أبو العباس أحمد بن مبارك اللَّمَطي السجلماسي (1090-1156هـ)
هوية بريس – أحمد السالمي
الأحد02 غشت 2015
هو الشيخ أحمد بن مبارك بن محمد بن علي السجلماسي اللمطي البكري الصديقي، ولد في حدود التسعين وألف ببلدة سجلماسة-تافيلالت حاليا.
قال عنه الحوات في روضته: “كان رحمه الله شيخا متبحرا وإماما حجة متصدرا إلى أن انتهت إليه الرياسة في جميع العلوم، واستكمل أدوات الاجتهاد على الخصوص والعموم، أحرز قصب السبق في مجال الاستنباط، وارتبطت بذهنه العلل ومسالكها أي ارتباط..”.
وقال عنه محمد بن الطيب القادري في نشر المثاني: “علامة الزمان، فريد الأوان، فارس التدريس والتحقيق، وحامل راية التحرير والتدقيق”.
طلبه للعلم
تلقى تعليمه في صغره على يد ابن خالته وابن عم جد أبيه الإمام الشهير أبي العباس أحمد الحبيب (ت1165هـ)، ثم رحل إلى فاس فأخذ على عامة شيوخها أمثال الحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد القسنطيني المعروف بابن الكماد (ت1116هـ)، وأبي الحسن علي الحريشي فقيه مالكي (ت1145هـ)، وأبي العباس أحمد الجرندي الأندلسي (ت1125هـ)، وأبي عبد الله محمد العربي بن أحمد بردلة (ت1133هـ)، وأبي العباس أحمد بن إبراهيم العطار الأندلسي أحد أعلام مراكش وقاضيها ومفتيها (ت1115هـ)، وأبي عبد الله محمد بن عبد القادر الفاسي (ت1116هـ) وغيرهم.
تتلمذ على يده عدد من الأعلام نذكر منهم: الفقيه العلامة النحوي محمد بن حسن بناني (ت1194هـ)، والفقيه العلامة الهمام أبو العباس أحمد بن محمد بن حمدون بن مسعود الطاهري الحسني الجوطي، ويعرف بحمدون (ت1119هـ)، والفقيه العلامة المحقق أبو علي الحسن بن علي البُوعناني (ت1163هـ)، والحافظ الفقيه المنعوت بمالك زمانه أبو علي الحسن بن رحّال المعداني التدلاولي (ت1140هـ)، والعلامة الفقيه المحدث الرّاوِية أحمد بن الحسن بن محمد الملقب بالمَكُودِي، والمعروف بالورشان (ت1170هـ)، والإمام العلامة أبو عبد الله محمد بن الطالب بن سودة الـمُرِّي الفاسي التاودي (1207هـ)، وغيرهم.
مؤلفاته
له مؤلفات نفيسة في علوم شتى منها: “كشف اللَّبس عن المسائل الخمس”، و”إنارة الأفهام بسماع ما قيل في دلالة العام”، و”شرح المحلى على جمع الجوامع”، و”ردّ التشديد في مسألة التقليد” قال في آخره: “وهذا آخر ما قصدته، وقصارى ما اعتمدته، ورحم الله امرئ سامح بالإغضاء، وسامح بالرضا، وعذر بقصور الباع، وقلة الاطلاع، وشكر ما فيه من حسن التنبيه ومزيد التعظيم لمولانا والتنزيه، فإنه لو أعطى القوس باريها، وأسكن الدار بانيها، لما عد أمثالنا في العير ولا في النفير، ولا ضربوا في سهام السبق بنقير ولا قطمير، ولا عُدُّوا في عداد الموالي ولا الصميم، ولكن البلاد إذا اقشعرت وضرح نبتها رعي الهشيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون”، و”تحرير مسألة القبول على ما تقتضيه قواعد الأصول والمعقول”، و”مقالة الصواب في بيان حال بني مزاب”، و”المقالة الوافية في شرح القصيدة الدالية”، وتأليف في قوله تعالى: “وهو معكم أينما كنتم”، “رسالة في دلالة المعجزة”،”القول المعتبر في بيان أن جملة الحمد إنشاء لا خبر”، وتقاييد وأجوبة، منها “تقييد في تعريف مادة الأصول”، و”جواب في أحكام الطاعون” وتقييدات على شرح قدّورة على السلم للأخضري، جرّدها بعض طلبته، وغير هذا.
وفاته:
توفي رحمه الله ليلة الجمعة، تاسع عشر جمادى الأولى سنة (1156هـ)، ودفن بفاس.