وفاة الشيخ الفقيه المدرّس الخطيب محمد بن المختار النّاصَر (1936-2022)
هوية بريس – متابعة
انتقل إلى رحمة الله وعفوه ورضوانه، يوم الثلاثاء 19 ذي الحجة 1443هـ الموافق 19 يوليوز 2022م، الفقيه الجليل المدرّس النفاعة، السيد محمد بن الفقيه المختار الناصر الودراسي الأصل ثمّ التطواني.
وقد ولد رحمه الله بمدينة تطوان في حدود 1936م، وأصل سلفه من مدشر (مرج اللّوّة) بقبيلة ودراس. درس القرآن على والده وختمه وأتقنه…ثم انتقل للدّراسة النظامية بالمعهد الديني الابتدائي بتطوان، فدرس على شيوخه المعروفين…
وقد انخرط في سلك التعليم منذ بداية شبابه، وكانت كبرى محطاته ثانوية القاضي ابن العربي للتعليم الأصيل، وهناك عرفه جملة من الشباب بفهمه النيّر، وعلمه المتّزن، وتمكنه من الفقهيات، لاسيما المذهب المالكي، وبقي به إلى أن أحيل على المعاش عام 1998م.
وهو إلى هذا كلّه، كان له نشاط موفور في الدّعوة إلى الله عبر كرسي الوعظ في عدّة مساجد، أبرزها (جامع المسندي) =المصيمدي. كما تولّى الخطابة في آخر حياته بمسجد محمد السادس الكبير بحي الولاية من تطوان. بالإضافة إلى عضويته بالمجلس العلمي المحلّي بتطوان منذ عام 2004م.
درّس الفقيه محمد المختار الناصر طلبة العلم (العتيق) بمعهد الإمام الشاطبي بتطوان سنوات عدّة، وكانت دروسه في الفقه بتحفة ابن عاصم، وفرائض الشيخ خليل بالخرشي دروساً عامرة، يزيدها حلاوة وطلاوة هدوؤه الدّائم، وأخلاقه العالية، وسمته الحَسن، واحترامه للجميع، وتنازله للصغير والكبير، علاوة على طريقة إلقائه التي لا تملّها أذن السّامع، والتي ينتهج فيها نهج كبار العلماء على طريقة شيوخ القرويين، فكان بحق يمثّل الفقيه الأصيل شكلاً ومضموناً.
رحمه الله رحمة واسعة، وألحقنا به مسلمين، وتعازينا فيه لأسرته، وعلى وجه الخصوص ولده الأستاذ الجليل العدل السيد جعفر الناصر.
كاتبه: يونس السباح.