انتقل إلى رحمة الله تعالى الليلة الماضية وهي ليلة السابع عشر من رمضان الشيخ هاشم المجذوب رحمه الله والذي كان المرجع الأول في دمشق بالفقه الشافعي حتى سُمي بالشافعي الصغير…
وقال الدكتور حسن جمول: وقد كان لي الشرف أن أراه عن كثب وأكحل عيني بالنظر إلى وجهه الذي كان يشع نورا وكنا نتيجة تواضعه الشديد نظنه خادم جامع السنجقدار في دمشق حيث كان إماما ومدرسا فيه.
وكنا للأسف نزهد بدروسه ونقصد دروس البوطي التي كانت تقام في نفس الجامع وكانت في فقه السيرة وكبرى اليقينيات الكونية، كان ذلك في السبعينات من القرن الماضي.
في عام 1980 جاء إلى المسجد شخص مجهول وسأل الشيخ هاشم:
مضى المخبر الخبيث وبلّغ عن الشيخ فتم اعتقال الشيخ من بيته بحي ساروجا!
فمكث في سجن تدمر الرهيب بضع وعشرين سنة تحت التعذيب الشديد!
يُخبر عنه من لازمه في السجن أن أغلب السجناء الذين كانوا معه في محبسه حفظوا القرآن الكريم بالتلقي عن الشيخ رحمه الله، و كثيرون تلقوا الفقه واللغة والتفسير عنه!
بعد خمس سنين من اعتقاله، ومجازر حماة وتدمر وجسر الشغور ومقتل 50 ألفا من أهل السنة اجتمع شيوخ دمشق مع الطاغية المجرم حافظ الأسد على مائدة أول رمضان .. فسأل الشيخ كريم راجح الطاغية النصيري عن سبب اعتقال الشيخ هاشم؟
تغير وجه المجرم واصفر وطار الشرر من عينيه وفقد أعصابه الباردة وقال مخاطبا الشيوخ الحاضرين:
رحمه الله و أسكنه فسيح الجنان