ويتجدد موضوع الحجاب.. أين الجمعيات الحقوقية والنسائية؟!
هوية بريس- متابعة
لا تبني “هوية بريس” على قول طرف واحد في عملها الصحفي، بل تتحرى كل الأطراف، ما أمكن، حتى تنقل الخبر بأمانة.
هذا ما فعلته في قضية توقيف التلميذة حنان الروفي عن الدراسة بثانوية “قاسم أمين” سهب الورد، بفاس.
كل ما فعلته “هوية بريس” أنها نقلت أقوال حنان الروفي وأقوال والدها في الواقعة، في انتظار ما سيدلي به مدير المؤسسة المذكورة، وما ستسفر عنه الأبحاث والتحقيقات في القضية.
وحسبُ هذه الجريدة أنها كانت سباقة إلى تغطية حدث توقيف التلميذة حنان الروفي وتسليط الضوء على حيثياته، هي وغيرها من المواقع الإلكترونية المحلية، الأمر الذي دفع المسؤولين إلى التحرك على الفور.
وكان أول القرارات إيفاد لجنة خاصة من المديرية الإقليمية المعنية إلى منزل التلميذة حنان للاستماع إليها، مساء أمس الثلاثاء.
ثم قامت لجنة من ذات المديرية، اليوم الأربعاء، بإلغاء قرار التوقيف في حق التلميذة حنان لتستأنف دراستها وتلتحق بزملائها في حجرة الدرس.
كلها وقائع لا بد لها من استنطاق دون اتهام أحد.
واقعة، قال فيها والد التلميذة إن “ابنته طُلِب منها نزع حجابها”. واقعة من هذا الحجم لم تحرّك إلا قلة قليلة من المنابر، أغلبها محلية.
لم يكن مطلوبا من ذوي الاختصاص، الإعلامي والحقوقي، استنكار “فعل” لا زال في حيز “ادعاء والد التلميذة”، لكن:
ألم يكن من واجب المدافعين عن حقوق الإنسان المطالبة بفتح تحقيق في الواقعة؟!
ألم يكن من واجب المدافعات عن النساء التحري في أقوال تلميذة تدعي تعرضها للإهانة والتدخل في حريتها الشخصية؟!
أليس للحجاب حرية يجب أن تحمى بفتح تحقيق في الواقعة، كما تحمى حقوق آخرين يلبسون ما يشاؤون وكما يشاؤون؟!
ألا تهتم جمعياتنا الحقوقية، بخطاباتها الضخمة وشعاراتها الرنانة، بتلميذة تقول إنها “أحست بإهانة أدخلتها حالة من الحزن، بعدما طُلب منها نزع حجابها للمشاركة في نشاط مدرسي”؟!
آه على الطفولة، آه على النساء، آه على الإنسان… في يد من يكيل في الحقوق بمكيالين!!
لا نتهم مدير مؤسسة “قاسم أمين” بشيء، فليس ذلك حقا لنا. حقنا أن ننقل أقوال الطرف الأول، في انتظار أقوال الطرف الثاني وما ستسفر عنه مجريات الأحداث.
وكل الأمر: استغرابنا من جمعيات حقوقية ونسائية ومنابر إعلامية ابتلعت ألسنتها، وعجزت عن المطالبة بفتح تحقيق في النازلة!!