وزارة الصحة تعتزم إطلاق خطة للوقاية من الانتحار
هوية بريس-متابعة
وأوضحت الوزارة، وفق جواب كتابي عن سؤال كان قد وجهه فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب حول الظاهرة، أن نسبة انتشار محاولات الانتحار تقدر بحوالي 2,1 في المائة ضمن الساكنة العامة بمنطقة الدار البيضاء، مشيرة إلى أن نسبة محاولات الانتحار تقدر بحوالي 6,5 في المائة في أوساط تلاميذ الإعداديات المغربية.
وذكرت الوزارة أن الوسائل الشائعة المستعملة في عمليات ومحاولات الانتحار هي المواد الكيمائية السامة (المبيدات الحشرية).
وبينت المعطيات التي أوردتها الوزارة أن 12 في المائة من الجثث التي تم تشريحها بمركز الطب الشرعي بالدار البيضاء خلال سنة 2017، كان سبب وفاتها هو الانتحار، فيما تم استشفاء عشرات حالات محاولة الانتحار عند الأطفال أقل من 14 سنة، إذ تم التكفل بهذه الحالات بمصلحة الطب النفسي للأطفال والمراهقين بالمركز الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء.
وتوصلت الوزارة إلى أن الهدر المدرسي والخلافات العائلية والعنف الجنسي من السوابق الشخصية الشائعة عند هؤلاء الأطفال الذين قاموا بمحاولة الانتحار، والذين تم استشفائهم بمصلحة المستعجلات بمستشفى الأطفال التابع للمركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط بين 2012 و2015.
وبخصوص الإجراءات التي اتخذتها الوزارة للحد من هذه الظاهرة، كشفت أنها ستطلق خلال الأشهر القادمة الاستراتيجية الوطنية للوقاية من الانتحار للفترة 2023-2030، والتي قامت ببلورتها بشراكة مع جميع الجهات المعنية بالمشكلة.
وتتمحور هذه الاستراتيجية على العمل على الحد من الوصول إلى وسائل الانتحار خصوصا المواد الكيميائية السامة، وإنجاز دراسة وطنية حول السلوك الانتحاري عند الساكنة العامة والفئات المعرضة لهذه الظاهرة أكثر (السجناء والشباب).
وذكر المصدر ذاته أنه سيتم إنشاء المرصد الوطني للسلوك الانتحاري، فضلا عن وضع منظومة معلوماتية خاصة بالسلوك الانتحاري ومأسستها، وتحسين التدخلات والتكفل الطبي والنفسي بمحاولات الانتحار بالمستشفيات العامة.
وإلى جانب ذلك، تعمل الوزارة على تكوين قادة الرأي المؤسساتيين والجماعتيين حول السلوكيات الانتحارية في أفق إشراكهم في حملات التحسيس والتوعية، والذين هم بالدرجة الأولى الأئمة والمرشدين الدينيين، والمنظمات غير الحكومية، وشخصيات من نجوم الفن والرياضة، للانخراط في أهداف هذه الاستراتيجية التي هي في طور الإصدار.
وسيتم إعداد خطة استراتيجية للتواصل حول السلوك الانتحاري، فضلا عن إعداد وتنفيذ ميثاق أخلاقي مع وسائل الإعلام من أجل التعاطي الإيجابي والاحترافي مع المعلومات والمعارف المرتبطة بالسلوك الانتحاري.