وقف التعليم الإسلامي في بليموث ببريطانيا يدعو المسلمين للوحدة والحذر
هوية بريس – وكالات
دعا وقف التعليم الإسلامي في بليموث “PIETY”، جنوبي بريطانيا، المسلمين في البلاد إلى “الوحدة والحذر”، وعدم اللجوء للعنف في الرد على أحداث شغب اليمين المتطرف.
وأجرت الأناضول لقاءات مع عدد من المسؤولين في مدينة بليموث التي شهدت أحداث شغب لليمين المتطرف مساء الإثنين.
وأشارت نائبة رئيس مجلس بلدية بليموث، جيميما لاينغ، إلى حالة الخوف والحزن والقلق التي سببتها الأحداث لدى سكان المدينة.
وأوضحت أن المشاركين في أحداث الشغب والذين اشتبكوا مع قوات الشرطة، هم أشخاص جاؤوا من خارج المدينة بهدف إحداث أعمال الشغب والاستفزاز.
وأكدت على أن بليموث “مدينة تفتح ذراعيها للجميع”، وأن “أولئك الذين يأتون إلى المدينة من الخارج ويحاولون التحريض على العنف والعنصرية لن يتم الترحيب بهم هنا، إنها بالتأكيد لا تمثل الطريقة التي ترى بها بليموث نفسها وتعاملها مع سكانها”.
بدوره، قال مسؤول المجتمعات المحلية بمجلس المدينة، كريس بينبيرثي، إنه “من المروع” أن يتجول المتطرفون اليمينيون وهم يرتدون أقنعة ويحملون العصي في جميع أنحاء المدينة.
وأكد أن هذه التصرفات “ليست مقبولة وغير طبيعية” بالنسبة لبليموث، مضيفا أنه من الصعب حماية كل دور العبادة، “ولكن الحماية يمكن أن تتم من خلال تحسين التفاهم في المجتمع”.
من جانبه، أوضح مدير وقف التعليم الإسلامي في بليموث، محمد أبو مغنزي، أنهم اتخذوا بعض الاحتياطات بعد أنباء عن نية اليمينيين المتطرفين بالتجمع والاحتجاج أمام الوقف.
وأضاف أن الشرطة اتخذت الاحتياطات اللازمة حول الوقف، فضلا عن حوالي 80 عضو بالجماعة (الإسلامية) حضروا إلى المسجد.
ولفت أن أحداث الشغب التي شهدتها المدينة لم تصل إلى المسجد، وأن ثمة مواطنين غير مسلمين جاؤوا أيضا لحماية المسجد.
ودعا أبو مغنزي المسلمين في بريطانيا “لعدم تغيير أنماط حياتهم بسبب المتطرفين، وعدم الخوف منهم، فما يريدونه هو إخافتنا، يجب أن نواصل القيام بكل شيء كما اعتدنا لكن بحذر”.
وأضاف: “يجب ألا نخشى من تصرفاتنا، فنحن لا نقوم بشيء خاطئ”، داعيا المسلمين إلى “أخذ العادات الجيدة من البريطانيين والتأقلم معهم والابتعاد عما ينهى عنه الدين الإسلامي من عادات مثل شرب الخمر”.
بدوره، قال عضو مجلس إدارة الوقف وإمام المسجد هشام جيراغا، إنهم اتصلوا بالشرطة عندما سمعوا عن احتجاج اليمين المتطرف لتفادي المواجهة المباشرة معهم والحيلولة دون انتشار الفوضى في المسجد، ولهذا السبب تركوا الأمر للشرطة.
وأضاف أنه نتيجة لإجراءات الشرطة في وسط المدينة، لم يأت المتطرفون اليمينيون إلى المسجد.
ودعا المجتمع المسلم إلى “الوحدة والحذر”، وعدم التورط في أعمال العنف “لأن هذا ما يريدونه (المتطرفون اليمينيون)، حيث يريدون خلق صورة سيئة في وسائل الإعلام من خلال دفع المسلمين إلى العنف”.
والإثنين، أوقفت السلطات البريطانية 378 شخصا على خلفية أحداث الشغب والعنف.
ويوم 2 أغسطس الحالي امتدت أعمال العنف إلى مدينة سندرلاند شرقي البلاد، حيث حاصر يمينيون متطرفون مسجد النور في المدينة قبل اشتباكهم مع عناصر الشرطة، وإحراقهم مخفرًا للشرطة ومحاولتهم إضرام نيران في مؤسسات حكومية ما أدى إلى إصابة 3 عناصر شرطة.
كما شهدت مدن هرتبول وليفربول وغلاسكو ودوفر بنفس اليوم تجمعات مماثلة لليمينيين المتطرفين في ساحات المدن وأمام المساجد.
وفي 3 أغسطس، خرج المتطرفون اليمينيون إلى الشوارع في حوالي 20 مدينة بريطانية، بما في ذلك بريستول وهال وبلاكبول وستوك أون ترينت وبلاكبيرن، وفي 4 مواقع مختلفة في عاصمة أيرلندا الشمالية بلفاست، وهاجموا أماكن عمل لمهاجرين ومساجد وسيارات شرطة وعناصر حفظ النظام.
وفي 4 أغسطس، شهدت مدن وايمواوث وميدلزبره وروثرهام تجمعات ليمينيين متطرفين استهدفوا خلالها المسلمين والمهاجرين في المدن الثلاثة.
وفي أعقاب حادثة قُتل فيها 3 أطفال وأصيب 10 آخرون بينهم 8 أطفال، نشرت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي اليمينية المتطرفة والمواقع الإخبارية أن المشتبه فيه لاجئ مسلم جاء إلى البلاد العام الماضي.
ورغم إعلان الشرطة أن المشتبه فيه شاب رواندي عمره 17 عاما ولد في عاصمة ويلز كارديف، فإن جماعات يمينية متطرفة نظّمت مظاهرات في ساوثبورت ضد المسلمين والمهاجرين.