يستهدف الأحياء الفقيرة.. “قرار لغوي” يضع مستقبل تلاميذ مغاربة على المحك!

هوية بريس – متابعات
طرحت النائبة البرلمانية عن حزب فيدرالية اليسار، فاطمة التامني، سؤالًا برلمانيًا على وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، بشأن إلزام بعض المؤسسات التعليمية في مراكش التلاميذ الراغبين في دراسة اللغة الإنجليزية باختيار الإسبانية أو الألمانية كلغة أجنبية ثانية.
🎓 سياسة اللغات في الثانويات التأهيلية
أعربت التامني عن استغرابها من قيام بعض الثانويات التأهيلية التابعة للمديرية الإقليمية بمراكش بفرض دراسة اللغة الإسبانية أو الألمانية كلغة أجنبية ثانية على التلاميذ الملتحقين بالجذع المشترك، رغم أنهم درسوا اللغة الإنجليزية في التعليم الإعدادي كلغة أجنبية.
وأكدت أن هذا الإجراء يستهدف بالأساس المؤسسات التعليمية الواقعة في الأحياء الهشة والفقيرة، مما يؤدي إلى إحباط التلاميذ وشعورهم بعدم تكافؤ الفرص، حيث يجد بعضهم أنفسهم مجبرين على تغيير مسارهم الدراسي أو حتى الانقطاع عن الدراسة.
كما أن هذه السياسة تحدّ من آفاق الطلبة بعد البكالوريا، إذ يجدون صعوبة في الالتحاق بالتخصصات والمعاهد العليا التي تشترط إتقان اللغة الإنجليزية.
🔧 خرق للقانون الإطار للتربية والتكوين؟
وشددت التامني على أن هذا الإجراء يتنافى مع مبدأ التربية على الاختيار اللغوي بين الأسلاك التعليمية، كما يخالف مقتضيات القانون الإطار للتربية والتكوين، الذي يؤكد على ضرورة تمكين التلميذ من بناء مشروعه الشخصي وفق ميولاته وقدراته.
كما تساءلت النائبة عن الإجراءات التي ستتخذها الوزارة لمعالجة هذا الإشكال، وضمان حق التلاميذ في متابعة دراسة اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية ثانية، على غرار زملائهم في مؤسسات أخرى.
وتطرقت أيضًا إلى التباين في تطبيق هذا القرار بين المؤسسات، حيث أن بعض المدارس ألغت هذا الإجراء بعد ضغط من جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، بينما لا تزال أخرى تفرضه بدعم من المديرية الإقليمية.
🌐 مقترح بإحداث شعبة اللغات في التعليم الثانوي
وللخروج بحل عملي، دعت التامني إلى إحداث شعبة خاصة باللغات داخل التعليم الثانوي التأهيلي، بحيث يتمكن التلاميذ من الاستمرار في دراسة اللغة الإنجليزية، مع إضافة لغة أجنبية ثالثة مثل الإسبانية أو الألمانية أو الإيطالية.
وأكدت أن هذه الخطوة من شأنها تعزيز التكوين اللغوي للتلاميذ وتأهيلهم لسوق الشغل والقطاعات الاقتصادية التي تتطلب مهارات لغوية متعددة، في ظل التوجه العالمي نحو الانفتاح على اللغات الأجنبية.