وفاة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد -رحمه الله-
هوية بريس – عبد الله المصمودي
توفي اليوم الشيخ عبد القادر شيبة الحمد إمام الحرم النبوي السابق، والأستاذ السابق بكلية الشريعة بالرياض والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وقد ترك عدة مؤلفات ومسيرة حافلة بالدعوة والتعليم.
وجاء في سيرته رحمه الله، أنه:
ولد في مصر في 20/6/1339هـ، من أسرة تنتمي إلى قبيلة بني هلال المعروفة، وهلال هو ابن عامر بن صعصعة بن قيس عيلان من مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أمَّ المصلين بالمسجد النبوي في رمضان (صلاة التهجد) سنتي 1406هـ و1408هـ.
حياته الدراسية والتدريسية:
بدأ منذ الخامسة من عمره بالذهاب إلى الكُتاب، فحفظ القرآن كاملاً وتعلم الكتابة فيه. ثم التحق بعد ذلك بالجامع الأزهر وأخذ الشهادة الابتدائية، ثم الثانوية، ثم درس في الجامع الأزهر في كلية الشريعة، وحصل على الشهادة القديمة، وكان عمره قد قارب الخامسة والثلاثين سنةً.
عمل مدرساً في مصر لمدة عشر سنوات، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية بأهله وعُيّن مدرساً في معهد بريدة العلمي، ودرس فيه ثلاث سنوات متتالية ابتداء من سنة 1376هـ، وكان من طلابه في المعهد فضيلة العلامة الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء، والشيخ عبدالرحمن العجلان المدرس في المسجد الحرام حالياً.
ثم عُين الشيخ عبدالقادر في سنة 1379هـ مدرساً بكليتي الشريعة واللغة العربية في الرياض، ودرس أول سنة عُين فيها التفسير وأصول الفقه وسبل السلام شرح بلوغ المرام في الحديث.
وفي سنة 1381هـ افتتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة فدعا رئيس الجامعة سماحة المفتي محمد بن إبراهيم كثيراً من أهل العلم والفضل للتدريس هناك، فمن كلية الشريعة بالرياض وقع الاختيار على سماحة العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله وأن يكون نائباً للشيخ ابن إبراهيم في الجامعة، فطلب الشيخ ابن باز من المفتي أن يسمح بانتقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله والشيخ عبدالقادر، فقبل المفتي الأكبر بأن ينقل الشيخ الشنقيطي ورفض نقل شيبة الحمد؛ لحاجة الكلية إلى أحدهما، وفي السنة التي تلتها ألح الشيخ ابن باز على نقله فسمح له.
في أول جمادى الأولى سنة 1382هـ انتقل إلى المدينة المنورة ودرس في الجامعة الإسلامية، وكلما أنشئت كلية جديدة درس فيها، إلى أن نُقِلَ إلى قسم الدراسات العليا حتى أحيل إلى التقاعد.
وقد أصدر جلالة الملك فيصل رحمه الله أمراً بتعيين هيئة للإشراف على المسجد النبوي قبل إنشاء شؤون الحرمين مكونة من 15 عضواً برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن صالح رحمه الله، وكان المترجَم له عضواً فيها.
وفي سنة 1384هـ انتُدب الشيخ إلى باكستان للتعاقد مع بعض المدرسين لتدريس علم الحديث بالجامعة الإسلامية حيث تعاقد مع الشيخ محمد حافظ كندلوي كبير علماء الحديث بالباكستان، والشيخ عبد الغفور محمد حسن من علماء دار الحديث بكراتشي، كما تعاقد مع بعض علماء اللغة العربية بالأردن للتدريس في الجامعة الإسلامية كذلك.
وفي أواخر شهر ذي القعدة سنة 1385هـ طلبت جامعة بنارس بالهند من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي المملكة المشاركة في افتتاح تلك الجامعة السلفية فاعتذر، وطلب من سماحة الشيخ ابن باز أن ينوب عنه فاعتذر أيضاً لاشتغاله بأعمال الجامعة، وأناب عنه المترجَم له، وفي الوقت نفسه أوعز الملك فيصل رحمه الله لوزارة الخارجية بأن يشترك السفير السعودي لدى الهند الشيخ محمد الحمد الشبيلي في افتتاح هذه الجامعة حيث شارك الاثنان بالفعل في ذلك الافتتاح الكبير.
وقد حرصت إذاعة نداء الإسلام بمكة المكرمة على إذاعة أحاديث للشيخ لمدة طويلة، كما شارك في التلفزيون في برنامج مشترك مع الشيخ عبدالعزيز بن صالح رئيس المحكمة الكبرى بالمدينة وإمام المسجد النبوي وخطيبه، والشيخ عبدالمجيد حسن مساعد رئيس المحكمة بالمدينة، وكذلك إمام المسجد النبوي وخطيبه، وعند افتتاح التلفزيون بالمدينة المنورة طلب سمو أمير المدينة آنذاك الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز من المترجَم له أن يقدم برنامجاً يومياً على مائدة الإفطار باسم “من وحي السماء”.
وفي أثناء سنة 1400هـ انتُدب للتدريس في المعهد العالي للدعوة الإسلامية في ذلك الوقت وهو تابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
كما أن له درساً بالمسجد النبوي حيث فسّرَ القرآن العظيم وأنهاه في أربعة عشر عاماً.
مؤلفاته:
من مؤلفاته المطبوعة:
“حقوق المرأة في الإسلام”
و”الأديان والفرق والمذاهب المعاصرة”
و”إمتاع العقول بروضة الأصول في أصول الفقه”
و”إثبات القياس في الشريعة الإسلامية والرد على منكريه”
و”من المذاهب الهدامة”
و”تحقيقات عن ليلة القدر”
و”القصص الحق في سيرة سيد الخلق”
و”قصص الأنبياء”
وتفسير سورة “ص” و”ق” و”النجم” و”اقتربت الساعة”، التي أملأها على طلبة الشهادة العالية في كلية اللغة العربية بالرياض سنة 1379هـ؛ وطبعت تحت عنوان “أضواء على التفسير” في مجلة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
وله قصيدة بعنوان “النصيحة” وشرحها بشرح سماه “بالروضة الفسيحة”،
و”تهذيب التفسير وتجريد التأويل مما ألحق به من الأباطيل ورديء الأقاويل”.
كما أن له تعليقات على “فتح الباري” للحافظ ابن حجر حيث أثبت أتقن الروايات عند الحافظ وهي رواية أبي ذر الهروي عن مشايخه الثلاثة: المستملي، والسرخسي، وللكشميهني، وقد وجد الشيخ عبدالقادر نسخة أبي ذر في قسم المخطوطات في مكتبة المسجد النبوي،ووصفها بأنها نسخة جيدة جداً، وذكر أنها كتبت بالخط المغربي وعلى غلافها توثيقاتها سنة 549هـ، ونسخة أخرى برواق المغاربة بالجامع الأزهر وذكر حصوله عليها في مقدمة تعليقه على الفتح.