وفجأة.. اندلعت الحرب على الجزيرة
هوية بريس – عبد المجيد آيت عبو
لم أفهم سبب هذه الحملة على الجزيرة في هذا السياق تحديدا.. هل كانت الجزيرة منتقبة ثم صارت الآن سافرة سافلة.. هل كانت على الجادة فانحرفت.. هل كانت من قبل سنية فتحزبت وشوشت على الناس دينهم؟ لماذا ننساق وراء البرمجة؟ الجزيرة حالها معروف: هي قناة إخبارية شأنها شأن سائر القنوات الإخبارية.. فيها ما يُعرف وما يُنكر.. إنْ أهَمَّك الإسلام وأمر المسلمين أيها الغيور على الحرمات فقدم للناس رؤية شرعية للتعامل مع الأحداث بمصفاة مغربلة ممحصة يستنير بها المتابع للأحداث من منبر الجزيرة وغيرها من المنابر مهما اختلفت أسماؤها وشعاراتها وتوجهاتها..
ليست الحاجة ماسة في نظري إلى إثارة هذه الزوبعة التي لا تدرى منطلقاتها حول قناة الجزيرة.. فهي قناة إخبارية متخصصة.. حكمها حكم كثير من قنوات المتخصصة في الأخبار.. هي ليست منبرا دينيا ولا مركزا علميا شرعيا دعويا.. هي قناة فيها ما هب ودب.. فيها الغث والسمين والحق والباطل والصدق والكذب.. وليس مستغربا أن يطغى فيها التلبيس والبعد عن الحقيقة في قضية من القضايا تبعا لرؤيتها وخلفيتها وموقفها من تلك القضية.. والسواد الأعظم من قنوات الإعلام لا تسلم من هذا.. ليست الجزيرة ولا غيرها من يلام، وإنما الملام من يرفع رأسا بكل ما تقوله دون تمحيص ولا غربلة بميزان الشرع.. وليس المتابع للأخبار بحاجة إلى أن يستفتي عن الحكم الشرعي في الجزيرة وغيرها من منابر الإعلام خصوصا في زمن صارت فيه منابر الإعلام مرتع الشائعات.
الجدير بالمناقشة.. هو كيف الاهتداء إلى منهج سليم في التعامل مع الماجريات الإعلامية المتصلة بالشؤون السياسية وغيرها في زمن كثر فيه الكذب والتلبيش والإشاعة في المنابر الإعلامية التلفزية والإلكترونية..؟ ما السبيل تحكيم معيار يكون مصفاة تغربل ما نتلقفه من الأخبار يوما بعد يوم..؟ هذا الذي ينبغي في نظري أن يناقش وتعطاه الأهمية.. الجزيرة ليس في نهاية الأمر إلا بوقا يردد في الغالب ما تحيكه وكالات الأنباء الغربية.. فإن طمست الجزيرة من الساحة حلت محلها مائة جزيرة.. فلتختلف مصادر الأخبار ولتتنوع ما شاءت.. لكن معيار تلقف الأخبار ومعالجتها وربط سابقها بلاحقها وعرض ذلك على سنن التاريخ ورؤيتها بمرآة الشرع.. ينبغي أن يبقى ثابتا لا يتغير.
الجزيرة لها من المصداقية وحرية الرأي ما لا يوجد ولا ربعه عند قنواتهم المطبلة لغثائهم، فأكيد سيحاربونها.
ما من قضية تعطيها الجزيرة أهمية إلا وكان لها صدى وتأثير كبير على الجمهور العربي وغيره.
حاصروا قطر فحاصرتهم الجزيرة وحدها فأصبحوا منبوذين لدى الجماهير العربية.
الجزيرة قناة فتنة و شر حذر اهل العلم منها قبل أكثر من عشرة سنوات و هي ليست بتلك المصداقية و المهنية التي يروج المنبهرون بها أو بالاحرى ضحاياها، فهي تقدم السم في العسل و تستفز عواطف الشعوب و العوام و هي العصا الناعمة في يد نظام قطر و تنظيم الحمدين فمن كان خصما للدوحة كانت أضواؤها مسلطة عليه في ذكر مشاكله و عيوبه و كذلك كان المغرب قبل أن تتحسن علاقاته بقطر،
و فيها يرتع الإخونجية أعداء الدعوة السلفية الحقة لذلك لا تجد اخونجيا إلا و يدافع عنها و خبرها في حكم اليقين المتواتر عندهم.