ساعة.. «ميشيل»
مسرور المراكشي
هوية بريس – الأحد 06 أكتوبر 2013م
تمديد العمل بالساعة الإضافية جاءبصفة استعجاليه حسب تصريح الوزير المنتدب المكلف بالوظيفة العمومية وأن ذلك راجع لمصلحة الاقتصاد الوطني وانسجاما مع المحيط الأوروبي.
والحقيقة أن كلام الكروج لم يكن مقنعا للكثير من المغاربة وخاصة فيما يتعلق باقتصاد الطاقة. والحقيقة هي الرغبة في جعل نظام توقيتنا موازيا وتابعا لتوقيت “ميسيو ميشيل” ولو كره أكحل الرأس.
إنها علاقة العبد بالسيد، فعندما يستيقظ “ميسيو ميشيل” لابد للمحجوب أن يكون حاضرا ناظرا أمام شاشة الحاسوب منتبها ورهن إشارة “الميسيو” لتتم الصفقة بسلام، المهم أن يستيقظ المغرب وينام بشكل مواز لفرنسا وما جاورها.
لقد خلق الله الأرض بخطوط عرض وطول مما جعل اختلاف التوقيت سنة كونية بين البلدان والقارات وحتى الكواكب، يختلف طول يومها وقصره حسب البعد أو القرب من الشمس، فسبحان الخالق العظيم.
لكن الأستاذ الكروج أراد تغيير هذه النواميس الكونية فتجاوز منطق الجغرافية ليلتحق بالمحيط الأوروبي “إيوا قولو باز”، لكن بقي منطق التاريخ مستعصيا عليه، فهل تفصلنا عن أوروبا فقط ساعة أو ساعتين؟
إنها سنوات وأجيال فلابد من العمل الجاد والتركيز على تطوير البحث العلمي مع تحديث الدولة ودمقرطتها. كما فعلت تركيا أردوغان، لكن ومع الأسف الشديد ما وقع في آخر انتخابات بمولاى يعقوب يؤكد استمرار اتساع الشقة بيننا والغرب.
والآن فحسب منطق الكروج إذا أردنا الانسجام مع المحيط الأمريكي فلابد من إضافة 6 أو8 ساعات ليصبح الاثنين الجديد هو الأحد القديم.
فبغض النظر عن صوابية قرار التمديد أو خطئه، هل تم أخذ رأي الشعب بعين الاعتبار؟ فهو المعني الأول بالأمر، والدولة لها إمكانيات كبيرة لإجراء استطلاع لرأي العام ومعرفة توجهاته ثم البناء عليها؛ المهم الاستعجال في اتخاذ القرارات التي تمس مصالح الملاين من الشعب أمر غير مقبول مستقبلا.
لقد قدم المغاربة تضحيات جسام من أجل الاستقلال الحقيقي والسيادة الكاملة، واليوم ماذا بقي من هذا الحلم الجميل؟ أنا لا أريد التطرق للتوجهات الكبرى لا في السياسة الاقتصادية للدولة أو مدى استقلالية سياستها الخارجية، أود فقط الإشارة إلى بعض الأمور التي أعتبرها شخصيا مهمة.
لقد قامت الحكومات المتعاقبة بتجاهل يوم الجمعة إرضاء لمسيو جورج فأصبح يوم عمل وجعلوا يوم الأحد عطلة جميل أليس كذالك؟ فلا أظن أن فرنسا أو بريطانيا ستحذو حذونا فتمنحنا نفس الامتياز، أما المناسبات الدينية كعيد الأضحى مثلا فهذه السنة تم تقليص مدة عطلته إلى ثلاثة أيام فقط أمر غريب، إن الموظف الذي يشتغل بالداخلة أو السمارة وهو مقيم بالناظور أو الحسيمة والعكس صحيح لن تكفيه المدة حتى في السفر؛ لكن عيد رأس السنة الميلادية عطلته ثمانية أيام “حسوما” لقد أصبح المغاربة يطلبون التعادل في العطلة مع “البونانى” وهم في بلدهم، وكل هذا إرضاء لميسيو ميشيل “أتبرع لي مع راسك بون أني”..
لقد ترك المسؤولون الحانة “bar” حشاكم بجانب المسجد ودائما نفس الهدف إدخال السرور إلى قلب الميسيو “إيوا هذا هو التسامح”، إضافة إلى أخذنا بالسنة الميلادية وترك الهجرية بأغلب الإدارات المغربية.
أما عن استعمال اللغة الفرنسية في الإدارة فحدث ولا حرج، فكل المراسلات تقريبا بهذه اللغة.
لقد تم إبلاغ أصحاب سيارات الأجرة في المدن السياحية كمراكش بحلق لحاهم كيلا ينزعج “ميسيو جون بيير”، ويغادر المغرب في اتجاه الهند مع أن الهندوس لهم لحى أكبر من المغاربة.
أيها السادة؛ لن يرضى عنكم الأوروبيون حتى لو اتبعتم توقيتهم وغيرتم أسماءكم من محمد إلى جون لوي. أبالمعطي قاليكم: “الذل خايب” أو “المقلوبة عليه قفة زيدوه شواري”.