وفاة الفقيه الدكتور ادريس عزوزي الجزنائي
هوية بريس – د.توفيق الغلبزوري
توفي اليوم بمدينة فاس العلامة الفقيه الدكتور ادريس عزوزي الجزنائي الأصل الفاسي الدار، والد أخينا وصديقنا رفيق الطلب الدكتور حسن عزوزي رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة فاس، وهو يعد واحدا من أبرز علماء فاس، حفظ القرآن الكريم وهو صغير السن؛ أخذ العلم عن كبار مشيخة جامع القرويين، ثم التحق بدار الحديث الحسنية بالرباط، وأخذ عن مشيختها…
تعامل الدكتور ادريس عزوزي مع كتب الأصول دراسة وتدريسا وبحثا وإنتاجا، انطلاقا من المذهب المالكي، المذهب الرسمي للدولة المغربية، إضافة إلى اختيارات الأمة المغربية المتمثلة في العقيدة الأشعرية والتصوف الجنيدي. وظل الدكتور ادريس عزوزي لأزيد من ستة عقود يدرس كل جوانب المذهب المالكي إيمانا راسخا منه بأنه شعار من شعارات الدولة المغربية الخالد، والذي يعبر عن الوحدة المذهبية الدينية والأصالة الحضارية؛ وإيمانا منه أيضا بأن هذا المذهب هو مدرسة تربوية إصلاحية تساهم لا محالة في بناء الشخصية المغربية بكل مميزاتها وخصائصها…
وسواء من خلال فتاويه ومحاضراته وإنتاجاته الفكرية وتأطيره لأعمال الطلبة والباحثين في مجال علوم القرآن و الحديث والتصوف السني فإنه كان يتمثل في منهجه الوسطية والاعتدال والثوابت الدينية أي ما اختاره الأجداد في باب العقيدة والمذهب والسلوك الروحي، وكان التمسك بها مدار الحياة الدينية في انسجام تام مع حياة المغاربة، وهذا التمسك هو حصن الدين من فكر الغلو والتطرف على امتداد السنين.
كان رحمه الله لأزيد من ستة عقود خطيبا وواعظا بجامع القرويين وبالعديد من مساجد مدينة فاس ومدن أخرى؛ حاضر في العديد من دول العالم؛ حصل على وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة عام 1993؛ واشتغل في سلك التعليم منذ حصول المغرب على الاستقلال.
عمل أستاذا جامعيا لمادتي التفسير وعلوم الحديث ومواد شرعية أخرى بكلية الشريعة بفاس لمدة عقود؛ وتخرج على يديه العديد من العلماء والباحثين والمفكرين في مجال الفقه والحديث والتفسير؛ كما أطر المآت من البحوث الجامعية وأطاريح الدكتوراه.
حصل على الدبلوم من المدرسة العليا للأساتذة عام 1960، وعلى الإجازة من كلية الشريعة بفاس عام 1969؛ تخرج من دار الحديث الحسنية بالرباط عام 1976؛ وهو حاصل على دبلوم الدراسات العليا من دار الحديث الحسنية عام 1978؛ وعلى دكتوراه الدولة في الشريعة الإسلامية من دار الحديث الحسنية عام 1997؛ وهو أستاذ التعليم العالي بكلية الشريعة، جامعة القرويين منذ عام 1979.
صدرت له العديد من البحوث والدراسات الإسلامية بالمجلات المغربية وشارك في عدة ندوات وملتقيات علمية جهويا ووطنيا؛ ومن مؤلفاته العلمية المطبوعة: كتاب “الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة” للشوشاوي، دراسة وتحقيق، طبع وزارة الأوقاف بالرباط 1989؛ كتاب “عدة المريد الصادق” للشيخ أحمد زروق، دراسة وتحقيق، طبع وزارة الأوقاف 1998، الطبعة الثانية 2010؛ “محاضرات في تفسير القرآن الكريم مختارة من آيات الأحكام”، 2003.
والمرحوم هو والد الدكتور عبدالحق عزوزي، عضو مؤسس، عضو مجلس إدارة الجامعة الأورومتوسطية بفاس، الدكتور حسن عزوزي، رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة فاس بولمان، الأستاذ فؤاد عزوزي، قاض بالمحكمة الإدارية بفاس، الأستاذ محمد عزوزي، قاض بالمحكمة التجارية بفاس.
وصلي عليه الظهر في مسجد الإمام مالك، مسجد التاجموعتى، وووري التراب في مقبرة أبو بكر ابن العربي.
تغمد الله الفقيد برحمته وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.