قضية إيريك لوران وكاثرين غراسيي.. حكاية صحافيين فرنسيين مفترسين
هوية بريس – وم ع
الأحد 30 غشت 2015
يبدو أن الصحافة في فرنسا ليست، البتة، على ما يرام، فها هي ممارسة هذه المهنة النبيلة تقع، في بلد بلزاك وزولا وكامو، كالشلو بين مخالب كل الانزلاقات.
وأضحت الدسائس والمساومات والتمويه دين وديدن صحافيين بجحين يلهثون وراء الشهرة والمال السهل المنال.
إن ما أقدم عليه الصحافيان الفرنسيان إيريك لوران وكاثرين غراسيي إهانة للمهنة، وعار على الصحافيين. ويا لها من حماقة! الاثنان يؤكدان وجود بحوزتهما معلومات عن المغرب “يسيل لها اللعاب” ويهددان بنشرها في كتاب إذا لم يحصلا من المغرب على مبلغ ثلاثة ملايين أورو.
ما هو هذا السر الذي يستحق ثمة فدية
و يا ترى، ما هو هذا السر الذي يستحق ثمة فدية؟ ما ذا يخفي هذا المغرب القوي المتحد الملتف حول ملكه ومؤسساته؟ ما هي هذه المعلومة التي يمسك، هذان الصحافيان، بتلابيبها، وهما اللذان يعيشان على بعد مسافات من ربوعه ولا يفقهان من واقعه أمرا؟ وما عسى أن يخفى على المغاربة من أمر عاهلهم، وهو الأقرب إليهم، مهتم بسعادتهم، ومصغ الى انشغالاتهم؟ ثم ماذا بقي مما لم يكتب بعد في فرنسا أو غيرها، من تشهير وافتراءات ودناءة في حق هذا المغرب الذي باتت ترمقه عيون الإعجاب والرغبة والغيرة..
وفي عين الواقع، ماهي إلا ترسانة صحافية جوفاء، لا جدوى منها، تلك التي تسلح بها هذا الثنائي المعروف بمخالطته لأوساط معادية للمملكة، بضع مقالات كتبت تحت الطلب ونشرت هنا وهناك، وحفنة كتب مركونة في رفوف مكتبتين أو ثلاث مكتبات بفرنسا.
ليس بجديد علينا معرفة صحافيين اتسموا بالجشع والبهتان والتجسس، إلا أننا اليوم بصدد حالة فريدة لصحافيين خانهم الإلهام والحذاقة، فراحوا يحاولون ابتزاز رؤساء دول من أجل المال. يا للفظاظة!
صحافيون أبانوا عن فشلهم المهني في بلدانهم
لقد أضحت الكتب المتخصصة في قدح المغرب صنفا أدبيا قائما بذاته في فرنسا، ينهل منها صحافيون أبانوا عن فشلهم المهني في بلدانهم واتخذوا الابتزاز مطية يبحثون بها عن كفاءتهم، ويبغون من وراء ذلك الشهرة أو الثروة، وهم، في الواقع، لا يجنون لا هذا ولا ذاك، لا يحصدون في آخر المطاف سوى الخزي أو السجن، تماما كما هو الشأن بالنسبة للصحافيين إيريك لوران وكاثرين غراسيي.
لقد وصفت الفدرالية الأوروبية للصحفيين التي يوجد مقرها ببروكسل، انزلاق الصحافيين إريك لوران وكاترين غراسييه بـ”المخزي” و”البغيض”.
وقال ريكاردو غوتيريز الأمين العام للفدرالية في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن “هذا أمر غير مقبول من وجهة نظر أخلاقيات المهنة”.
وأضاف غوتيريز، وهو أيضا أستاذ الإعلام بالجامعة الحرة ببروكسل، “نحن أمام حالة تتعارض أخلاقيا مع مقتضيات مدونات أخلاقيات مهنة الصحافة، وخصوصا مدونة الفدرالية الدولية للصحفيين التي يعتمدها 600 ألف صحفي عبر العالم.
يتعين على الصحفي أن لا يلجأ لسلوك الابتزاز
واعتبر الأمين العام للفدرالية الأوروبية للصحفيين، الذي قال إنه ينتظر ردود فعل المهنيين للتنديد بهذا النوع من السلوك، أنه “يتعين على الصحفي أن لا يلجأ لسلوك الابتزاز مقابل معلومات بحوزته أو يدعي أنه يتوفر عليها، لأن ذلك يتنافى تماما مع الأخلاق والقانون”.
وشدد الأمين العام للفدرالية الأوروبية للصحفيين، وهي أكبر منظمة خاصة بالصحفيين في أوروبا، وتضم أكثر من 320 ألف مهني في أزيد من ستين نقابة وجمعية في 40 بلدا أوروبيا، على أن “الصحفي هو في خدمة المجتمع وعليه أن يحترم قراءه الذين يمثلون أرباب عمله الحقيقيين”.
وتوجد العلاقات المغربية-الفرنسية، التي ما كادت تتجاوز فترات صاخبة، اليوم في محك هذه القضية الجديدة التي تأتي في وقت تعيش فيه المملكة تكريسا جديدا للديمقراطية من خلال تنظيم الانتخابات المحلية، وهي أول استحقاقات تجرى في إطار دستور 2011، والممهدة لإرساء خارطة جديدة للمغرب، المتمثلة في خارطة الجهوية، الجهوية الموسعة الممنوحة للجهات بما في ذلك الأقاليم الجنوبية للمملكة.
فمن هي الجهة المستفيدة من هذه الجريمة؟