وليخرجن تَفِلات.. إحدى المركزيات في فهم الحجاب..

17 أغسطس 2024 19:47
ماليزيا.. نساء يحتفلن بيوم الحجاب العالمي

هوية بريس – تسنيم راجح

كنت أسمع إحدى “المؤثرات” على وسائل التواصل تعلّم الفتيات كيف تجد إحداهن لون الحجاب وقياسه الذي “يليق” عليها أكثر، فتضع ألوان حجاب مختلفة بجانب وجهها وتتحدث عن كيف يبرز كل لون جمال عينيها ويكمّل لون بشرتها، ثم كيف تلتفّ القياسات المختلفة على الرقبة لتعطيها طولاً أو نحولاً.. وتستطرد في مقاطع أخرى للحديث عن تنسيق الاكسسوارات مع الحجاب ومن ثم الفساتين والحقائب وهلمّ جراً..

وأنا أسمعها كانت تتكرر في خاطري عبارة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي جعلها ضابطاً لحروج النساء للمسجد، الذي هو مكان العبادة وأبعد مكانٍ ربما عن الفتنة والبحث عنها، إذ قال صلى الله عليه وسلم: “لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تفِلات”..

العبارة التي تجد في شرح الحديث أنها تعني غير متطيباتٍ ولا متزيّنات، و إن بحثت في المعاجم عن مكلمة تَفِل وحدها تشير لمن ترك الطيب فتغيّرت رائحته..

كأنها نهاية ترك الزينة والتجمل والتعطر، كأنها عكس كلّ ما يتمّ تسويقه في حجاب “التريندات” والموضات اليوم! هذا الحجاب الذي بات زينة بدل أن يسترها، وبات في ذاته تبرّجاً وجذباً وشهرة بدل {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} و{ولا تبرّجن تبرج الجاهلية الأولى}!

هذا عدا عن فكرة ظهور فتاة شابّةٍ تلفّ الحجاب على الكاميرا أمام الملايين وتعرض ملابسها وتتحدّث عن مفاتنها وتعاملها معها وعن تجميل نفسها وانتقاء ملابسها وغير ذلك من تفاصيلها الخاصة التي بالكاد كانت الفتاة الحييّة تتكلّم عنها بين صديقاتها!

فاحذري اعتياد هذه المشاهد المتكررة، امنعي نفسك مشاهدتها واحذري الاندماج مع أهلها وإن كثروا وانتشروا..

الأصل في الحجاب أنه ساتر، بعيد عن الزينة وعن التميّز والتجمّل ما أمكن، وكلّما كان أبسط وأبعد عن لفت الأنظار (في المجتمع المسلم عموماً) كلما كان أقرب لمراد الله ونهج الصحابيات بإذن الله..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M