ملامسة تصور الفاضل البشير عصام للانتخابات
ذ. إدريس كرم
هوية بريس – الأحد 30 غشت 2015
لم يطلعني أحد من الفضلاء على رأي فضيلتكم، وإنما قصدت قراءته بحكم العادة التي مع الأسف تنتقدها على الشباب وكذلك على باقي الأعمار بالتبعية لوصفكم أغلب الشباب بالغفلة لأنه يأخذ أغلب علمه عن دينه من اليوتيوب مما يغيب عنه قواعده الجوهرية، وهو نفس التوصيف الذي يقذف به قراء الصحف والمجلات والدوريات السيارة والإستماع ومشاهدة البرامج الإذاعية والتلفزية.
حتى إذا ما وجد المتقوقع على نفسه في مرمى التدافع لم يجد ما يدفع به عن دينه وأمته، ويسقط في إكراه استخدام مفاهيم خصومه مما يخرجه من دائرة التأصيل لدائرة التقليد فيفقد أصله وفرعه.
من ذلك مثلا القول بأن الديمقراطية هي حكم الشعب وسيادته في الوقت الذي يعيش سيادته معنا اليوم الحملات الانتخابية التي ستفرز أغلبيات أو تحالفات تدبر أمور المعاش وتصيغ قوانين ستغيرها حتما إن لم تكن كلا فبعضا أغلبية أخرى منافسة غدا أو بعد غد.
كما أن الانتخاب كما لا يخفى على الجميع هو اصطفاء واختيار لأفراد من أجل إنجاز مهمة محددة في الزمان والمكان على غير إطلاق لوجود المعرض والمحاسب وصاحب المصلحة، مرتبطة بضوابط لو كان الفقهاء ضمن المشرعين لها لما كان فيها ما يصادم الدين.
السياسة لم تعد غاية في ذاتها، فقد ولى ذلك الزمن يوم كانت المعارف تقلد لذاتها، وإنما هي اليوم أصبحت أداة عمل ليست واعدة ووحيدة بفضل صهور فهومات وشروحات غير غربية وغير علمانية، وكما أسلفت فالذي يغرف من ماعون غيره لا يعدم أن يجد ما يستصاغ طعمه أو رائحته أو مكوناته.
وعلى كل ففي التاريخ لمن راجع ما فعل السلفيون الوطنيون في مطلع القرن الماضي في مدافعة الغزو الأوربي ما يشرح ويرد على ما ذهب إليه الفاضل البشير عصام الذي يخشى على الإسلاميين العجز في إقامة العدل لقوة المعارضة وكثرة العوائق دون أن يدعوا للعمل على تكوين الشباب والمشاركة في عملية التدافع السلمية التي تعتمد الفعالية والنجاعة والقدوة الحسنة التي ما أظن أن الإسلام يرفضها والله الهادي إلى الصواب.