وفاة نور الدين دكير أحد مؤسسي الحركة الإسلامية المغربية وأحد مؤطِّري بنكيران الأوائل..
هوية بريس- محمد المكودي
انتقل إلى جوار ربه، نور الدين دكير، أحد مؤسسي الحركة الإسلامية المغربية، يوم الأحد 15 نونبر 2020. وقد عُرف الفقيد بسمته الحسن، وتفانيه الدعوي في بدايات تأسيس الحركة الإسلامية بالمغرب.
ونعاه د. عبد السلام بلاجي، أحد أبناء الرعيل الأول للحركة الإسلامية المغربية، على حائط صفحته فيسبوك، بالقول:
“وفاة أحد مؤسسي الحركة الإسلامية بالمغرب:
تلقيت اليوم الاثنين خبر وفاة أحد مؤسسي الحركة الإسلامية بالمغرب أخينا الفقيد السي نور الدين دكير. وقد توفي الفقيد أمس الأحد 29 ربيع الأول 1442 موافق 15 نوفمبر 2020. رحم الله الفقيد العزيز بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته. وألهمنا وجميع أهله وذويه ومحبيه جميل الصبر والاحتساب. وأخلف الله الأمة الإسلامية في فقدانه خيرا.
وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
وقد “كان نور الدين دكير رحمه الله تعالى زميلا لبلاجي في الدراسة بالثانوي ورفيقا له في إحدى جلسات الحركة في بداية السبعينيات”.
وفي اتصال لموقع “هوية بريس” بعبد اللطيف السدراتي، أحد مقربي الفقيد، وأحد أبناء الجيل الأول للحركة الإسلامية المغربية، أمدنا بالكثير من المعطيات المتعلقة بحياته.
فالمرحوم نور الدين دكير، حسب ما صرح به عبد اللطيف السدراتي، هو من مواليد 1953، بالدار البيضاء، وفيها نشأ وتربى يتيما. قضى طفولته وشبابه متدينا، يرتاد المساجد، ويجالس العلماء (منهم: شيخ يدعى محمد السرغيني. وهو، وفق ما أخبرنا به د. عبد السلام بلاجي، “أحد علماء المغرب في فترة ستينيات وسبعينيات القرن العشرين وأحد أشهر خطباء الجمعة في ذلك الوقت بمسجد قيسارية الحفاري. وكان بلاجي يتردد عليه أحيانا في المسجد وزاره في بيته رحم الله الجميع”).
بقي المرحوم دكير على هذا الحال إلى أن التحق بجماعة التبليغ، ثم بحركة الشبيبة الإسلامية، التي حضر أول مجالسها التربوية بالدار البيضاء (1972)، رفقة عبد الكريم مطيع ومحمد زحل وإبراهيم كمال وعلال العمراني.
فكان رائدا في تأسيس الحركة الإسلامية، في البيضاء، وفق ما يحكي السدراتي. وكانت له في ذلك أعمال: تأطير جلسات مختلف الأحياء، القدرة الاستقطابية لما له من سمت وأخلاق.
انتقل، بعد ذلك، للرباط وسلا، فأسس بهما العمل الإسلامي، رفقة بعض إخوانه (1974). وقد كان ذ. عبد الإله بنكيران من أفراد جلسته التربوية.
وكان كثير الزيارات للخميسات ومكناس، بغرض التأطير والإشراف على جلساتهما، حسب ذات المصدر.
وبعد “فتنة 1977″، كما تسمى في أدبيات الحركة الإسلامية المغربية، كان نور الدين دكير أحد أفراد القيادة السداسية التي كانت تشرف على العمل الإسلامي بالمغرب، تحت أمر عبد الكريم مطيع، قبل الخلاف معه.
وبعد تلك الأحداث، فضل دكير التواري عن الأنظار والرجوع إلى الوراء، ما عدا ما كان له من خطب جمعة في فترة قصيرة من عمره، وما عدا مشاركته في “ذاكرة الحركة الإسلامية المغربية” لبلال التليدي.
واشتغل الفقيد موظفا بالإدارة العمومية، إلى أن أحيل على التقاعد.
فرحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.