وزير السابق: المعركة في المغرب وجودية وهؤلاء “رأس الحربة”

وزير السابق: المعركة في المغرب وجودية وهؤلاء “رأس الحربة”
هوية بريس متابعات
في تدوينة قوية حمّل فيها رسائل تحذيرية، شدد الدكتور خالد الصمدي، الوزير المنتدب السابق في التعليم العالي، على أن المعركة الدائرة اليوم في المغرب تتجاوز التصنيفات التقليدية بين “إسلاميين محافظين” و”علمانيين حداثيين”، معتبراً أنها صراع وجودي بين المغاربة المتمسكين بثوابتهم الدينية والوطنية، وبين فئة وصفها بـ”التفكيكيين” الذين يستهدفون المقومات الأساسية للمجتمع المغربي.
وأكد الصمدي أن هذه المعركة ليست مجرد خلاف حول قضايا اجتهادية أو فكرية، بل هي مواجهة بين شريحة واسعة من المغاربة الذين رضوا بالإسلام ديناً، وبإمارة المؤمنين ومؤسساتها الدينية والوطنية نظاماً، وبالوحدة الترابية إطاراً جامعاً، وبالثقافات واللغات الوطنية رصيداً حضارياً، وبالأسرة المسلمة بأحكامها ومقاصدها أساساً لبناء المجتمع، وبين فئة محدودة – لكنها نشطة – تحاول تقويض هذه الأسس من خلال إثارة النعرات اللغوية والعرقية والدينية.
وأضاف أن هذه الفئة توزعت الأدوار فيما بينها، حيث يتجه بعضهم للطعن في الدين، وآخرون لمهاجمة اللغة والتاريخ، وغيرهم يستهدف المؤسسات التربوية والاجتماعية مثل الأسرة والمدرسة، مشيراً إلى أن خطابهم يتسم بالاستفزاز والتهجم، وأنه يُروج له على نطاق واسع من قبل جهات معلومة داخل الوطن وخارجه، تشاركهم نفس الأهداف، من خلال وسائل الإعلام ومنصات النشر.
وأبرز الوزير السابق أن الغاية الكبرى من هذه الحملة، التي وصفها بـ”الممنهجة”، هي عزل المغرب – بوصفه جناح العالم الإسلامي الغربي – عن عمقه الديني والحضاري، وزجه في صراعات هوياتية طاحنة قد تفتح الباب أمام الأعداء لاستباحة وحدته وزعزعة استقراره، وعرقلة نموذجه التنموي الذي اختاره عن وعي ويسير في تنزيله رغم التحديات.
وفي ظل ما يشهده العالم من تحولات جيوسياسية واهتزازات في منظومات القيم، دعا الصمدي عموم المغاربة إلى إدراك طبيعة هذه المعركة وتشكيل جبهة موحدة وصلبة لمواجهة كل المحاولات الرامية إلى النيل من تماسكهم ووحدتهم، مؤكداً أن “الخطب جلل، والواقع صعب، والتحولات عميقة”، وأن كل الدول المتماسكة دينا ولغة وتاريخا أصبحت عرضة للاستهداف لتفكيكها إلى كيانات هشة تُستباح من قبل المتربصين.
وختم تدوينته بالتأكيد أن هذه معركة حاسمة لا مجال فيها للحياد، وأن ما سماهم بـ”فئة التفكيكيين” ليسوا سوى رأس الحربة، وواجهة جبل جليدي لا يمكن أن يُذيبها سوى يقظة جماعية دافئة تحفظ للمغرب وحدته واستقراره.



