10 مصادر أساسية للطاقة الإيجابية 2/1
هوية بريس – الحبيب عكي
كما أن روح حركة الأشياء من الوسائل والمعدات واشتغالها هي من الطاقة المناسبة، فكذلك الإنسان إكسير حياته و حيويته وسكينته وسعادته من الطاقة والطاقة الايجابية، وإن كانت الطاقة الأولى قد تكون حركية أو سكونية، كهرمائية وقودية أو حرارية شمسية أو ريحية متجددة، فإن الطاقة الثانية هي تلك الروح و المادة و تلك الفكرة و العبرة أو النظرة و الإحساس وذلك الماء والهواء أو غيره من المأكولات والمشروبات والملبوسات أو الممتلكات والمقتنيات والممتطيات..،التي تدفع الإنسان نحو الاستقرار والإيجابية والإنتاج و الشعور بالفرح، أو بالعكس قد تدفعه نحو القعود والسلبية والإحباط والتذمر والكآبة والحزن، الطاقة إذن إيجابية محركة منتجة مفرحة أو سلبية مقعدة محبطة مدمرة، ويحتاج الإنسان أي إنسان من أجل حياة مفعومة بالإيجابية والحيوية والفعالية والطمأنينة وتحقيق الذات وأهدافها وسعادتها إلى الطاقة الإيجابية وفي ثلاثة مجالات على الأقل نفسية و فكرية وجسدية، ترى ما هي مصادر هذه الطاقة الايجابية والحيوية،خاصة في هذا العصر الذي يبدو فيه أن آبارها قد جفت أو تكاد و أن اليأس والكآبة والإحباط والضجر والاضطراب والأمراض والحروب والشكاوي قد سيطرت على الكبار والصغار من العالمين أو تكاد؟؟.
مصدر الإيمان والعمل:
الإيمان بالله تعالى وما دعا إليه من قيم الحياة الإيجابية، وهي المنقذة من الحيرة والضلال ومن العبث والاضمحلال، الإيمان الحي الفاعل في صاحبه النافع له ولمحيطه بما يجيب عن الأسئلة الوجودية الكبرى من أين؟ وإلى أين؟ وكيف؟ ولماذا؟ وما هو الفضل؟ وبما يمنحه لنا من عقيدة سلمية وتصورات واضحة حول الكينونة والكون والكائنات وما ينبغي أن يسود بينها من علاقات وتصرفات، لا يقدر الله في علمه وفي غيبه على الجميع إلا الخير، الذي يحمل المؤمنون به والمهتدون إليه على الطاعات والفضائل ويزجرهم عن المعاصي والرذائل والضيق والندم،والعمل يصدق ذلك أو يكذبه،والموفق الموفق من كانت له أهداف إصلاحية كبرى و وفقه الله للعطاء فيها والصبر عليها فاستحق أن يكون ممن استثناهم من الخسران فقال:”إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات..”العصر/3 ؟؟.
مصدر المسؤولية والقصد:
المسؤولية في اتخاذ الأهداف الكبرى والواضحة والواقعية والتي يعيش من أجلها الإنسان،مدركا أهميتها مؤمنا بصوابيتها ومستعدا للتضحيات والعبادات التي تستلزمها، والمسؤولية في اعتبار العديد من مجريات الأمور هي من صنع الإنسان وتغييرها أيضا من قراراته:”كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ”المدثر/38، لذا لابد له من قصد واضح يجنبه الحيرة والتيه وتكون له رؤية ومخطط وبرنامج ووسائل وإمكانيات ومهارات ومؤشرات وتقييمات وتقويمات.. من أجل هذه الخيرية في الحياة؟؟، وكما يقال:”من ليست له أهداف فهو جزء من أهداف الآخرين” وقال تعالى:”أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى، أمن يمشي سويا على صراط مستقيم “الملك/22؟؟.
مصدر الثقة وتقدير الذات:
الثقة بالنفس وتقدير الذات وإمكانياتها وكفاءاتها ومواهبها وإنجازاتها فهو المحفز على إمكانية الفعل والعمل، تلبية حاجاتها النفسية والعاطفية وغيرها قدر المستطاع لأن المحروم طالما انشغل بحرمانه بل وحرمه من الاقتداء به، والثقة بالآخرين وتقديرهم وتقدير ما يملكون من مهارات وما به يتصفون وما يستطيعون وهو المشجع على إمكانية المخالطة والتفاعل والتعاون على الخير مع الغير، وهو أمر ضروري ما لم يرى المرء شحا مطاعا أو هوى متبعا أو إعجاب كل ذي رأي برأيه؟؟، نعم،لا ينبغي طغيان التوجس من الآخرين ما لم تكن دواعي مؤكدة على ذلك، كما لا ينبغي مقارنة المرء إلا بنفسه و لا يومه إلا بأمسه، وإلا عاش الإنسان مضطربا معزولا…، وفي الحديث:”المؤمن لين هين إلف مألوف،ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف”رواه الترمذي؟؟.
مصدر التفاؤل والأمل:
فالأمل دافع إيجابي وباصم على الجدوى، والعمل برهان وباصم على حسن التوكل، بعدهما يكون الإنجاز المرغوب والتراكم المطلوب وهما أكبر ينبوع للإيجابية وقمتها، إن الناس تدافع الأقدار بالأقدار حتى غدا دوام الحال من المحال وغدا تحول الأسوأ إلى الأفضل ممكن، ولكن فقط بالأقوال الصادقة والأفعال الناطقة لا بمجرد الأقوال الحالمة ك”قاعد يبني القصور والعلال”، فلنتذكر دائما أن الكلمة مسؤولية وفعل،وأن العمل = قدرة + إرادة، ولن يرى النور عمل تغيب فيه القدرة الحقيقية بمفهومها الشامل أولا تجسده قوة الإرادة، قال تعالى: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”التوبة/105؟؟.
مصدر الاعتدال والتوازن:
الاعتدال ففي الحديث:” إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ،فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَ أَبْشِرُوا”وفي الحديث:”إنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ،إِنَّ المُنْبَتَّ لَا أَرْضًا قَطَعَ وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى “،والشمولية بفعل شمولية الإنسان الروح والجسد والنفس والفكر والقلب ينبغي أن يهتم الإنسان بكل ما يحفظ عليه هذه الشمولية التي تمثل بحق رأسمال إيجابيته، من هنا هدف الأصوليون والمربون إلى ضرورة حفظ الكليات الخمس للدين الإسلامي والتي لا تستقيم الحياة إلا بها، حفظ الدين + حفظ العقل + حفظ البدن (الدم والنفس)+ حفظ المال + حفظ العرض والشرف. ولا ينبغي أن ينمو جانب نموا سرطانيا على حساب الجوانب الأخرى وإلا تشوهت النفس البشرية واستحال عزفها المتناغم كما يقول المرحوم “محمد قطب”؟؟. وفي الحديث:”إن لربك عليك حقا،وإن لنفسك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا،فآتي كل ذي حق حقه”رواه البخاري، وفي الحديث أيضا:”على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعات،ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يفكر فيها في خلق الله،وساعة يخلوا فيها إلى حاجته من المطعم والمشرب”،هذا لمن قد يهمل حق نفسه أو حق أهله،فلا يسوقه ذلك إلا إلى الندم والنكوص يوما ما وعدم الايجابية؟؟.
ممارسة الهواية والنشاط البدني:
وذلك يستوجب على المرء مهما كانت انشغالاته أن تكون له هواية يهتم بها إبداعية أو اجتماعية أو فنية أو رياضية خاصة، كممارسة نشاط تطوعي خيري نافع،أو فن من فنون الدفاع أو لعبة من الألعاب الرياضية المعروفة، أو فقط المشي في الهواء الطلق،في الطبيعة الخلابة والتنزه المنتظم بين أحضانها أو التأمل في عظمة البحر و روعته رفقة الأهل و الأبناء والأصدقاء، وشرب الماء الرقراق الصافي و أكل الطازج والموسمي من الخضر والفواكه وبالنوع والمقدار الذي يناسب نوع عملنا ومرحلتنا العمرية، وكل ذلك مما يعين على الراحة النفسية وتجديد الطاقة وحفظ الصحة والنظارة ويبعث فينا السرور والغبطة و الأمان ويدفع الضغوط عن النفس و يجنبها التواترات المدمرة، حتى قيل:”إن الطبيعة قرص ضد كل الهموم ومتنفس لكل المشاكل”؟؟. (يتبع).