وزير الصحة: التكنولوجيات الحديثة تضطلع بدور مهم في تحسين التشخيص والحد من الأخطاء
هوية بريس – و م ع
أكد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن التكنولوجيات الرقمية الحديثة تضطلع بدور مهم وإيجابي في تحسين التشخيص والحد من الأخطاء الطبية، وذلك من أجل ضمان سلامة المرضى في المجال الطبي.
وأشار آيت الطالب، في كلمة خلال الندوة الوطنية لسلامة المرضى، التي نظمتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بشراكة مع منظمة الصحة العالمية بالرباط، تخليدا لليوم العالمي لسلامة المرضى، تحت شعار “أحسنوا التشخيص، حافظوا على السلامة”، إلى أن موضوع هذه السنة يتماشى مع رؤية الوزارة المتمثلة في تعزيز جودة الرعاية مع ضمان سلامة المرضى، مضيفا أن هذا اللقاء يؤكد على الالتزام التام بسلامة ورفاهية المواطنين.
وقال الوزير إن “سلامة المرضى ليست مجرد طموح، بل هي واجب أخلاقي ومهني. لهذا السبب، يجب أن ندرك جميعا أن تحسين سلامة التشخيص هو وسيلة مهمة لتحقيق سلامة المرضى”، لافتا إلى أن “التشخيص الدقيق في الوقت المناسب هو مفتاح العلاج الفعال”.
وتابع أن سلامة المرضى تعتبر قضية رئيسية من قضايا الصحة العامة منذ عقود، وبذلك تعمل منظمة الصحة العالمية باستمرار على تحسين سلامة المرضى، لا سيما من خلال خطة العمل العالمية لسلامة المرضى “2021-2030″، والتي تهدف إلى تحسين سلامة المرضى من خلال الحد من المخاطر والأخطاء والأضرار المرتبطة بالرعاية الصحية.
وشدد آيت الطالب، بالمناسبة، على أن الإرادة الحكومية اعتمدت تدابير هيكلية لدمج توصيات هذه الخطة العالمية في سياسات الرعاية الصحية بالمملكة، مشيرا إلى أنه تم إطلاق عدد من البرامج التدريبية لمقدمي الرعاية الصحية، مع التركيز على الممارسات الآمنة والتحسين المستمر لعمليات الرعاية، بالإضافة إلى مواصلة العمل على وضع خطة استراتيجية وطنية لسلامة المرضى بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية.
كما دعا إلى وضع أنظمة قوية لإدارة المخاطر السريرية والتحسين المستمر للممارسات الطبية من أجل تلبية توقعات المواطنين، واستحداث التجمعات الصحية الإقليمية، وهي الركيزة الأساسية للإصلاح الشامل، الذي يهدف إلى تعزيز الحكامة المحلية المتكاملة القائمة على الكفاءة والتنسيق، وخاصة دمج التقنيات الجديدة.
من جهتها، أكدت ممثلة منظمة الصحة العالمية بالرباط، مريم بيكديلي، في كلمة مماثلة، أن تخليد اليوم العالمي لسلامة المرضى، الذي أطلقته جمعية الصحة العالمية الثانية والسبعين التابعة لمنظمة الصحة العالمية سنة 2019، يعتبر حجر الزاوية في الجهود الرامية إلى تعزيز الصحة العالمية وسلامة المرضى، ومناسبة لتسليط الضوء على الدور الحاسم لسلامة المرضى في تحقيق التغطية الصحية الشاملة.
وبهذه المناسبة، دعت بيكديلي منظمة الصحة العالمية إلى تكثيف الجهود للحد من التشخيص الخاطئ من خلال سياسات واستراتيجيات وتدخلات متعددة الوسائط، وبناء قدرات الموارد البشرية والمشاركة الفعالة للمرضى وأسرهم والمهنيين في المجال الصحي، مضيفة أن “ضمان السلامة الصحية للمرضى هو التحدي الحقيقي الذي يجب العمل عليه في كل أنحاء العالم”.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن تقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن مريضا واحدا من بين كل 10 مرضى يتعرض لحدث غير مرغوب فيه خلال تلقي الرعاية في المستشفيات في البلدان ذات الدخل المرتفع، بينما يبلغ عدد الحوادث غير المرغوب فيها حوالي 134 مليون حدث مرتبط بالرعاية ذات المخاطر يحدث في مستشفيات البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط، ما يساهم في تسجيل حوالي 2.6 مليون وفاة سنويًا، مضيفة أنه يمكن تقييم التكلفة الاجتماعية للأضرار التي تلحق بالمرضى بين ألف وألفي مليار دولار سنويا.
وشددت على أن جمعية الصحة العالمية الثانية والسبعين وافقت، سنة 2021، على خطة العمل العالمية لسلامة المرضى “2021-2030″، والتي تهدف إلى القضاء على الضرر الذي يمكن تجنبه في مجال الرعاية الصحية، وإشراك المرضى والأسر ومقدمي الرعاية في المشاركة الفعالة في التشخيص، وتمكين العاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرها.
واغتنمت بيكديلي الفرصة للتأكيد على التزام منظمة الصحة العالمية بتقديم الدعم التقني والمالي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية من أجل وضع وتنفيذ خطة استراتيجية وطنية متكاملة لسلامة المرضى.
يشار إلى أنه سيتم، بالموازاة مع هذه الندوة، إطلاق حملة وطنية تحسيسية ستستمر لمدة أربعة أسابيع، وذلك في إطار مخطط العمل العالمي لسلامة المرضى “2021 – 2023″، الذي اعتمدته جمعية الصحة العالمية الثانية والسبعون سنة 2021. وتروم هذه الحملة رفع مستوى الوعي وتعبئة مهنيي الصحة لاتخاذ تدابير ملموسة لتعزيز سلامة المرضى، مع تشجيعهم على اعتماد سلوكيات تحافظ على سلامتهم.