مساجد سنة العراق في خطر

06 أكتوبر 2013 16:53

هوية بريس – متابعة

الأحد 06 أكتوبر 2013م

لم تترك إيران نقيصة إلا استخدمتها للوصول إلى طموحها الطائفي التوسعي في العراق، بما في ذلك الميكافيلية حيث الغاية تبرر الوسيلة، فمن الحرب مع العراق ثمانية سنوات، إلى مساعدة أمريكا في قتل المسلمين المقاومين من أهل السنة، ممن حاولوا إعاقة ومنع الجنود الأمريكيين من التقدم باتجاه بغداد، إلى تسهيل دخول واحتلال أمريكا لبغداد، ليصل المالكي الشيعي أخيرا على متن الدبابة الأمريكية إلى رئاسة الوزراء، وليبدأ بعدها مسلسل الاضطهاد والتنكيل بأهل السنة هناك.

لم يوفر المالكي عبر فترة حكمه للعراق وسيلة من وسائل القمع والتهميش إلا استخدمها ضد أهل السنة، فبدأ بمسلسل الاعتقالات التي طالت أهل السنة في معظم المحافظات العراقية، وأتبع ذلك بسلسلة اغتيالات طالت المئات من رموز أهل السنة، ناهيك عن سيناريو التفجيرات الذي لم ينقطع عن المشهد العراقي، وخاصة في الفترة الأخيرة حيث استهدفت كثيرا من مجالس العزاء والمساجد السنية.

ولعل من بين أهم الرموز الدينية السنية التي تم استهدافها في العراق هي المساجد، فمنذ فترة والتركيز على الاستيلاء على مساجد أهل السنة في العراق على قدم وساق، من خلال مليشيات شيعية تعمل بإمرة المالكي وتوجيهاته، للسيطرة على مساجد مناطق الجنوب بشكل خاص وتهجير أهل السنة منها، تمهيدا للسيطرة عليها وجعلها شيعية، كما أعلن الوقف السني العراقي.

وبالأمس اتهم إمام وخطيب صلاة الجمعة الموحدة في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار غربي العراق، حكومة نوري المالكي بتقديم دعم غير مباشر لمليشيات شيعية للاستيلاء على 210 مسجدا لأهل السنة، ومصادرة 70 ألف دونم من أراضي السنة بجنوب العراق ذي الأغلبية الشيعية، وفي مناطق أخرى منها بغداد وديالى (وسط) منذ عام 2006.

وقال الشيخ إسماعيل عبد عباس، في خطبة صلاة الجمعة الموحدة اليوم، والتي أقيمت على الطريق الدولي السريع شرقي الفلوجة، وأطلق عليها اسم (مساجدنا ورموزنا صمام قوة وأمان): إن الحكومة دعمت منذ عام 2006م وحتى الآن إحراق 80 مسجدا واغتصبت 130 مسجدا، واستولت على 70 ألف دونم من أراضي أهل السنة والجماعة في البصرة جنوبي العراق وفي بغداد وديالى.

وطالب عباس الحكومة المركزية بالكف عن أوامر إلقاء القبض على قادة الاعتصام من علماء الدين، وشيوخ العشائر الذين اتهمتهم الحكومة بتهم باطلة.

من جانبه استنكر خطيب الرمادي الشيخ (رغدان الهيتي) في خطبته أمس استهداف مساجد أهل السنة قائلا: عبر التاريخ لم تستهدف المساجد كما هي تستهدف الآن، مستدركا أن عهد هولاكو شهد ذلك والصهاينة ربطوا الخيول قرب المسجد الأقصى فقط.

وأضاف الهيتي: إننا لم نلمس من الحكومة ورئيسها ردع للمليشيات، ونحن كعراقيين ومنذ الاحتلال لم نلمس أمن ولا أمان، وإنما خوف وجوع وحسرات.

من جهته دعا إمام وخطيب الجمعة الموحدة في مدينة كركوك الشيخ محمد عبد الرحمن الحكومة العراقية إلى الكف عن الممارسات الطائفية وإيقاف عمليات تهجير السُنة، وكبح جماح المليشيات في مدن عراقية قائلا: إن استهداف المساجد في العراق مستمر بشكل كبير، إلى جانب استمرار استهداف الرموز الدينية، ومنها ما جرى من اعتقال الشيخين عبد الستار عبد الجبار ومصطفى البياتي، إضافة الى أوامر القبض بحق قادة الحراك الشعبي والداعمين للاعتصامات، موضحا أن الحكومة العراقية مستمرة بنهجها الطائفي وممارساتها التي أضحت طائفية، عبر السكوت عن تهجير أهل السُنة من عشائر السعدون في البصرة وحزام بغداد، في عمليات لن تؤد سوى إلى مزيد من الاحتقان والتفتت للبلاد.

ومع كل هذه المناشدات وصيحات التنبيه والإنذار لوقف ممارسات المليشيات الشيعية الطائفية ضد مساجد أهل السنة، إلا أن حكومة المالكي في صمم عن سماع ذلك على ما يبدو، مما ينذر بإشعال حرب طائفية في العراق من جديد، يحاول أهل السنة تجنبها رغم الظلم والضيم الواقع عليهم، بينما يحمل وزرها ونتائجها المالكي وأسياده من ملالي طهران. 

(مركز التأصيل للدراسات والبحوث)

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M