إذا كانت جل المنابر الإعلامية الوطنية والدولية التي غطت مسيرة 11 يونيو بالرباط قد نقلت أن المحتجين وجهوا رسائل مباشرة للدولة، وطلبوا منها الاستجابة لمطالب الحراك السلمي بالحسيمة وإطلاق المعتقلين، وإذا كان كل من حضر المسيرة قد سمع بأذنيه مطالب المتظاهرين والمحتجين والسقف الذي بلغته شعاراتهم، فإن يوميات محددة كانت لها وجهة نظر مغايرة ومختلفة تماما عما عرفته مسيرة الرباط.
“الأحداث المغربية”: الكرة في ملعب الحكومة
قالت اليومية المثيرة للجدل أن الكرة الآن أصبحت في ملعب الحكومة بعدما أسمع المحتجون أصواتهم في مسيرة الرباط يوم الأحد 11 يونيو.
وأضافت الجريدة في كلمتها الافتتاحية “يجب أن يصل ردُّ ما على مطالب الناس.. يجب على الحكومة أن تقول للناس هذا مطلب عادل ومشروع وسننفذه، وهذا مطلب غير ممكن تحقيقه ولن ننفذه”.
الجريدة ذاتها اتهمت جماعة “العدل والإحسان” بالركوب على احتجاجات الريف لتمرير خطابها المتطرف.
“أخبار” نيني: ماذا قدمت الحكومة للمواطنين؟
أما جريدة “الأخبار” فتساءلت: “ماذا قدمت الحكومة للمواطنين المغاربة حتى الآن؟ وإلى متى سيكتفي رئيس الحكومة بالقول إنه (يتابع) ما يقع في الريف؟”.
الجريدة ذاتها حملت عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق مسؤولية ما يقع في الشارع لأنه هو من سن “المقاربة الأمنية” في التعاطي مع احتجاجات الشارع ذات المطالب الاجتماعية. وانتقدت الجريدة صمت خلفه سعد الدين العثماني وتواريه عن الأنظار في الوقت الذي يغلي فيه المغرب بالمسيرات الاحتجاجية ذات المطالب الاجتماعية.
“آخر ساعة”: العدل والإحسان والمطالب السياسية
أما جريدة “آخر ساعة” التي أنشأها إلياس العماري فقد اتهمت جماعة “العدل والإحسان” باستغلال مسيرة الرباط لاستعراض قوتها في الشارع بعد غياب طويل.
وقالت الجريدة إن نداء الجماعة للمشاركة في المسيرة، حاد عن المطالب الاجتماعية لحراك الريف عندما دعا إلى التظاهر ضد “الحكرة والتعسف والقمع الذي تواجه به الدولة حراك المطالبين بحقوقهم العادلة والمشروعة”، وهو ما رأت فيه الجريدة “مطالب اجتماعية في مظهرها، وسياسية في جوهرها”.
“الصباح”: أفول الأحزاب
يومية “الصباح” تجاهلت تغطية مسيرة الرباط، واكتفت بالحديث عنها في افتتاحية رئيس تحريرها الذي تساءل عن مشاركة أحزاب سياسية في مسيرة الرباط، معتبرا أن هذه الأحزاب تتحمل مسؤولية الفراغ الذي نتجت عنه هذه الاحتجاجات الاجتماعية “المتشنجة وغير المؤطرة”، على حد تعبير كاتب الافتتاحية.
الافتتاحية وصفت تصرف الأحزاب بالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال مكتفية بإصدار بعض البلاغات والتصريحات وتوقيع العرائض والمشاركة في المسيرات.
وختم كاتب الافتتاحية هجومه على الأحزاب بالقول: “حين تفقد الأحزاب هذه الوظيفة الأساسية (التأطير)، تفقد بالتالي سبب وجودها وتتحول إلى عالة على المجتمع والدولة على حد سواء، يطالب الجميع برأسها وينشد موتها”.