كما سبق ونشرت “هوية بريس” خبر إعلان تنسيقية ساكنة حي الرحمة، عزمها تنظيم وقفة تحسيسية بحي الرحمة اليوم الأحد 24 يوليوز2016، تنديدا بالتردي الأمني، وطغيان وتزايد حالات الكريساجات والاعتداءات المتكررة بالأسلحة البيضاء، من طرف ذوي السوابق من المجرمين.
فقد كانت ساكنة حي الرحمة في الموعد هذا اليوم، ووفق وعدها، ونزلت الأفواج الغفيرة انخراطا في حملة “زيرو كريساج”، وتلبية لنداء التحسيس بهذه الظاهرة الخطيرة والمتزايدة التي تهدد أمن المواطنين وتجارتهم وسلامتهم الجسدية.
وقد عاينت “هوية بريس” الحضور اللافت للساكنة رجالا ونساء شيبا وشبابا وأطفالا، بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم، يجمعهم شيء واحد حيهم الذي يقطنون به، ورغبتهم في الأمن كحق طبيعي، يجب على الدولة أن تكفله وتحققه.
ومن الشعارات التي رفعتها الساكنة كما سجلت ذلك “هوية بريس”:
– مدينة سلا يا جوهرة خرجو عليك الشفارة.
– واك واك على فضيحة القرقوبي عطا الريحة.
– علاش جينا واحتجينا والإجرام طغا علينا.
– الشعب يريد إسقاط الكريساج.
وكانت إحدى الصفحات نشرت بيانا غريبا، تعلن فيه التراجع عن تنظيم الوقفة، وتحيي الأمن الذي استجاب لحملة “زيرو كريساج”، وتدعي أن جهات متطرفة هي من وراء وقفة حي الرحمة، وتحذر من المشاركة فيها.
مواقع معلومة ومشبوهة أيضا، روجت لبيان الحملة المضادة، كما أسماه منظمو الوقفة، وردوا ببيان على الورق، وبوقفة ناجحة على الأرض.
الغريب في بيان صفحة “زيرو كريساج” والمواقع التي روجت له، أنهم ظهروا كأنهم مجموعة مجرمين و”شمكارة”، غاضبين من الوقفة التي تستهدفهم، قلقين على مستقبل مشاريعهم، إذ لا يغضب من تضامن المواطنين وزيادة وعيهم بالأمن، وردود فعلهم الراقية والحضارية، إلا مجرم يقتات على الإجرام.
لكن إشارة صفحة “زيرو كريساج”، لقضية أن متطرفين وراء وقفة حي الرحمة، يجعل الأمر أكبر من أن تحركه مجرد حفنة “شمكارة” و”بزناسة” و”لصوص” و”عاهرات”. أكبر أو ربما أقل وأغبى، لأن وصف سكان حي بأكمله بالمتطرفين لمجرد أنهم عبروا عن رفض الإجرام والمجرمين، هذا لا يصدر إلا من أحمق، وإن قصد أن التنظيم والتأطير، تم من جهات متطرفة، فهذا أفدح، فقد أرسل رسائل للرأي العام، أن للمتطرفين أهدافا نبيلة وجماهير غفيرة وقدرة على التأطير والتنظيم كبيرة.
بقي أن نشير إلى أن ساكنة حي الرحمة ردت عن طريق القائمين على تنسيقيتها، على رفضها أن تتحدث صفحة مجهولة باسمها، وأن تتقمص هذه الصفحة دور المحرك والوصية على مبادرة “زيرو كريساج”، لأنها مبادرة وطنية يشارك فيها عشرات الأشخاص والصفحات، وهي حملة ليست ملكا لأحد، كل يدلي فيها بدلوه لصالح أمن البلاد والمواطنين، وهي موجهة ضد المجرمين والشمكارة وذوي السوابق فقط، لكي ينبذهم المجتمع ويحاصرهم، ولكي ينتبه المسؤولون لخطورة هذه الظاهرة ويتفاعلوا معها بما تستحقه.