وسقط جزّار

08 ديسمبر 2024 14:21

هوية بريس – د.محمد طلال لحلو

في أولى ساعات الفجر ومع مكبرات النداء للصلاة من منارات سوريا، صاح أحدهم والفرح يغمره والدموع تملأ أعين الشاميين: “الله أكبر؛ فَرَّ الجبان“.

سقط جزّار وإنها حالة صدمة لكل الأطراف، وفرح بحجم الصدمة للثوار، وحسرة بحجم الصدمة لكل من أتى بهم بشار لقتل مئات الآلاف من أبناء بلده بالبراميل المتفجرة والسلاح الكيميائي والطائرات الحربية السورية والروسية والمليشيات الزينبية العراقية والحشد الشعبي الشيعي العراقي وحزبلاه الرافضي اللبناني والمليشيات الفاطمية الأفغانية وعصابات فاجنر الروسية والمخربين من الحرس الثوري الرافضي الإراني ومرتزقة من شتى أطراف العالم.

سقط جزّار بعد تهجير الملايين حتى وصل المساكين إلى أقصى بلاد الأرض كمتسولين مقطوعين من عائلاتهم وبلدهم وتاريخهم وممتلكاتهم.

سقط جزّار بعد أن حارب والده شعبه وأباد سكان حماة حتي قيل إن عمه لما خرج البعض لصلاة الظهر بعد أن فتك بحماة، قال
“لِسَّه رجال بحماة؟” (أي ما زال هناك رجال بحماة؟)، فخاض الجولة الثانية من إبادة حماة حتي قيل إن عدد القتلى ناهز 40 ألف قتيل، وبعض سجناء سجن حماة هناك منذ 1982 لا يدرون أن حافظ مات وجاء جزار سنة 2000.

سقط جزّار بعد أن رفع المروحيات فوق شعبه لا لحمايته بل لتفجير بناياتهم وفتك أسرهم وسفك دمائهم وقتل مئات الآلاف واغتصاب نسائهم.

سقط جزّار بعد حرب أهلية دمّر فيها بلده وشعبه دامت أكثر من 13 سنة وسجن الآلاف وعذّب الآلاف بشتى ألوان العذاب والقمع حتى كان أحد شبيحته يقتل بدم بارد السوري تلو الآخر ويرميهم في قبرهم الجماعي وكانوا يجبرون على حفر قبرهم قبل دخوله وهم من المدنيين.

بدأت الجولة الثانية من ثورتهم مع سقوط مدينة حلب في 4 أيام من المليشيات بعد أن أمضوا 4 سنوات في أخذها من الثوار. ثم تسارعت الأحداث حتى ظهر رويبضة تخصص سياسة المقاهي يقولون إنها ثورة صهيونية ضد جزّار محور “المقاومة” الذي لم يطلق رصاصة وراء الجولان منذ 1973.

سقط جزّار وهذا التسارع لا يمكن تفسيره عسكرياً. الجيش النظامي لا يسقط في أيام خصوصا مع دعم كل تلك الجهات الدخيلة. لكنه أمر قُدِّرَ وكتب لهم. بل هي ثورة سورية في جولتها الثانية مرّت بسلاسة غير متوقعة حتى من المخابرات الأمريكية والروسية والإيرانية وباقي دول المنطقة، مرّت بدون ثأر ولا انتقام بل بشكل عفوي ونتيجة طبيعية لسنوات من التخطيط.

فلم يتوقع هذا الخبراء، وها هو جيش الإبادة بدأ يحشد بجنوده في الجولان ونقل بعض وحداته من لبنان إلى سوريا لأنه أدرك أن أخطر حدث بالنسبة إليه منذ 1973 قد بدأ مع فجر اليوم…

ونسأل الله الفرج لغزة الجريحة قريباً.

اللهم آمين يا رب العالمين.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M