وفد الواحات إلى السلطان (المولى عبد العزيز)

22 مايو 2024 19:39

هوية بريس – ذ.إدريس كرم

ملخص النص:

يستعرض النص الجهود المبذولة، من قبل مغاربة الواحات الشرقية في مواجهة الغزو الفرنسي لواحاتهم في اتوات، وتيدكلت، وكورارة، والتضحيات التي بذلوها من أجل تحقيق ذلك.

كلمات دالة:

إيحامد، سفيان، بودة، القايد محمد بن عمر المراكشي، سالم بن الكراوي، ابا بلا بن العربي، امبارك البلبالي، مولاي الحسن.

النص:

*** بعد أن عقد اجتماع على أعلى مستوى بين إيحامد وسفيان في مكان ما غير معروف لدينا، تقرر أن يرسل إلى السلطان وفدا مشتركا مكونا من ستة أعضاء، بمن فيهم العابد باعمور، بيد أن هذا الوفد المشترك لم يتمكن من السفر بشكل منسق.

في اليوم التالي لاحتلال لفرنسيس عين غار، مولاي حسن رئس شرفاء ركان، الذي قتل ابنه، وأربعة من أبناء عمومته، من قبل العدو، أخذ الطريق نحو المشور الشريف، برفقة ابن عمّه، سيدي الشيخ والعابد، كممثلين لإيحامد.

لكن عندما وصلوا إلى بودة، تعرضوا لهجوم عصابة لصوص من البربر، فجردوهم من كل ما كانوا يحملونه إلى أمير المومنين، ثم فروا بغنائمهم إلى تافيلالت.

أما وفد سفيان فلم ينطلق إلا في الأيام الأولى من شهر أبريل، حيث واجه بعض الصعوبة في جمع الهدية التي سيحملها للعاهل، كما يشهد به الفصل التالي:

يشهد حامله الموقع أدناه، في مقر ولاية سيدنا نصره الله القايد السي محمد بن عمور المراكشي حفظه الله ونصره، والقايد محمد عبد القادر بن الحاج بلقاسم من بودة، ومحمد العربي، وجماعة تيميمون، منهم الحاج عبد الرحمان بن عبد العزيز، وآخرون.

وقد اتفقوا مع بعضهم البعض على تقديم دعم قدره ألف وأربعمائة مثقال (3500فرنك) يوجه لسيدنا نصره الله، أسهمت فيه سفيان بأجمعها، مضاف له مبلغ سبعمائة وخمسين مثقالا، من جماعة تيميمون، وألفان من قبل السفيانيين بأفال، منطقة القايد محمد عبد القادر المذكور أعلاه.

تم هذا تحت إشراف الموظف الملقب (الباشا) الشيخ سالم بن الكراوي، وبَّا بِلال بن العربي من بودا، في عقد مؤرخ بأواخر أيام ذي القعدة 1317 الموافق (21-31 مارس 1900).

توقيع امبارك بن محمد البلبالي.

في هذا النص كان هناك خطأ في الأرقام بالطبع وتضخيم فيها، بيد أنه تم تصحيحها بسبب تأخر السفيانيين، الذين لم ينطلقوا إلا في وقت لاحق، بقيادة القايد محمد بن عبد القادر من بودا، نحو الملك، وسنرى لاحقا ما وقع في هذه الرحلة، وكذلك قصة إيحامد، كما سنتابع مسار الأحداث التي ستدور في الواحات. (ص:346-347).

*** عودة الوفود المبتعثة إلى السلطان

كما رأينا بالرغم من الوفود المشتركة المقررة بالاتفاق المشترك بين إيحامد وسفيان، فقد انقسمت “الجماعة المكونة من ستة أعضاء بما فيهم العابد” وانطلق وفد إيحامد بقيادة مولاي الحسن أولا، ولما وصل بودة، اعترضت طريقه جماعة من لصوص البربر فنهبته، واستولت على ما كان يحمله من هدايا للأمير.

لكن مولاي الحسن ورفاقه واصلوا طريقهم إلى أن وصلوا تافيلالت، وهم عازمون على تحقيق العدالة لأنفسهم، إما عن طريق الوالي الشريفي، أو عن طريق أعيان القبايل، التي ينتمي إليها مهاجموهم، واستعادة ما سلب منهم.

لكن سير الأمور سارت متلكأة، بالرغم من مكانة المشتكين الذين بقوا هناك، مصرين على إنصافهم، حتى بعد مغادرة ممثلي سفيان الواحات، في أبريل 1900 بقيادة القايد محمد عبد القادر من بودا، إلى أن وصلوا مراكش، حيث يتواجد أمير المومنين، لكنهم لم يحصلوا منه على شيء، فعادوا لتافلالت.

عاد مولاي الحسن ومن معه إلى توات، دون أن يحصلوا على تعويض أو مكافأة، لكنهم حملوا أخبارا من مولاي رشيد نفسه، مفادها أن السلطان سحرته امرأة، أرسلت من فرنسا مشحونة في صندوق…

قايد بودا عرف كيف يحصل على نتيجة ملموسة، بمساعدة من قبل قاضي اولاد اسعيد، ومرابط تاسفاوت بكورارة، اسمه الحاج احمد، حيث جمع قوة قوامها 400 رجل من برابر بني امحمد، مشاة وفرسانا، واعدين إياه، بالسير معه للواحات لطرد لفرنسيس منها.

كانت خطته الأولى هي إحضار هؤلاء البربر لبودا، وتركهم يعيشون في اتوات، ثم يدفع بهم تباعا إلى تيدكلت وكورارة لتطهيرها من الرومي.

لكن عندما اقترب من بودا، أبلغه مستطلعوه بمعلومات استخبارية، عن وجود كولون مسيحي كبير في تيمي، وهذا بحد ذاته لم يخل من تطورات، لأنه حسب الاستطلاعات الفرنسية، في 17 يبراير على بن درعاو، عندما ذهبت لاعتراض البعثة، كانت قد انحرفت مسبقا منذ 3 أو 4 أيام نحو الشمال الشرقي.

كان مرشدهم وموجههم الفعال، قد قرر محاولة توجيه ضربة إلى تيميمون، دون أن يعرف أنها كانت محروسة بحامية قوامها 300 رجل.

فذهبوا عبر تاسفاوت، يصحبهم مرابط، متنقلين بالليل نحو زاوية بلقاسم، حيث سيستأنفون السير منها في الليلة القادمة. (358-357).

*** سيمو يقدم أخبارا عن لفرنسيس في تدكلت وإكلي.

من الباشا السي محمد بن عمور المراكشي وجماعته إلى خديم مولانا القايد محمد بن الشيخ إلى الهادي محمد بن عبد المولى وجماعته كافة (تيبرغامين الخ).

وبعد: تعلم ما حل بعين صلاح هنا، الحاج يوسف بن الحاج محمد، أخبرنا بأن النصارى قاتلهم الله، عادوا من بلاد عين غار وكصر أولف، وأنهم مجتمعون في عين صلاح بكل قواتهم.

يجب ألا يبينوا، إنهم ينتظرون فقط الرسائل التي يجب أن تصلهم من حكومتهم، لا يزال معهم جميع أسرى الحرب، بما فيهم القايد إدريس.

لقد أرسلنا مبعوثا سريا ليحمل رسائل لفكيك، لكن التقى بالنصارى بين إيكلي وبلاد بني كومي، حيث يتوفرون هناك على عدد كبير من الكولون، ليبنوا مراكز للمراقبة، فقبضوا عليه، ومنعون من التوجه لفكيك، ثم شرعوا في البناء.

توصلنا من سيدنا نصره الله، برسالة تفرح المسلمين سنحولها لكم، إعط حاملها أربع مثقال.

جاء أسفل طابع الباشا؛ بلغنا أيضا أنه في 5 أبريل، استقر كولون بيرتراند في إيكلي، وفي 21 أبريل تم إرسال السجناء الذين تم أسرهم في أنكار تحت حراسة من عين صلاح إلى لقليعة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنظر:…quat.siec.d,his.mar، (ص:347-348).

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M