يريدون أن يبدلوا كلام الله

27 نوفمبر 2025 14:18
النظريات الفلسفية الثلاث التي أطرت القراءة المعاصرة للقرآن عند الدكتور محمد شحرور

يريدون أن يبدلوا كلام الله

هوية بريس – أحمد الشقيري الديني

لعب أحبار اليهود والنصارى ورهبانهم أدوارا قذرة من أجل تحريف كلمة الله التي أنزلها على نبيين كريمين هما موسى وعيسى عليهما السلام فأرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم ليقوم الملة العوجاء ويصحح ما أفسده اليهود والنصارى فضلوا وأضلوا؛ ولما ختم سبحانه الدين الحق ببعثة النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم، تكفل سبحانه وتعالى بحفظ الرسالة الخاتمة وجعل لذلك الحفظ أسبابا، منها أن أتباع النبي الخاتم عليه السلام أناجيلهم في صدورهم يتوارثونها جيلا بعد جيل؛ يقيمون حروفه وقواعد أدائه فلا يسقطون منه حرفا ولا حركة..

لكن شياطين الإنس والجن لم ييأسوا من النيل من الدين الحق، فلما عجزوا عن اختراق القرآن الكريم اجتهدوا في اختراق السنة النبوية باعتبارها العاصم من أي انحراف لفهم النص القرآني، فنشروا أحاديث نسبوها للنبي صلى الله عليه وسلم كذبا وزورا؛ فانبرى لدحض افراءاتهم علماء جهابذة نخلوا السنة لتمييز المقبول من المردود، وذلك باشتراطهم أن يذكر الراوي سنده في رواية الحديث، فأسقطوا الأسانيد التي لم تتوفر فيها شروط الصحة من اتصال حلقاتها دون انقطاع برواة عدول اشتهروا بضبط الرواية، بالإضافة لشرط خلو السند من الشذوذ والعلة القادحة؛ فبنوا صرحا علميا شامخا بقواعد متينة، ومنهجا صارما يستحيل معه تسرب الكذب أو الخطأ في رواية الحديث، وتتبعوا تراجم عشرات الآلاف من الرواة فأغلقوا باب تحريف الإسلام من مدخل الدس في السنة النبوية..

لم ييأس الساعون لتحريف كلمة الله حتى وجدوا منفدا آخر وهو الزعم بأن للنص ظاهرا يفهمه العوام وباطنا هو المراد ولا يفهمه إلا الخواص؛ فتتبع العلماء هذه الحركة الباطنية وطاردوها حتى اختفت وطوي بساطها..

اليوم تعود “حركة تبديل كلام الله” في ثوب الحداثة والتنوير بمؤسسات تدعمها أموال ومراكز بحث مشبوهة وجامعات غربية معادية للإسلام والمسلمين، ليتوج ذلك كله بالدعوة للدين الجديد المسمى ب”الإبراهيمية”..! الغاية منه تذويب الحدود بين الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام، ورفض تكفير أي واحدة من الملتين المنصوص في القرآن بكفرها وضلالها وتبديلها لكلام الله.

ولعل نموذج هذه المؤسسات المضللة “مؤسسة مجتمع” التي تستقطب إدارتها رؤوس الإلحاد في الوطن العربي أمثال:

أدونيس (الملحد الذي يقول صراحة “إذا لم نصارع الله فمن نصارع؟!”) وفاضل الربيعي (الذي يصرح أن القرآن فيه خرافات) وعبد المجيد الشرفي (الأكاديمي اليساري التونسي صاحب مشروع المصحف وقراءاته، والذي يقدم قراءته الحداثية للنص عبارة عن تحريف وتضليل وتجهيل للقارئ) بالإضافة لبعض النصارى الحاقدين على الإسلام وأهله؛ ويزعمون أن هؤلاء الضالون المنحرفون هم من سيصحح للمسلمين معاني القرآن ويجددون لهم الدين..!

المتتبع لنشاط هذه العصابات يدرك أنهم يستغلون على واجهتين لتحريف معاني الإسلام:

الواجهة الأولى: إنكار السنة النبوية والطعن فيها

الواجهة الثانية : التلاعب بالمصطلحات والألفاظ الشرعية

ويستغلون ضعف مستوى اللغة العربية عند الفئة المستهدفة، وهي شباب مواقع التواصل الاجتماعي فينشرون بينهم ضلالاتهم وفساد معتقداتهم.

ومن أشهر هؤلاء إثنان أسميهما: الأول هو الشيطان الأسود أعني العديرقاوي المنكر للسنة النبوية والذي يقدم هذه الأيام (حلقات عن الصلاة القرآنية المختلفة عن صلاة المسلمين التي نقلوها بالتواتر جيلا بعد جيل)..

والثاني هو الشيطان الأشقر يوسف أبو عواد المتلاعب بألفاظ القرآن، يأخذ اللفظ ويذكر جذره الثلاثي ثم ينقص منه حرفا ليوافق هواه وتحريفه للحكم الشرعي..

وكلاهما تلميذ نجيب للهالك شحرور.

ولو أردنا أن نطبق منهج الضال يوسف أبو عواد على اسم شيخه شحرور ماذا ستكون النتيجة؟:

إذا حذفنا حرف الشين يبقى حرور وهي ريح حارَّة للغاية وجافَّة، تهبّ من الشَّرق أو من الشَّمال الشَّرقيّ.

وإذا حذفنا حرف الحاء تصير شرور جمع شر.

أما إذا حذفنا حرف الراء، تصير الكلمة من فعل “شَحْوَرَ” (بالواو) تعني تلطيخ الشيء بالسواد أو بالدخان..

فالأجذر بتلاميذ شحرور أن يطبقوا منهجه على اسمه ليدركوا معاني هذا الإسم المشتق من ثلاثي “شحر” عياذا بالله.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
7°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة