل غير مطمئن يعلم أنه مستغنى عنه في أي وقت يجعله يبحث عن بديل وبمجرد إيجاده له الحق في المغادرة وربما يكون وسط العام الدراسي، الأمر الذي لابد وأن يؤثر على سير الدراسة، فعن أي مردودية تتحدث الوزارة؟ وأي نتيجة تطلب وتنتظر؟
5- الأجور التي يحصل عليها الأساتذة: 2500 للابتدائي، و3000 درهم للإعدادي، 3500 درهم للثانوي، 4000 درهم للنهائي (مابعد البكالوريا).
6- الأجور التي يحصل عليها الإداريون:
* المدراء 2500 ابتدائي، 3000 درهم مدرسة بها ابتدائي وإعدادي، 3500 مدرسة بها الابتدائي والإعدادي والثانوي 4000 درهم مدرسة بها الابتدائي والإعدادي والثانوي والنهائي.
* الحراس العامّون والمقتصدون 2000 درهم كيفما كانت المدرسة.
* الأعوان ومساعدو الحراس العامين 1500 درهم
وهذه الأجور تسمى مكافأة جزافية وقد يمر في كثير من الأوقات على العامل بالتعليم العتيق 3 أشهر أو 4 دون الحصول على راتبه في تلكؤ وانعدام للمسؤولية من طرف المندوبيات الجهوية، التي تعتبر المشتغلين بمؤسسات التعليم العتيق رعاة رعاعا لا حاجة لهم بصرف المكافآت في وقتها حتى يروق للسيد المكلف بمصلحة المالية بالمندوبيات الجهوية، والأمر لا يتطلب جهدا سوى كبسة زر، ونسخ ولصق، لن تستغرق أكثر من 5 دقائق.
وغالبا ما يؤخر صرف المكافآت الخاصة بشهر شتنبر وأكتوبر ونوفمبر ودجنبر إلى غاية يناير، وكم من سنة تكرر هذا الأمر، ولكم أن تتخيلوا مصادفة هذه الأشهر لمناسبات الناس فيها أحوج للمال، كعيد الأضحى، وللأمانة فالوزارة ترسل الأموال للمندوبيات الجهوية في الأجل المحدد، ولكن هذه الأخيرة لا تراع حقوق المستضعفين فتتأخر عن تعمد في صرفها نهاية كل شهر، ولا نعلم السبب.
7- جميع المشتغلين بمؤسسات التعليم العتيق، دون استثناء، ليسوا مسجلين بالتغطية الصحية ولا بصندوق الضمان الاجتماعي.
8- التعامل مع هذه الفئة بنوع من الاستعلاء والعجرفة من أغلب موظفي المندوبيات إلا قليل منهم.
9- إذا تصفح الواحد موقع الوزارة وقرأ أي نشرة من النشرات المنجزة ما بين 2012 و2017 ستقع عينه على العبارة الآتية: الزيادة في مكافآة العاملين بالتعليم العتيق، فيفهم منها أن الوزارة مشكورة تزيد في المكافآت مثلا شخص يحصل على 2500 درهم بعد الزيادة سيحصل على 3000 درهم . لكن الوزارة تقصد بالزيادة زيادة العدد في العاملين لا الأجر، بمعنى كل شخص أضيف للعمل بمؤسسة ما يعتبر مكافأة.
فأعجب بها من لغة تجيد التركيز على المفردات حمالة الأوجه. والطريف أنه في كل مرة كان العاملون بمدارس التعليم العتيق يقرأون هذه النشرات إلا ويتصل بعضهم ببعض مستبشرين بالزيادة في الرواتب وهو المعنى الأقرب للفهم لا ذاك الذي ترمي إليه وزارة تجيد فن الكلام.
10- قد استنكر المغاربة السلوك المشين لبعض الأفراد لعدم تصريحهم بالعاملين عندهم وهم قلة، والمصيبة الكبرى والأعظم أن وزارة بحجم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بإمكاناتها الضخمة لم تسوي وضعية هؤلاء العاملين المعدودين بعشرات المئات، ولا حتى صرحت بهم بالضمان الاجتماعي والتغطية الصحية على غرار القيمين الدينين على الأقل.
11- سئل السيد وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية عن تسوية وضعية العاملين بمؤسسات التعليم العتيق، فقال بالحرف: هو فرض كفائي |(ههههههه)، ولما هو كذلك فلم توجد في الرباط مديرية بها عشرات الموظفين، وما الحاجة إليها ولم تدفع الرواتب والأجور لهم، فإن كان فرض كفاية وقد بنيت لها مديرية وخصصت له مكاتب جهوية وإقليمية، وبنيت ثلاثون مدرسة بمبالغ مهمة بعشرات الملايين. ثم ما الفرق بين أولئك الموظفين وهؤلاء العاملين ما المانع من تسوية وضعيتهم؟
12- لك عزيزي القارئ أن تتخيل نفسك ربا لأسرة ومعيلا لخلق كثير، وأنت منذ سنوات لا تمتع بأبسط حقوقك، منها الحق في التغطية الصحية، وقد تخرج بلا تقاعد ولا ما يضمن لك العيش الكريم في أي وقت.
13- لك أيضا أن تتساءل اذا ما قررت هذه الوزارة تسوية الوضعية، فهل ستأخذ بعين الاعتبار كل سنوات العمل التي قضيتها أم ستعامل على أنك تشتغل لديها للمرة الأولى؟
والآن بعد بسط كل هذا الكلام لم يبق سوى التوجه إلى الله بصرخات الآهات أن ينصف هذه الفئة المستضعفة فهو من بمشيئته يتحقق العدل والإنصاف.
لا حول ولا قوة إلا بالله, حسبنا الله ونعم الوكيل, يخرس اللسان عن الكلام عند العلم بهذه الحالة المزرية للبلد, ولا يسعني إلا أن أقول “إنه لشيئ يراد”, ماهذا التخلف ؟ ماهذا الظلم ؟ ما هذا الإستعباد ؟ ما هذه العقلية ؟ ما هذا العفن ؟ في أغنى الوزارات المغربية, وزارة الأوقاف !
الله المستعان.
المرارة كل المرارة أن تعمل في قطاع حبوي مثل هذا وتسلب منك الحقوق بهذه الشراسة
لا تغطية والضمان ولا أجرة معتبرة
أضف ألى هذا أن العامل يعامله المشرف گانه خادم عنده في بيته وليس في مؤسسة تربوية
حت المشرف كيعاني وهوكيسري عليه مايسري عليهم الى ماكانش اكثر الاستاذ يدرس سوايعه ويمشي وهو 24 على 24 الحاصول هاد شي كيألم وزعما وزارة كتقول اعطو الاجير حقه قبقل ان يجف عرقه هما واكلينو فيعرقو وكيجرجروه الخلاصة وزارة الاستغلال والغميق
كل ما جاء في المقال صحيح ، والوثائق أيضا صحيحة . إنه الاستعباد في القرن الواحد والعشرين .
للاسف حتا البنوك لاتقرض هاده الفئة لعدم توفرهم على شهادة عمل تسمح لهم باخد سلف حتا ولو كان مبلغ بسيط