تم مساء الجمعة 09 نونبر بالرباط تكريم عبد الواحد الراضي، وزير العدل الأسبق، في حفل نظمته وزارة العدل عرفانا بدور المحتفى به في النهوض بالقطاع.
وقدمت خلال حفل التكريم، الذي تميز بحضور أندري أزولاي مستشار جلالة الملك، وثلة من الشخصيات السياسية والقضائية والدبلوماسية والفنية، شهادات في حق المحتفى به، أجمعت على غزارة وتنوع عطاءاته وإسهاماته الفكرية والسياسية، وكذا دوره الريادي في النهوض بقطاع العدل.
وفي هذا الصدد، قال محمد أوجار، وزير العدل، إن الاحتفاء بعبد الواحد الراضي هو احتفاء بالوطني المخلص وبالمناضل الغيور وبرجل الدولة بامتياز الذي ناضل على كل الواجهات والمستويات وبصم عن حضور متميز في كل المجالات والتجارب التي خاضها.
وتابع أوجار “إن الاحتفاء بعبد الواحد الراضي يعتبر تكريما كذلك لجيل الرواد بأكمله وذلك تقديرا لإسهاماته ولكل الجهود العظام والتضحيات الجسام التي أسهمت في بناء مغرب اليوم، مغرب التعددية الحزبية والديمقراطية التشاركية والانفتاح السياسي وحرية العمل الجمعوي والنقابي والإعلامي”.
وأضاف أن المكرم عمل جاهدا على الرقي بالعمل الحزبي والسياسي وعلى ترسيخ منظومة قيم سامية في مجالاتها، مضيفا أن وزارة العدل ستبقى شاهدة على عهده.
وأكد مصطفى فارس، الرئيس الأول لمحكمة النقض، من جانبه، أن المحتفى به رجل عايش ثلاثة ملوك عظام وتربى على يد زعماء كبار خلدهم تاريخ الوطن، مشيرا إلى أنه رجل تتلمذ على يد كبار الفلاسفة والمفكرين من أمثال جاك بيرك وغيره، فدرس بأعتد المدارس العلمية الفرنسية وساهم في نفس الآن في بناء مدارس للوطنية والمقاومة والطموح من أجل مغرب جديد.
وأضاف فارس أن عبد الواحد الراضي رجل سياسي نال ثقة ناخبيه في دائرته منذ سنة 1963 إلى الآن في تجربة استثنائية حبلى بالدلالات تستحق لوحدها أكثر من وقفة وعبرة، مبرزا أنه كان دائما مؤمنا برسالة القضاء وبالادوار الكبرى التي تقوم بها الأسرة القضائية المغربية بتفان وإخلاص وتضحية ونكران ذات.
وأشار إلى أنه، عبر في العديد من المواقف والمناسبات عن حرصه اللامشروط على حفظ هيبة القضاة وصون اعتبارهم وتوفير كل الظروف ليؤدوا واجبهم الذي هو حق للمواطن في المقام الأول والأخير واعتبر فارس أن الرجل بقي في المحطات والامتحانات الكبرى التي شهدها ثابتا على نفس القيم والمبادئ، قيم الوطنية الحقة والانتصار لصوت الضمير الحي ومنهج الإصلاح.
من جهته أكد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، المصطفى الرميد، أن الراضي رجل جدير بالتقدير والتكريم مبرزا أنه كان حاضرا في قلب الحركة الطلابية سواء في باريس أو المغرب خلال نهاية الخمسينات، وفي تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1959 من خلال دوره في تأسيس فرع الحزب بباريس.
وأفاد بأن المحتفى به كان حاضرا في المراحل الأولى من تأسيس الجامعة المغربية خاصة كلية الآداب بجامعة محمد الخامس وبالأخص شعبة الفلسفة وحاضرا في خضم أول دساتير المملكة كدستور 1962 وفي خضم انتخابات 1963، في أول انتخابات برلمانية حيث فاز بها وهو في ال 27 من عمره عن دائرة سيدي سليمان ليكون ضمن أعضاء أول برلمان مغربي.
من جهته أكد رئيس المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الحبيب المالكي، أن عبد الواحد الراضي يعتبر قائدا وطنيا محترما ورجل دولة جدير بالثقة والاعتبار والتقدير لما قدم لبلده ومجتمعه، مشيرا إلى أنه كان يعمل برؤية استراتيجية وبالإحساس العالي بالمسؤولية.
وأضاف المالكي أن المحتفى به “مناضل ديمقراطي في فكره وسلوكه سياسي ومؤسسي بامتياز يؤمن بالعمل المؤسساتي”، مسجلا أنه أحد أبرز الشخصيات الوطنية المغربية حيث كرس أكثر من 60 سنة لخدمة الوطن من مختلف المواقع التي شغلها والمسؤوليات التي تحملها وفي مختلف الظروف. و.م.ع