يا وزير التربية الوطنية كف عنا جشاءك!! (بعد قرار منع النقاب في المدارس)

هوية بريس – محمد القريفي

لم تكد تهدأ الساحة الوطنية من الجدل الكبير الذي صاحب قرار السلطات المغربية منع بيع البرقع (النقاب) وخياطته بعدد من المحلات التجارية، والذي أثار ردود فعل متباينة، ليخرج علينا الوزير المثير للجدل بقرار آخر يمس أيضا الهوية المغربية الإسلامية في جوهرها، والخاص بمنع النقاب في المدارس، تحت ذريعة أنه لباس يحول دون التعرف على هوية المدرسات والموظفين داخل المؤسسات التعليمية، ليبدأ مسلسل آخر ستطول فصوله وتجاذباته بين مختلف فئات المجتمع المغربي.

هذا الوزير الذي يحاول منذ قدومه على رأس وزارة التربية الوطنية ضرب مقومات وهوية المغاربة، وضرب رموز الدستور المغربي الذي ينص على أن دين الدولة هو الإسلام واللغة العربية اللغة الرسمية للبلاد، لم يعد أي رادع يردعه اليوم، لاسيما وأنه مدعوم في الخفاء ومن وراء الكواليس من جهات قوية أتت به لينفذ هذه الأجندة ويكمل ما بدأه في وزارة الداخلية، بهدف مسخ وعلمنة المدرسة المغربية التي تعتبر اللبنة الأساسية بعد الأسرة في تكوين الناشئة، ناهيك عن الدعم جهارا نهارا من قبل الأحزاب العلمانية الببغائية التي تدافع عنه بدون حجة دامغة بل بدون اقتناع بما يقوله.

ورغم كل الضجة الكبيرة التي تجاوزت حدود المغرب ليصل صيتها إلى دول العالم، حيث تناولت بعض المواقع الإعلامية والإليكترونية تعنت محمد حصاد كوزير داخلية سابق في فرض إملاءاته وقراراته التي تمس بهوية المغاربة، إضافة إلى تهييج الرأي العام الداخلي الرافض لشخصه ولطريقة تسييره للوزارة بعدما أصبح وزيرا للتربية الوطنية، إلا أن محمد حصاد يواصل.

تجرؤه وتطاوله إن صح التعبير على مقومات الأمة، لكن الذي لا يعلمه هذا المسؤول أن المغاربة سيتحركون لا محالة ولن يسكتوا على استفزازاته المتواصلة وحملته المفضوحة، مهما كانت الزمرة التي تدعمه والمكونة من التيار العلماني الاستئصالي.

الحفاظ على حرمة المؤسسات ووظيفتها التربوية الصرفة ذريعة محمد حصاد!!

كشفت مذكرة أصدرها وزير التربية الوطنية، محمد حصاد، أن مدراء ومديرات المؤسسات التعليمية تلقوا تعليمات صارمة بمنع المدرسات من ارتداء النقاب، بدعوى “الحفاظ على حرمة المؤسسات ووظيفتها التربوية الصرفة”، وأن “النقاب لا يخدم الأهداف البيداغوجية المبنية على التواصل مع التلاميذ”.

ولا ريب أن المتفحص لهذه المذكرة يتضح له بأن مبررات الوزير مفضوحة ومتهافتة جدا، ولا تنطلي هذه الشبهات إلا على جاهل رضع الحليب العلماني حتى الثمالة، وحرم نعمة العلم الشرعي، وبالتالي يتأكد له بجلاء ان هذه المسرحية المفبركة مجرد تمثيلية هزلية اصطنعت كذريعة من أجل منع ارتداء النقاب داخل المؤسسات التعليمية سواء للتلميذات أو العاملات سواء أستاذات أو موظفات في الإدارة، تمهيدا لمنعه مستقبلا في باقي الإدارات والأماكن العامة.

أيعقل هذا ونحن في بلد إسلامي يدعي زورا وبهتانا أنه يحافظ على مذهب الإمام مالك؟ ثم كيف نلوم الدول الغربية التي تحاول منع النقاب في الأماكن العمومية ونحن نسير في هذا التوجه؟ أسئلة كثيرة تسيطر على ذهن المواطن المغربي سواء المثقف أو الأمي والجاهل الذي تربى على تعاليم الدين.

ختاما، نؤكد بأن محمد حصاد أخطر مسؤول في الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال تحمل حقيبة وزارة التربية الوطنية لحد الآن، لأنه لم يتجرأ أي مسؤول على المساس بمقومات الأمة مهما كانت أيديولوجيته وتوجهه العلماني الاستئصالي.