وزير الصحة الجزائري: سنقهر الكوليرا في ثلاثة أيام
هوية بريس – وكالات
تعهد وزير الصحة الجزائري مختار حسبلاوي بالقضاء على وباء الكوليرا الذي يضرب مناطق مختلفة من البلاد في غضون ثلاثة أيام، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
وتشير المعطيات الرسمية إلى تسجيل حالتي وفاة نتيجة الإصابة بالكوليرا. وبينما بلغت الحالات المشتبه بإصابتها 174 حالة، أكدت التحاليل الطبية إصابة 46 بالوباء منذ مطلع الشهر الجاري في خمس ولايات جزائرية، هي البليدة -التي سجلت أكبر عدد من الإصابات- وتيبازة والبويرة والجزائر العاصمة وعين الدفلى.
وأضاف الوزير في ندوة صحفية بمدينة البليدة أن السلطات تبنت “منذ بداية ظهور هذا الوباء إستراتيجية مكنت من محاصرته ومنع انتشاره”، مؤكدا أنه سيتم القضاء عليه “قبل الدخول المدرسي المقبل”.
وعن أسباب انتشار المرض، قال حسبلاوي إنه “لم تحدد إلى الآن الأسباب النهائية رغم اكتشاف منبع بمنطقة سيدي الكبير بأحمر العين بتيبازة أثبتت التحاليل احتواءه على البكتيريا المسببة لهذا المرض”. وبناء على ذلك منعت وزارة الصحة استهلاك مياه التبع.
ومع تزايد المخاوف، أكدت شركة “الجزائرية للمياه” أن المياه المنزلية صالحة للشرب ولا داعي للتخوف من استهلاكها، بينما انتشرت في الأيام الأخيرة على مواقع التواصل رسائل محذرة داعية للتوقف عن شربها.
اجتماع حكومي
وتعقد الحكومة الجزائرية اجتماعا اليوم برئاسة رئيس الوزراء أحمد أويحيى لبحث تداعيات الوباء.
أما وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي فقد وجهتا انتقادات حادة للمسؤولين الحكوميين بسبب الفوضى التي رافقت التعاطي الرسمي مع ظهور الوباء.
وأشار العديد من الصحف إلى أن السلطات لم تعلن عن الوباء إلا بعد أسبوعين من ظهوره في الجزائر التي لم تسجل أي حالة كوليرا منذ 1996، في حين يعود آخر وباء إلى عام 1986.
واستقبلت المستشفيات عشرات المرضى الذين كانوا يعانون من إسهال حاد منذ السابع من أغسطس/آب في العديد من المناطق، إلا أن وزارة الصحة لم تعلن أن السبب هو بكتيريا الكوليرا إلا في 23 أغسطس/آب بعد ثلاثة أيام على نفيها هذه الفرضية.
وكتبت صحيفة ليبرتي الناطقة بالفرنسية “من الواضح أن السلطات كانت على علم بالمرض قبل هذا الإعلان”، وأكدت أن بحوزتها مذكرة من وزارة الصحة من ثماني صفحات مؤرخة في 22 أغسطس/آب تنبه الولايات (المحافظات) والقطاعات الصحية إلى هذا المرض.
غياب المسؤولين
وأكد الموقع الإخباري “كل شيء عن الجزائر” استنادا إلى مصدر طبي أن “معهد باستور ووزارة الصحة كانا على علم بطبيعة المرض منذ الاثنين 20 أغسطس/آب على الأقل”.
كذلك انتقد المدونون على مواقع التواصل الاجتماعي غياب المسؤولين في أوج الأزمة، ورأى بعضهم أن السبب يرجع إلى رفض الوزراء قطع عطلتهم بمناسبة عيد الأضحى الذي تزامن مع عطلة نهاية الأسبوع.
وبين الغضب والسخرية، أشار رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن الحكومة لم تقم بأي حملة عامة لشرح المرض وكيفية الوقاية منه، كما أن موقع وزارة الصحة لا يحتوي على أي مدونة حول مرض الكوليرا.
كما اشتكى بعضهم من الانقطاع المتكرر للماء، بينما توصي السلطات الصحية بضرورة غسل الأيدي عدة مرات في اليوم.
وجاء في تغريدة على موقع تويتر “الحكومة تعودت الكذب علينا حتى لم يعد أحد يصدق التشخيص الذي قدمته ولا أحد يثق في المراكز الصحية”.
(المصدر: الجزيرة.نت).