ويحمان: مسلسل “أم هارون” في الخليج كفيلم “تنغير جيروزاليم” في المغرب.. وعلينا التأمل في هذه الأشياء لنعلم ماذا يعني إنتاج مسلسل عن “مظلومية اليهود” في قناة خليجية سيبث في رمضان
هوية بريس – حاوره: نبيل غزال
1-تعتزم قناة MBC السعودية خلال شهر رمضان بث مسلسل “أم هارون” الذي جرى تصويره في الإمارات، ويتناول تاريخ اليهود في الخليج، ما تعليقك على هذا المسلسل؟
مسلسل” أم هارون” في الخليج كفيلم ” تنغير جيروزاليم” وفيلم “في عينيك أرى وطني” في المغرب وغيرها من الأفلام والمسلسلات، هي إحدى البوابات الأساسية للاختراق “الناعم” لنسيجنا المجتمعي العربي الإسلامي لتمرير التطبيع مع الكيان الصهيوني بقصد تمرير وفرض المشاريع الاستعمارية ومخططات الشركات الاحتكارية العالمية، أو ما يعرف بالإمبريالية ببلداننا بما تسميه هذه المخططات “المنطقة الخضراء”؛ أي جغرافية الأمة الإسلامية وفي قلبها الوطن العربي.
وأدعو قراء ومشاهدي هوية بريس المجاهدة إلى العودة لـ”مؤتمر بانيرمان” وتوصياته الأربعة لاستيعاب أكبر ولفهم أوضح لما يخطط لنا وللاستحواذ على مقدراتنا وفرض الهيمنة علينا منذ عدة عقود، وهو نفس المسلسل المتواصل إلى يوم الناس هذا. وما دراما مسلسل “أم هارون” إلا حلقة من مسلسل أشمل للاستيلاء على خيراتنا والتحكم في مصيرنا من قبل شركات الاحتكار المعولمة المسيطر عليها من قبل الصهيونية العالمية.
2-هذا المسلسل سيصل إلى جل الدول العربية ومنها المغرب عبر مجمعة mbc، فهل مجتمعاتنا في حاجة لمثل هاته الأعمال؟
في حالة واحدة نعم مجتمعاتنا في حاجة لمثل هذه الأعمال، في حالة ضرورة أن يستيقظ من غفلته من لا تزال تلتبس عليه الأمور حول ما يحاك ضدنا من مؤامرات. وعليه، فإن على كل حرائر وأحرار الأمة أن ينبروا لمهمة فضح طبيعة وحقيقة وخلفيات مثل هذه الأعمال التخريبية “الناعمة” التي يتسلل منها العدو الصهيوني ومشاريع شركات الاحتكار الناهبة لثروات الأمة العربية والإسلامية الغارقة شعوبها في التخلف والجهل والتي تفترسها كل أنواع الأمراض، بينما تستنزف مقدراتها، التي من شأنها أن تبني التنمية والتقدم من طرف قوى الاستغلال والطغيان العالمي وفي مقدمتها الصهيونية ومشاريعها الخبيثة.
3-تساءل أحد المفكرين المغاربة بقوله “لماذا لا ينتج فيلم عن الفلسطينيين، وفي الوقت الذي احتفلت أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل وأمام شاشات العالم كله؟ لماذا يأتي الفيلم في هذا الوقت لتزكية الواقع؟ ما تعليقك على هذا الكلام؟
إعلان الويلات المتحدة الأمريكية القدس عاصمة للكيان الصهيوني أمام كل شاشات العالم، وكذا تزكية ترامب ضم الجولان السوري، هو إيذان لمرحلة جديدة في هذا المخطط التخريبي الأشمل الذي أعدته الإمبريالية العالمية لمنطقتنا، من زمان، وأعدت له الخرائط ويشرف عليه خبراء وترصد له ميزانيات وتستنفر له الأساطيل برا وبحرا وجوا.. راجعوا خرائط الأب الروحي لصناعه القرار في البيت الأبيض والبنتاغون الذي مات من وقت قصير، برنار لويس.
وحتى نفهم جيدا هذا المخطط ونفهم بعض تعبيراته، ومنها مسلسل “أم هارون”، يجب ربط العناصر ببعضها.
لقد اهتز العالم أول أمس لحادث ما يزال يتفاعل بأرض الحرمين الشريفين، أقصد حدث اغتيال الشهيد المغدور عبد الرحيم احمد الحويطي داخل بيته الذي رفض مغادرته تنفيذا لأوامر إخلائه بقصد تمرير ما يسمى مشروع “نيوم” لمحمد بن سلمان، وهو مشروع لإقامة ما يسمى المدينة الذكية بناحية تبوك على البحر الأحمر بعد إخلائه من سكانه، ومنهم قبيلة الحويطات الرافضة للمشروع وللإخلاء القسري من قبل النظام والشركات الاحتكارية العالمية.
فما علاقة إعلان القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني وضم الجولان السوري له والتحضير لبناء مدينة للملاهي والفنادق وكل أنواع التفسخ والانحلال بأرض الحرمين الشريفين قرب جبل موسى؟
ما معنى أن يكون هذا المشروع الضخم 500 مليار دولار!! يضم مشاريع سعودية مصرية أردنية “إسرائيلية” خليجية (كويتية- إماراتية- بحرينية…)؟؟
ماذا يعني أن يعقد ما سمي بمؤتمر السلام الاقتصادي، قبل شهور بالبحرين تحت إشراف اليهودي الصهيوني “جاريد كوشنير” صهر ترامب؟
ما معنى زيارة وزيرة الثقافة بالكيان الصهيوني للإمارات المتحدة والتسكع بمسجد الشيخ زايد هناك؟
ما معنى زيارة نتانياهو لسلطنة عمان واستقباله من طرف سلطانها قابوس أسابيع قبل وفاته؟… الخ.
إذا أجبت عن هذه الأسئلة، يمكنك وقتها الإجابة عن معنى أن يتم إنتاج مسلسل يتناول تاريخ اليهود بالخليج من خلال امرأة يهودية من أصول تركية تنقلت بين إيران والعراق قبل أن يستقر بها المطاف في البحرين لتعمل لسنوات طويلة في التمريض وتوليد النساء.
هل تذكرون فيلم “السبي البابلي”؟! وماذا تعني بابل في فكر الصهيونية العالمية؟!
هل تذكرون توصيات الآباء، وحتى الأمهات، المؤسسين للكيان (بن غوريون.. دايان.. غولدا مائير…) بشأن العراق ومصر وسوريا؟!
تأملوا في كل هذه الأشياء! اربطوا بينها كلها! وابحثوا في معنى “الإنتاج المشترك” بين شركة “الفهد” المملوكة للفنانة حياة الفهد، وشركة “جرناس” المملوكة للإماراتي أحمد الجسمي، وفي معنى أن يكون المنتج منفذ لصالح MBC، ومعنى تصويره في الإمارات.
تأملوا كذلك وابحثوا هل هذه الشركات، كويتية وإماراتية فعلا أم إسميا فقط؟
ولعلمكم، فقد اكتشفنا هنا أن الذي دشن الشركة التي كانت تسوق التجهيزات الفلاحية الصهيونية “نيطافيم” التي تم اعتقالنا، قبل شهور، بالمعرض الدولي للتمور بأرفود عندما احتججنا على تواجد تلك الشركة هناك.. قلت الذي أشرف على تدشين تلك الشركة هنا بالمغرب كان هو نائب سفير الإمارات بالرباط!!
تأملوا في كل هذه الأشياء! وقتها يمكنكم أن تعلموا ما معنى إنتاج مسلسل عن “مظلومية اليهود” يستهدف الدخول إلى كل منزل خليجي وعربي عامة وفي رمضان، وقت الذروة!!
أما مساءلة رأسمال الخليج عن عدم إنجاز مسلسل عن فلسطين، فهذه “طيبوبة” تحتاج بعضا من لفت الانتباه والتأكيد على أن مصلحة الإمبريالية العالمية والصهيونية العنصرية وحكام الخليج وأرض الحرمين واحدة.. وهذا ما يتطلب حيزا أكبر لشرحه..
واسمح لي أختم بأن أتوجه لجميع شريفات وشرفاء هذه الأمة إلى عدم التواني في التصدي لهذه الهجمة.. و هي هجمة، رغم كل ما يبيتون، لن تنتهي إلى أهدافها، بوعد الله، وبمنطق التاريخ.
“ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” صدق الله العظيم.
واجب علينا أن نعمل أفلام و مسلسلات تدافع عن هويتنا و قيمنا و ليس فقط فضح المخططات الصهيونية و العلمانية، ما فائدة فضح هؤلاء إذا لم تكن لنا ترسانة إعلامية قوية و مدينة إعلامية لإنتاج الأفلام فموتنا خير من حياتنا
إنه التطبيع والتطبع مع بني صهيون وادعاء المظلومية كالشيعة الروافض لتمرير صفقة القرن.. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين..
الحمد لله الذي اغنانا عن تتبع قنوات واعلام الاعراب … من اراد تنقية عقلية عليه اهمال النايل ساط حتى يسلم من طراهات الاعلام عبر اعلام المتاجرة بالشعوب والاستخفاف بعقولهم .. الاعلام الواعي موجود عبر جميع القنوات الا العربية ؟؟؟؟؟؟