وفاة الفقيه أحمد الحضري رحمه الله
هوية بريس – عابد عبد المنغم
نعى رئيس المجلس العلمي المحلي بالمضيق الفنيدق وفاة الفقيه أحمد الحضري.
وكتب د.توفيق الغلبزوري على صفحته بالفيسبوك “تلقيت بعد عصر هذا اليوم ( 20 يناير 2021)، ببالغ الأسى وعظيم التأثر، مع الرضا التام بقضاء الله وقدره، نبأ وفاة العالم الجليل الفقيه الداعية الرباني السيد أحمد الحضري… تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان على فراقه، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
ترجمة الشيخ رحمه الله بخط يده:
أحمد بن محمد بن عبد الله بن آحساين الحضري، المولود بقرية ”كلالة العليا” من قبيلة بني أحمد، إقليم الشاون، سنة 1937، و لما بلغ سن الالتحاق بالكتاب في المسجد حوالي ثلاث سنوات التحق بذلك وفق الطريقة و المنهج المتبع يومئذ، من البداية بحفظ،”أ.ب.ت….”مشافهة و سماعا، ثم كانت بعد هذه مرحلة التدرب على الكتابة بواسطة تتبع مايرسم على اللوح بدون حبر ثم بالحبر – مرحلة التحنيش- ثم مرحلة الكتابة المباشرة ، وهذه المراحل الثلاث يتولاها غير الفقيه ، بل من يساعده من الطلبة، أومن يأنس منهم الكفاءة من “المحاضرة” و يأمرهم بذلك.
وبعد هذه المراحل التي هي في جملتها مرحلة أساسية مهمة، تأتي مرحلة الإتصال بالفقيه مباشرة، و هي بدورها مؤلفة من مراحل:مرحلة التلقي من الفقيه مايكتبه، بواسطة سؤال الفقيه،فإذا فرغ من حصة كتابته، مع باقي زملائه،جاءت مرحلة التصحيح-السلاكة-من قبل الفقيه، فمرحلة قراءة و حفظ ما كتب، ثم العرض على الفقيه ليعلم من حفظ و لم يحفظ، و قد كان القرئ-المحضري-غرف بعد تصحيح الفقيه للوحه ما أخطأ فيه، و ما أصاب، هذا في حصة الصباح، أما حصة المساء بشقيها: من الظهر إلى ما بعد العصر، ثم بين العشاءين، فهي خاصة بالقراءة و الحفظ، وفي اليوم الموالي يكون العرض الأخير على الفقيه ليعلم من أتقن حفظا ممن لم يتقن، فمن أتقن أمره بمحو لوحه، ومن لا فلا، وبهذا يسبق بعض”المحاضرة”زملاءهم و يتفوقون عليهم، وهكذا تختم هذه المرحلة.
ثم يكون شبه استقلال الطالب عن الفقيه فيما يتعلق بالمكث في “المعمرة”،وفي استفتائه الفقيه من حيث “السلاكة”، وكتابة “الأنصاص”، و التنبيه عل ما قد يكون من أخطاء و أغلاط، و إذا عرفنا أنه في هذه المرحلة غير مستفت للفقيه في حصة ما يكتب، فأين يكون مكثه؟ يكون خارج “المعمرة” قطعا، فيما حول هذه المعمرة من بيوت أو ما يشبهها، أي مع الذين جاءوا من القرى الأخرى أو القبائل، فيما يعرف ب”المخنشين”، و في هذه المرحلة أخذني أبي معه إلى القرية التي كان خطيبا بها في نفس القبيلة، لاستكمال حفظ القرآن، و حفظ هذه المتون، وتولى رحمه الله ذلك بنفسه و سهر معي في ظرف سنتين على إتمام حفظ القرأن، و حفظ هذه المتون، من ألفية ابن مالك، و المرشد المعين، وجزء العبادات من مختصر الشيخ خليل، و كان يلقي علينا دروسا في التفسير، و الفقه، و النحو…
و في سنة 1953 التحقت بالمعهد الديني بمدينة شفشاون، و بعد التسجيل و إلقاء بعض الأسئلة علي قررت الإدارة إدراجي في السنة الثانية الإبتدائية ، وبعد ثلاث سنوات نلت شهادة التعليم الإبتدائي ، ثم انتقلت إلى المعهد الديني بتطوان لمتابعة ما تبقى من مراحل الطور الثانوي/ ثم مشاركتي في مبارة الدخول لمدرسة المعلمين بتطوان في شتنبر 1960، ولما نجحت قضيت تلك السنة الدراسية 60-61 بهذه المدرسة، ثم عينت في أكتوبر سنة 1961 معلما في طنجة بمدرسة بنجيو الإبتدائية، وقضيت بها أربع سنوات، ثم عينت أستاذا منتذبا بإعدادية ابن الأبار بطنجة، وأثناء عملي في بنجيو وإبن الأبار كنت أهيئ حرا الإجازة من كلية أصول الدين بتطوان، ولما نلت تلك الإجازة انتقلت إلى سلك الأساتذة عملا و أجرا، أي من السلم 7 إلى السلم 10.
و في شتنبر سنة 1989 شاركت في مبارة الدخول لدار الحديث الحسنية بالرباط، وبعد سنتين من الدراسة فيها، وقد منحت ما كان معمولا به التفرغ، تعينت بعد التخرج سنة 81، في ثانوية زينب البنات بطنجة أستاذا، ثم بعد سنتين انتقلت أستاذا أيضا إلى المركز الجهوي لتكوين أساتذة السلك الأول، وبعد عشر سنوات ، ثم حذف شعبتي اللغة العربية و الدراسات الإسلامية من المركز، فخيرونا بين الذهاب إلى تطوان لنفس العمل بالمركز هناك، أو الإنتقال للعمل بمركز المعلمين هنا بطنجة، فكنت ممن اختار البقاء هنا بهذا المركز.
و في سنة 1999 أي يوم 01/01/1999 أحلت على التقاعد، و في أخر هذه السنة أو التي بعدها عينت عضوا في المجلس العلمي بطنجة، و لا أزال منتميا إليه وعاملا به/ راجيا أن أكون ممن لهم في عملهم قدم صدق.
رحم الله الشيخ الاستاذ احمد الخضري الذي كنت من المتابعين لخطبه يوم الجمعة بمسجد حي الموظفين بطنجة في الثمانينات من القرن الماضي . اللهم اغفر له و ارحمه واسكنه فسيح جنانك . اللهم امين