“واد الشعبة”.. قصة الشبح الذي أزهق الأرواح وحوّل آسفي إلى “منطقة منكوبة” (خرائط+صور)

15 ديسمبر 2025 16:28

“ّواد الشعبة”.. قصة الشبح الذي أزهق الأرواح وحوّل آسفي إلى “منطقة منكوبة” (خرئط+صور)

هوية بريس- عبد الصمد ايشن

شهدت مدينة آسفي ليلة أمس الأحد، أمطار رعدية وسيول فيضانية، أدت إلى وفاة حوالي 37 ضحية في حصيلة مؤقتة أعلنتها السلطات المحلية اليوم الاثنين.

وسجل لحدود الساعة حسب بلاغ السلطات المحلية، خضوع 14 شخصا للعلاجات الطبية، بمستشفى محمد الخامس بآسفي، من ضمنهم شخصين بقسم العناية المركزة.

وحسب ما أظهرته مقاطع الفيديو والصور المتداولة، اجتاحت السيول الفيضانية بشكل مباغت الأحياء سكنية والأسواق التقليدية والمدينة القديمة، خلال فترة وجيزة على طول “واد الشعبة” التاريخي الذي يقسم مدينة آسفي لنصفين.

(صور تظهر حجم الخسائر المادية لفيضانات آسفي)

وبالعودة إلى قصة “ود شعبة” الذي ضاعف خسائر الفاجعة، تؤكد شهادات ساكنة آسفي، أنه لم يكن مجرد مجرى مائي عادي بل ظل عبر عقود نقطة سوداء في تاريخ المدينة، حيث تستعيد مياهه مجراها الطبيعي كلما توفرت شروط التساقطات المركزة. بحيث صنفت وثيقة تقنية رسمية أنجزتها الجماعة الحضرية لآسفي بشراكة مع وزارة إعداد التراب الوطني،هذا الوادي ضمن مناطق الخطر العالي، وحددت الأحياء المهددة بدقة، وأقرت بوجود حوالي 850 شخصًا معرضين للخطر المباشر.

(وثيقة خرائطية تظهر مسار واد شعبة وسط آسفي)

وحسب شهادة تاريخية كتبها الفقيه والمؤرخ الكانوني العبدي، تشهد مدينة آسفي معاناة طويلة مع “واد الشعبة”، الذي أغرق المدينة في مناسبات عدة.

ويورد ضمن نفس الشهادة التاريخية “فقد شهدت المدينة سيولاً مدمرة سنة 1650 وسنة 1791، حين كان الناس نياماً، فانهارت البيوت والمحلات، مخلفة دماراً واسعاً. وفي سنة 1927، دمرت السيول سوق الفخار والمسجد والزاوية الناصرية، وأودت بحياة أكثر من مئة شخص، رحمهم الله جميعاً”.

(نص شهادة الفقيه الكانوني العبدي)

ميدانيا أظهرت صور متداولة، انسداد مجرى واد الشعبة خاصة في مصبه بالبحر، بالردم والنفايات الاسمنتية، ما أدى لحجم هذه الخسائر المادية والبشرية، خاصة أن الصيانة الدورية لهذه المجاري والقنوات سواء على طول المجرى أو في المصب لم تكن بالطريقة الفعالة حسب مصادر محلية.

هذه الفاجعة أعادت للواجهة محاسبة المسؤولين المحليين والترابيين الذين تورطوا في مثل هذا التقصير بمدينة آسفي، خاصة أن هناك مشاريع معلنة للإصلاح والصيانة الدورية.

في المقابل، عبر رئيس الحكومة عزيز أخنوش، عن تضامنه مع أسر وعائلات ضحايا الفيضانات التي شهدتها مدينة آسفي مساء أمس الأحد، متمنيا الشفاء للمصابين في الحادث الأليم.

وقال رئيس الحكومة في بداية كلمته خلال جلسة المساءلة الشهرية بمجلس النواب، اليوم الاثنين، “عشنا خلال الساعات الماضية على وقع الفيضانات التي شهدتها مدينة آسفي، باسمي وباسم أعضاء الحكومة نتقدم بخالص التعازي والمواساة لعائلات الضحايا الله يلهمهم الصبر ونتمنى كذلك للمصابين الشفاء العاجل”.

وأضاف “هذا القدر 30 ميلمتر طاحت فالمنطقة د آسفي فواحد الوقت اللي هو وجيز، 37 ميلمتر بالضبط اللي مست منطقة سوق باب الشعبة التاريخي اللي كيدوز فيه واد الشعبة اللي كانوا فيه مع الآسف رحمهم الله والله يشافيهم اللي بقا واحد العدد ديال التجار والعمال اللي كانوا كيشتغلوا فداك الوقت”.

وفي سياق متصل، أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بآسفي في بلاغ له، أنه على إثر السيول الفيضانية التي شهدها إقليم آسفي مساء أمس الأحد 14 دجنبر 2025 والتي أدت إلى وفاة حوالي 37 ضحية في حصيلة مؤقتة.

وتبعا لذلك قررت النيابة العامة فتح بحث في الموضوع بواسطة الشرطة القضائية للوقوف على الأسباب الحقيقية لهذا الحادث الأليم والكشف عن ظروفه وملابساته.

كما أكدت الجمعية الجمعية الوطنية للمحامين بالمغرب عزمها مباشرة دعوى قضائية في إطار التقاضي الإستراتيجي ضد رئيس الحكومة أمام المحكمة الإدارية بالرباط، من أجل المطالبة بإعلان مدينة آسفي منطقة منكوبة وتمكين الساكنة المتضررة من الاستفادة من الآليات القانونية والمالية المترتبة عن هذا الإعلان وضمان جبر الضرر الفردي والجماعي، واتخاذ التدابير الاستعجالية والهيكلية اللازمة.

 

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
13°
16°
الأربعاء
16°
الخميس
17°
الجمعة
16°
السبت

كاريكاتير

حديث الصورة