وفاة 10 آلاف طائر بسبب مجاعة تضرب جنوب غرب أمريكا
هوية بريس – متابعات
كشف تقرير نشرت صحيفة The Guardian البريطانية أمس السبت 26 ديسمبر 2020 نقلاً عن علماء أمريكيين إن الآلاف من الطيور المغردة في جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية نفقت بسبب الجوع الممتد، والذي تفاقَمَ بسبب الطقس البارد غير المعتاد المرتبط على الأرجح بأزمة التغيُّر المناخي.
التقرير أشار إلى أن الطيور التي نفقت تضمنت عصافير الملك والسنونو والطيور الهوازج الصفراء، ومع تراكم الجثث في ولايات نيو مكسيكو وكولورادو وتكساس وأريزونا ونبراسكا توصل علماء التشريح في مركز صحة الحياة البرية الوطني، التابع لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، إلى أن 80% من العيِّنات أظهرت علاماتٍ تدل بشكلٍ نموذجي على الجوع.
حيث تسبب الجوع في تقليص العضلات التي تتحكَّم في حركة أجنحة الطيور بشدة، فيما أشار التقرير إلى أن التشريح كشف وجود ماء في أمعاء الطيور وقد أُصيبت بفشلٍ كلوي، بالإضافة إلى فقدان دهون الجسم بشكلٍ عام.
أما نسبة الـ20% المتبقية من الطيور، فكشف التقرير أنها لم تكن في حالةٍ جيِّدةٍ بما يكفي لإجراء الاختبارات المناسبة. في حين أبلغ مواطنون عما يقرب من 10 آلاف طائر نافق إلى قاعدة بيانات وفيات الحياة البرية، في المقابل تشير تقديراتٌ سابقة إلى أن مئات الآلاف قد نفقت.
من جانبه قال جوناثان سليمان، مدير مركز صحة الحياة البرية الوطني في ماديسون، بولاية ويسكونسن، الذي تلقَّى 170 جثة من الطيور ثم قام بتشريح 40 منها إن السبب المباشر لنفوق هذه الطيور هو الهزال الشديد نتيجة الجوع.
حيث أضاف جوناثان سليمان أنه من الصعب التحقُّق من السبب المباشر، لكن نظراً للارتباط الوثيق بين حالة الطقس ونفوق هذه الطيور، فإن ما طرأ على الطقس قد أجبر هذه الطيور على الهجرة قبل أن تكون جاهزةً لها، أو ربما أثَّرَ على وصولها إلى مصادر الغذاء خلال هجرتها، على حد قوله.
التقرير أشار إلى أن أولى الحالات التي تم الإبلاغ عنها لوفيات الطيور كانت في يوم 20 أغسطس/آب 2020 في ولاية نيو مكسيكو، وذلك مع ظهور رواياتٍ عن الطيور التي ظهرت في حالةٍ من الخمول وتجمُّعها في مجموعاتٍ قبل أن تموت.
في المقابل أشار التقرير إلى أن معظم الوفيات حدثت في حوالي 9 و10 سبتمبر/أيلول خلال نوبةٍ من الطقس البارد الذي ربما أدَّى إلى ندرة الطعام بشكلٍ خاص. كذلك في حالة الضعف تلك بدت الطيور وكأنها مشوَّشة، وحلَّقَت فوق المباني والسيارات، وبعضها كان يموت عند الاصطدام، والبعض الآخر ينزل على الأرض ثم يموت من برودة الطقس، أو تأكله الحيوانات المفترسة.
في حين قالت مارثا ديزموند، الأستاذة بقسم علم الأحياء بجامعة ولاية نيو مكسيكو، التي جمعت الجثث، إن الوضع يشير إلى حدوث ما يوصف بأنه مجاعة طويلة المدى في أمريكا، حيث أصابهم الهزال إلى درجة أن الضعف في الواقع هيمَنَ على عضلات طيرانهم الرئيسية، على حد قولها.
وفق “عربي بوست” فقد أشار التقرير إلى أن الطيور بدأت هجرتها وهي تعاني حالةً سيئة، والتي يمكن أن تكون مرتبطةً بـ”الجفاف الهائل” في جنوبي غرب البلاد. فيما أضافت مارثا ديزموند أنه في نيو مكسيكو، شهدت المدينة عاماً جافاً للغاية، ومن المُتوقَّع أن يكون هناك المزيد من تلك السنوات الجافة، مشيرة إلى احتمالية حدوث المزيد من ذلك في المستقبل.
مشيرة إلى أن ما يحدث أمر محزن للغاية، خاصةً مع استمرار هذه المجامعة في المقابل لم يستطع جوناثان سليمان تحديد ما إذا كان الأمر مرتبطاً بشكلٍ مباشرٍ بتغيُّر المناخ، لكنه أقرَّ أن التغيُّر المناخي ينذر باحتماليةٍ أكبر لوقوع ظواهر طقس شديدة.
فيما وصفت ديزموند رؤية العديد من الحيوانات والأنواع تنفق بأنها مأساةٌ كبيرة في البلاد، حيث إن هذه الطيور كانت من آكلات الحشرات والتوت، حيث كانت تهاجر من مناطق التندرا الطبيعية في ألاسكا وكندا إلى الشتاء في أمريكا الوسطى والجنوبية.