وفيات غامضة بعد ارتفاع الحرارة بمصر وتحقيقات باحتمال تفشّي وباء (61 وفاة)
هوية بريس – متابعة
الأربعاء 12 غشت 2015
كشفت مصادر في وزارة الصحة المصرية أن “جهة سيادية” تتولى التحقيق في احتمال تفشي وباء قاتل في البلاد بعد سلسلة الوفيات الغامضة التي سجلت داخل عدد من المستشفيات في المحافظات المختلفة خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وأكدت المصادر أن هناك تكتماً شديداً حول الأعداد الحقيقية للوفيات الغامضة، التي شهدتها المستشفيات، بحسب صحيفة “العربي الجديد”.
وأوضحت المصادر، مشددة على عدم ذكر اسمها، أنّ “هناك ثلاثة مستشفيات بالقاهرة وحدها شهدت أكثر من 55 حالة وفاة، في مناطق حلوان (جنوباً)، شبرا (شمالاً)، والزيتون ومدينة نصر (شرقاً)”.
وأشارت المصادر إلى أن من بينها مستشفى واحدا شهد 38 حالة وفاة يوم الجمعة الماضي، ومعظم المتوفين في أعمار صغيرة، كانوا قد وصلوا المستشفيات مصابين بارتفاع في درجة الحرارة وصل إلى 42 و43 في بعض الحالات، وجميعهم مصابون بأعراض متشابهة.
ووفقاً للمصادر، دفعت هذه التطورات “جهة سيادية في الدولة إلى تولي ملف التحقيق في الأمر، ولا سيما في ظل تخوف من تفشي فيروس غامض”، في حين كشفت مصادر أخرى أنّ “هناك تشككاً في أن تكون هذه الإصابات نتيجة الحمى الشوكية أو الالتهاب السحائي”.
وكان وزير الصحة المصري، عادل العدوي، قد أعلن في بيان رسمي صادر عن الوزارة، أنّ هناك 21 حالة وفاة، إلا أنه أرجع تلك الحالات لارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها محافظات مصر. وعلى الرغم من تأكيده أنّ كافة حالات الوفاة من كبار السن، إلا أنه أعلن تشكيل لجنة علمية للتحقيق في أسباب الوفيات، التي قال إنها ناتجة من ضربات شمس.
لكن المصادر الخاصة من داخل وزارة الصحة نفت صحة تصريحات العدوي، مشيرةً إلى أن “أعداد الوفيات تفوق بكثير العدد الذي أعلنه. كما أن معظم المتوفين من مراحل عمرية صغيرة نسبياً”.
ولفتت المصادر إلى أنّ “الوزير أصدر تعليمات لوكلاء الوزارة المختصين بالتشديد على كافة الأطباء في المستشفيات بعدم الحديث عن الأعداد الحقيقية أو أسبابها، حتى لا يتعرضوا لعقوبات مشددة”.
وتنص المادة السادة من وثيقة اللوائح الصحية الدولية على أن “تتولى كل دولة طرف تقييم الأحداث التي تقع في أراضيها بتطبيق المبادئ والتوجيهات، وتخطر منظمة الصحة العالمية باستخدام أكفأ وسيلة اتصال متاحة، عن طريق مركز الاتصال الوطني المعني باللوائح الصحية الدولية، وفي غضون 24 ساعة من تقييم المعلومات الصحية العمومية بجميع الأحداث التي قد تشكل طارئة صحية عمومية تثير قلقاً دولياً، وفقاً للمبادئ التوجيهية لاتخاذ القرارات، وأي تدبير صحي يتم تنفيذه استجابة لتلك الأحداث”. وهو ما لم تنفذه السلطات المصرية، حتى الآن.
وكان العدوي قد أصدر قراراً بتحويل أية حالات مصابة من الإجهاد الحراري لمستشفيات الحمّيات، في حين أكدت المصادر أنّ “مستشفيات الحميات على مستوى الجمهورية أعلنت حالة الطوارئ ورفعت درجة الاستعداد للدرجة القصوى تحسباً لتزايد الأعداد المصابة بنفس الأعراض خلال الأيام المقبلة”.
كذلك طالبت وزارة الصحة، عبر وسائل الإعلام، المواطنين بالإكثار من شرب السوائل وعدم التواجد في أماكن سيئة التهوية، وتكرار الاستحمام يومياً واتباع أساليب الوقاية اللازمة في الأماكن المزدحمة.
مصر: ارتفاع ضحايا الإجهاد الحراري إلى 61 شخصاً
قالت وزارة الصحة المصرية في بيان إن 21 شخصا توفوا يوم أمس الثلاثاء جراء الموجة الحارة التي تشهدها البلاد وهو ما يرفع عدد الوفيات جراء الإجهاد الحراري إلى 61 منذ يوم السبت الماضي.
وتجاوزت درجات الحرارة في مصر 40 درجة مئوية خلال الأيام القليلة الماضية، وذكر بيان الصحة إن جميع حالات الوفاة أمس الثلاثاء من كبار السن، مضيفا أن 581 شخصا نقلوا للمستشفيات بسبب إصابتهم بالإجهاد الحراري على مستوى البلاد وخرج منهم 377 بعد تحسن حالتهم.
وذكر البيان أن القاهرة سجلت وحدها عشر حالات وفاة وتوزعت باقي حالات الوفاة على محافظات سوهاج والجيزة والأقصر وأسيوط ودمياط، وجميع من توفوا جراء الإجهاد الحراري منذ يوم السبت الماضي من كبار السن وليس بينهم أطفال بحسب بيانات الوزارة الصادرة منذ ذلك الحين.
وقالت الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية على موقعها الإلكتروني إن مصر ستشهد اليوم الأربعاء طقسا شديد الحرارة على أغلب الأنحاء، وتوقعت أن تصل درجة الحرارة العظمى في القاهرة إلى 37 درجة مئوية وأن تصل إلى مستوى 46 درجة مئوية في محافظات الأقصر وأسوان وقنا في جنوب البلاد، وفقا للمفكرة.