ويحمان: التحرش بمغربيات بمكتب الاتصال الصهيوني بالرباط “فضيحة دولة” وبوريطة يجب أن يُقال
هوية بريس – عابد عبد المنعم
1- ما تعليقكم على الفضيحة الجنسية التي تفجرت في مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط؟
الفضيحة الجنسية لمكتب الاتصال الصهيوني بالرباط وصفناها في بيان للمرصد بأنها فضيحة دولة. ذلك أنها، قبل أن تكون فضيحة لما يسمى البعثة الدبلوماسية للكيان بالرباط ورئيس عصابتها بالذات، فهي فضيحة للدولة وللدبلوماسية المغربية التي اتخذت قراراً بالتطبيع مع عدو الأمة الكيان الإرهابي بتل أبيب الذي يحتل أرض المحشر والمنشر، ويدنس مقدساتنا في مسرى رسولنا الكريم ﷺ ويسعى لهدمه لبناء الهيكل المزعوم مكانه، ويعتدي على أشقائنا وشقيقاتنا المتعبدات المرابطات حد نزع ملابسهن وإبداء عوراتهن ويمارس التقتيل والاختطافات والتعذيب وكل أنواع الجرائم، كل يوم في حق الشعب الفلسطيني وفي حق المغاربة الفلسطينيين الذين هدم منازلهم على رؤوسهم في حارة المغاربة وصادر أوقافهم في القدس وعين كارم …الخ.
وإذن فكما هي القاعدة التي تقول بأن ما بني على باطل فهو باطل، فإن التطبيع هو أم الفضائح وأب الجرائم .. وما بني على الفضيحة والجريمة لا يمكن أن ينجم عنه إلا الفضائح والجرائم.
هذه هي طبيعة الأمور، والكيان الصهيوني كيان إجرامي وفضائحي بطبعه وطبيعته.. فكما أن الذئب من طبيعته أن يفترس النعاج والحملان، وأن من طبيعة الأفعى أن تفرز السم، حتى ولو أطعمتها من نقع العسل والبيض والحليب، فإن الكيان الصهيوني، -بحكم طبيعته- لا يمكن أن ينتج من أية علاقة معه إلا الجرائم والفضائح.
هذا قلناه منذ البداية وها هو يتحقق تماما كما استشرفناه خلال بل قبل التوقيع الرسمي على التطبيع.
نحن لا نرجم بالغيب ولا “نضرب خط الرمل” وإنما التحليل الملموس للواقع الملموس يُمَكِّنك من بناء التوقعات واستشراف المستقبل.
2- علقت الخارجية الصهيونية على الموضوع بقولها “نحن على علم بهذه الرسالة، وهناك سلسلة ادعاءات ظهرت وأدت إلى تحقيق الوزارة”.. هل تابعتم ذلك؟
نعم إنهم على علم بما جرى.. وأجزم أنهم على علم بكل ما يجري حتى قبل أن يقع. فكل ما جرى ويجري هو بتخطيط.
إنهم يقصدون تشويه المغرب، شعبا ودولة لأن عَيْنَهم و كلَّ تركيزهم على المغرب أرضا وثروات .. هذا كل ما يهمهم. ولكي يصلوا إليه ويتحكموا فيه أكثر، فينبغي على المغرب، شعبا ودولة وكيانا، أن يضعف أكثر فأكثر لمزيد من التحكم فيه أكثر فأكثر.
ولنتأمل ما يتم تسويقه من الرسائل في هذه الفضيحة، وأساسا:
أ – تشويه سمعة الشعب المغربي وإذلاله من خلال أكثر المواضيع حساسية في المغرب وفي المجتمع العربي والأمة الإسلامية؛ الشرف والكرامة وذلك من خلال الاستغلال الجنسي بما يفيد أن المجتمع المغربي مجرد ماخور ونساؤه رخيصات كما هو شرف المغاربة رخيص.
استباحة شرف المغاربة كشعب هو هدف استراتيجي في السياسة الصهيونية، وليس حدث عابر مرتبط بنزوات شخص “السفير رغم أنف الرباط “..
ب – هذه الصفة نفسها تدخل في نفس السياق .. فهذا الشخص، وبكل صلف، أعلن نفسه “سفيرا” من جهة واحدة مع أن وضعه “القانوني” مجرد مدير مكتب للاتصال.. بل وأقدم رئيسه، وزير خارجية الكيان، رئيس الوزراء الحالي، الإرهابي لابيد على دعوة/ بوريطة (وزير الخارجية) إلى الحضور للكيان للمشاركة في تدشين “السفارة المغربية” بذات الكيان الغاصب!
كل هذا لتكريس واقع إملاءات تل أبيب على الرباط.
ولنتذكر الإرهابي نتانياهو الذي، في نفس أسبوع جريمة التوقيع على اتفاقية التطبيع المشؤوم، كيف تعمد الإدلاء بتصريح وجعل في خلفيته خريطة المغرب مبتورة منه صحراؤه!
ولنتذكر أيضاً تصريح الإرهابي بنشباط الذي وقَّع عن الجانب الصهيوني هذه الاتفاقية العار وربط الاعتراف بالصحراء بضرورة الدخول في الحرب مع الجزائر!
ولنتذكر أكثر تصريح هذا السلݣوط (الصعلوك)، ممثل الإرهاب بالرباط، عندما صرح لمستشارته الخاصة، المدعوة سامة درشول بأنه يتعمد إهانة الدولة المغربية!!!
ج – معنى الحديث عن التوصل بهدية من الملك، الذي يرأس لجنة القدس، في ذكرى ما يسمونه “عيد استقلال إسرائيل” !!! أي ذكرى اغتصاب فلسطين!!! ضعوا هنا عدة علامات تعجب.
أو ليس هذا عمل استراتيجي خبيث يهدف، من جهة لاستغلال صفة رئيس لجنة القدس للادعاء -كما يفعلون دائما- في إعلامهم ودعاياتهم، التي يرددها المناولون (العطاشة) في أجنداتهم، ومن جهة أخرى لبهدلة الملك وتمريغ سمعته في التراب = رئيس لجنة القدس يحتفي ويكرم ويقدم الهدايا للكيان الصهيوني في عيد اغتصابها لفلسطين!!!
أية بهدلة بعد هذه؟!!!
3- لحد الساعة لم تصدر الخارجية المغربية ردة فعل، هل تتوقع إصدار بيان أو ما شابه؟
ههههه (يضحك) وزير الخارجية المغربي هو وزير مساعد لوزير الخارجية الصهيوني.. وهو أعلنها على رؤوس الأشهاد بأنه سيذهب إلى أبعد الحدود في التطبيع مع العدو الصهيوني.
يبقى فقط سؤاله: هل هناك بَعدُ حدٌّ آخر بعد استباحة أعراض المغربيات وشرف المغرب والمغاربة؟
بوريطة لم يتردد في إدانة شهيد فلسطيني قدم حياته فداء لوطنه وحرية شعبه، وعزَّى أهل القتلة الصهاينة في العملية الفدائية!! بينما جاءته “اللَّقوة” ولم نسمع له حسا ولا ركزا، عندما أشرف مَن وقعوا معه التطبيع شخصيا كالإرهابي بنشباط على تمزيق أشلاء أربع طفلات مغربيات بصاروخ لجيش الحرب الصهيوني!!!
وزارة خارجية بوريطة بعد أن دأبت على دعارة ديبلوماسية أصبحت تمارس ديبلوماسية الدعارة بالأصالة كما في فضيحة بوغوطا وبالشراكة مع فضيحة مكتب الاتصال.
أرجو أن تسمح بهذه الخاتمة لإشهادكم أنتم كذلك في هذا المنبر المحترم لأن أمر البلد حساس ودقيق ووضعه خطير يقتضي المسؤولية في القول في انتظار ما يلزم من الفعل:
لقد قلنا في المرصد المغربي لمناهضة التطبيع قبل حوالي ثلاثة أشهر إن عزلتنا، نتيجة التطبيع، ستزيد وانتظروا ضربة موجعة قادمة من تونس واتهمنا البعض، كما العادة، بالمبالغة.. وها هي المصيبة وقعت.. ورأينا ما رأينا من تونس التي كانت، شعبا و قيادة اقرب إلينا وإلى حقوقنا على الدوام.
وبمناسبة الحديث عن فضيحة الصهاينة الذين يستبيحون نساءنا ويُمرغون عِرض وشرف المغرب في الوحل، اسمح لي، من خلال منبركم، أن نقول:
لقد نبهنا الأسبوع الماضي إلى أن ضربة أكثر إيلاما من ضربة تونس قادمة من الصحراء، ومن الصحراويين الوحدويين، وأن الأمر خطيييير جدا .. ولم يمض إلا يوم واحد حتى جاءت مصيبة مسيرة آيت يوسى بجهة ݣلميم.
لقد تم التعتيم على ما يجري في الصحراء.
لقد اجتمعت الأودية الثلاث؛ وادي نون ووادي الساقية الحمراء ووادي الذهب.. أي كل الصحراء في مسيرة عند آيت يوسى.. وصرخوا!
إننا نحذر من أي تجاهل لصرخة الصحراويين ومن أي تأخر في معالجة الموضوع وبالنجاعة اللازمة قبل فوات الأوان، علما أن للتطبيع وقضية الأراضي واستفزازات عملاء الصهاينة (فاطمة كريم ومشاريع”ها” وأمثالها في الصحراء نموذجا!).. علاقة أساسية بالموضوع.
وأخشى ما نخشاه أن فضيحة مكتب الاتصال الصهيوني سيزيد من التذمر والاحتقان هناك بسبب ما سيستشعره الناس من خزي وعار.
خلاصة القول.. وبالصراحة والحرقة الوطنيين الطافحتين نقول:
إن بلدنا في مرحلة الخطر والمصلحة الوطنية تقتضي التدخل الصادم بحجم صدمة ما وقع.. وأول ما تقتضي المرحلة، لعل ذلك يسهم في استيعاب المصيبة هو إقالة بوريطة من وزارة الخارجية والشروع في تجاوز “البوريطية” المدمرة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله الذي لا يحمد على المصائب سواه.